الخميس، يوليو 29، 2010

قضيتي

أحمل قضية بسيطة جدا لا أمل من تكرارها والدندنة حولها تغضب مني الكثيرين حتى نفسي
هذه القضية هي باختصار "إذا كنت في العمل فأنت في العمل"
رغم أنه لا ينبغي لأصحاب الأعمال أن يسرفوا في الخيال ويتوقعوا من الموظفين ساعات عمل كاملة منهمكة
ولكن قضيتي أن هذا هو الكمال الذي ينبغي أن يسعى إليه الموظفون أنفسهم
وانتقاص هذا الكمال يتراوح بين المسموح المعروف وبين التفريط الذي يدخل صاحبه في المأكل الحرام

أثارني لكتابة هذا قول أحد المهنيين بافتخار "الاسطى جاب لي المون والعدة وحطها لي وقال لي يلا اشتغل وانا ولا عبرته شربت شايي وسجايري وخدت راحتي يقدر يتكلم؟؟؟"
وبعيدا عن هذا الحال فإنك قد ترى على الطرف الآخر في المكاتب المكيفة الأعمال المتراكمة ومع ذلك "الفيس بوك" مفتوح ونشط أو اليوتيوب يتسارع ليعرض الفيديوهات المرحة

كما أتوقع (وأظن)فإن معظم أصحاب الأعمال يتسامحون في قدر من هذا مما يعطي دفعة وترويحا يقطع ملل العمل
وهم أيضا يتسامحون في قدر من استخدام الهاتف الأرضي ونسبة أخرى للمحمول
ويتسامحون في قدر آخر من الكلام عن الطقس وأحوال البورصة والتوريث وأسعار اللحوم
كما أنهم يتسامحون في قدر من جرائد الكورة وجرائد التوك شو والمراجعة الصباحية لبرامج التوك شو الليلية
ويتسامحون أيضا في قدر من الاستئذان والظروف الاستثنائية الطارئة
ويتسامحون في قدر من المناسبات السعيدة الطارئة وقليل من الأيام قبلها وبعدها للاستعداد
وحالات الوفاة الطارئة لا أحد يستطيع أن يتكلم عنها
ووجود عمال لديك في المنزل مما يستدعي تواجدك معهم
ويتسامحون أيضا في الظروف المرضية والصداع المفاجئ عافى الله الجميع
ويتسامحون في ضعف الأداء بسبب الصيام وتقليل الساعات لرمضان
ويتسامحون في قدر من الظروف النفسية السيئة التي يسببها هجر حبيب أو آخر أو ثالث
كما أنهم يتسامحون في وقت للطعام أو وقتين ويتسامحون في وقت للمشروبات
ويتسامحون في قدر للمدخنين كي يدخنوا بعيدا -إن كانت بيئة العمل لا تسمح-
ويتسامحون في قدر من التأخير بسبب المواصلات
أما إذا كان لديك إجراءات حكومية لابد من إنهائها فهذه لا أحد يستطيع الاعتراض
ومع ذلك هم يتسامحون في قدر من أخطاء العمل التي تستدعي إعادة بعض الأعمال

ولكنهم في نفس الوقت يتوقعون
إنجازا سريعا للأعمال مع الجودة
ووفاء بالمواعيد والالتزامات ورضاء للعملاء
وتنمية لمستوى العمالة وزيادة في قدراتهم في مجال العمل وهذا من الوسائل المساعدة لإنجاز الأعمال
وأيضا يتوقعون تعويضا عن كل هذه الجزئيات التي تسامحوا فيها
ويتوقعون استقرارا من الموظفين وأن يقفوا بجوار شركاتهم كما تقف هي بجانبهم -انظر قائمة المسموحات-

كما أنني أعرف بعضهم لا يتسامح في أي شيء من ذلك ويفرض نظام صارما وهو أيضا لا يعجب أحدا
كما أن هؤلاء المتسامحين لا يعجبون والفريقان يسمعون كلمة "على قد فلوسهم" أو تقال من خلف ظهورهم

أما الموظفون على الطرف الآخر
فيتوقعون أن لا يضطروا للتأخر في العمل أو بذل جهد إضافي عن الوقت المحدد "مش كفاية مطحونين"
ويتوقعون أن تزيد رواتبهم بمعدل مستحق
ويتوقعون أن يترقوا في سلم العمل
ويتوقعون ألا يوجه لهم أحد لوما انظر القول المأثور "يقدر يتكلم؟؟"
ويتوقعون ويتوقعون

الذين يتكلمون عن العمل في فريق يقولون إن جو العمل بين الفريق لابد أن يكون وديا ولكنه لا ينبغي أن ينسيك العمل نفسه
Don’t Forget the “work” in Teamwork
الكلمة تتكون من جزئين إذا أخذنا جزءا واحدا منها فقط فإننا نحصل على أصدقاء جيدين وفريق من الأشخاص الودودين ولكن لا نحصل على عمل
بينما يستمر سخطنا على أصحاب الأعمال وشعورنا بأننا لا نحصل على ما نستحق - على قد فلوسهم-
وهذا مفهوم خاطيء حيث أن العقود مبناها على التراضي وهي جائزة من الطرفين
فالذي يجعلك غير راض عما تحصل عليه في عملك وتشعر أنك كثير عليهم يجعلك تتوكل على الله وتبحث عن مكان تحصل فيه على ما تستحق مقابل عمل كامل بكامل طاقتك الممكنة وليس عمل جزئي منقوص وذهن ناقص التركيز ووقت مشتت بين تلك الأشياء الصغيرة المسموحة والتي تتراكم لتكون مساحة ضبابية تؤثر على مسيرتك المهنية وطيب مأكلك.

تنويه هام جدا : لست بصاحب عمل

الأربعاء، يوليو 07، 2010

متلازمة الإيجابية والفشل

كلما أبحرت في آفاق الإيجابية إلى آخر مداها كلما تكشف لك أن نصيبك من الفشل يزداد بنفس مسافة إبحارك...

حيث ستجد السفن تغرق من حولك والجميع لا يشعرون

وعندما تظهر بوادر تسرب الماء للسفينة فستجدهم بنفس المقدار يلتفتون إليك بوجوه خالية من التعبير والمشاعر ولكنها تحمل إشارة واحدة ..."تحرك كما عودتنا"

وإذا -لا قدر الله- كان الخرق أكبر من قدرتك وما تطيق فالويل لك لأنهم سوف يتناسون المخاطر ويتفرغون لتقريعك

أو على أكثر درجات الإيجابية التي ستنفخ في روحهم حينها سيصرخون "إيه حنعمل إيه؟"

وعندها تعود بالذكريات للخلف تنبش في "إيميلك" أو ذاكرتك أو ذاكرتهم –إن كانوا منصفين- تبحث عن تلك العبارة "فستذكرون ما أقول لكم"

ولا تجد في بيانك ما يسعف الموقف سوى تكرار القول "كان المفروض نعمل إيه؟"

وإذا حالفك التوفيق في بداية الرحلة فستجد نفسك ترسل كثيرا من مثل تلك العبارات مذيلة بقول ذلك الرجل الحكيم "فستذكرون ما أقول لكم"

وتتمثله دوما وهو يحدث عن الماضي والمستقبل ومآل الأمور والحاضر والعقل والمنطق وقدح ذهن المستمع ليتفكر ويصل إلى ماوصل ثم لا يجد إلا أن يحرص على نجاة نفسه

ولكن احذر فستجد نفسك مبغضا مملولا لأنهم لن يروا فيك إلا نذير الشؤم الذي لا يكف عن "الزن" بينما "الوضع في صالحنا والخير في ازدياد"

وإذا حالفك التوفيق أكثر فربما تجد نفسك تتحلى بقدر أقل من الإيجابية في حين سوف لن يرى أحد أنك تفعل ما هو واجبك فقط...

وأنك تفعله على أكمل وجه...
حينها سوف يأتيك نصيبك من حصة الفشل مبكرا حيث سيكونوا إيجابيين أكثر منك في توخي الفشل وتشخيص أسبابه التي تتلخص فيك أنت.!!!