السبت، أغسطس 01، 2009

أفيون الشعوب

وبعيدا عن تلك المقولة الملعونة الدين أفيون الشعوب فالأفيون هو ذلك المخدر الذي يعطى للشعوب كي لا يشعروا بآلامهم ومشاكلهم لكي "ينسوا"

ولعل المتأمل يرى واضحا أن ذلك الأفيون في هذا العصر بل ومنذ زمن بعيد لم يكن صنفا واحدا أو جودة واحدة فهو مجموعة من القضايا الجزئية أو الترهات والفقاعات التي تطفو وتظهر ويلهو بها القوم حينا لحين يملها الناس أو لحين ظهور غيرها

وفي غالب الأحيان تتنوع تلك الفقاعات ويتزامن وجودها لكي ترضي جميع الأذواق.

حين ظهور أي من تلك الفقاعات تنقسم الأدوار بشكل طبيعي "Normal Distribution" لكي تتكامل وتأخذ الاتجاه والاتجاه المعاكس وينقسم الناس حولها فريقين بل فرقا كل حزب بما لديهم فرحون.

والمروجون لا يملون من تكرار الحيل والترهات القديمة المستعملة وأصحابنا لا يملون من الانجرار خلفهم قطيعا في إدمانها واستنشاقها.

والمروجون تارة يستخدمون أفيون الرعب وأفيون الخوف من المرض الخوف من الموت) وأفيون الحرص والطمع وأفيون الفراغ والتسلية والتشجيع والتحزبات حولها وأفيون الانخفاض والارتفاع وأفيون الفضائح وأفيون النعرات والقوميات بل وأفيون الشفقة والتعاطف مع المروجين أنفسهم والحمية لأجلهم المهم أن يجد كل ذواق نوعا يرضيه.

رد الفعل والتخدير المراد للعامة أن يأخذوه أحيانا يكون داخليا مكتوما وكما أن بعض المخدرين يكون صاخبا وبعضهم ساكنا فكذلك الحال مع ذلك الأفيون فأحيانا تظهر نشوة المخدرين صخبا وصياحا واعتراضا وأحيانا لا تظهر إحباطا واكتئابا.

ولا بأس أن يلعن المخدرون مروجي الأفيون أحيانا ويعلنون عن بعض الحنق منهم فإن ذلك مما يفرغ شحنة الطاقة التي لديهم بل ولا بأس أن يسب المروجون الصغار سادتهم من المروجين الكبار ليعلم المدمنون أنهم ينحازون إليهم.

وكما أن الشاعر قال "أري عيني مالم ترياه" فإن بعض هؤلاء المخدرين أحيانا يجترون لأنفسهم الأفيون الخاص بهم ولا ينتظرون أحدا أن يصنعه لهم فتجده يتنقل بين خدر وخدر وتجده أيضا في واد وحده وربما ينخرط في تلك الموجات من الإدمان مع المدمنين ويهلوس وحده وربما صار مروجا لذلك النوع المغشوش الذي اخترعه زاعما للقوم أنه أصلي.

باختصار ليس المقصود هو ترك الانشغال بالواقع أوالتزهد ولكن الانتقاء من ذلك الواقع تلك القضايا الكلية أو ما يصب فيها وحتى عندما نتناوله أو نتعامل معه يكون ذلك في إطار قضاياها الكلية.


عينات مجانية للذواقة (لم أبذل أكثر من 5 ثواني لإحضار العينات)
هنا
وهنا
وهنا
وهنا
وهنا
وهنا
وووووووووووووووو
عذرا فأنا أحس أن رأسي ثقيل..............