السبت، مايو 28، 2016

صنم العشق

من اجابات الآسك
أيشرك الانسان بالحب؟! تعلقت بها حتى وان فارقتنى مع إعطائي لها كامل الحق فى ذلك. لكنها لا تفارق خيالى لحظة منذ يزيد عن ٧ أشهر، لا ابالغ ان قولت ان حياتى توقفت عليها بعد فراقها. انا لا أفكر فى الله معشار ما أفكر بها، متخيل ان سعادتى معها وبها، ولم ارضى عن فراقها ولا أقبله. شرك هذا أم حب أم جنون
=============
لا أريد أن أكون قاسيا ولكن دعني أكون الصوت الذي يقسو عليك لعلك تعود للواقع
كونها لا تفارق خيالك سببه فراغك وعافيتك فلو أنك مرضت مرضا شديدا أو أتت عليك نازلة لشغلتك عنها ولنسيتها وقت النازلة وانشغلت بآلامك فلم لا تشغل نفسك قبل أن تأتيك نازلة

لقد أعطاك الله فرصة العمر وأعطاك الصحة والفراغ والعافية ونعمة التفكر فجلست تتفكر في فتاة عامة وقتك
إنك تحبها لما هي عليه من الكمال الذي تعتقده ولما ترجوه من لذة في قربها أو في النظر إليها وهل العشق إلا ذلك ولكنه يتضخم ويغلب على العقل وكلما كان الوعاء يسمح بأن يملأه ذلك العشق قبل وانشغل به وسيطر عليه كما أشرت

لا أخفي عليك رأيي : أن ياخذ العشق هذه المكانة من قلب الإنسان فإن هذا لا يحدث فجأة ولكنه سبقه تحضير وتهيأة لتلك النفس ليسيطر عليها العشق
هذا التمهيد ساهمت فيه الدراما ساهمت فيه الأغاني التي تعيد وتبديء حول الغرام والعشق ووله القلوب به .. ساهم فيه الأصدقاء وحالهم وانشغالهم بالعشق والكلام حوله.. ساهم فيه الوسط كله بتضخيمه وإعلاء أمره
أنا لا أنكر الحب والعشق ولكن أقول لا يكون ذلك العشق صنما وكما تعلم فإن بداية العشق نظر محرم ويغذيه انشغال خيال وأكرر فراغ القلب مما سوى ذلك

دعك من قولي (وانا مقبل على الخمسين قد ترى أني لا أشعر بك) ألم تر كثيرا ممن تغنى بعشقه ودندن به من الفتيان والفتيات وصور لنا ولك أنه لا يستطيع العيش بدون محبوبه تمر الأيام وينساه بل ربما يحب غيره أكبر من حبه ويرى نفسه كان مخطئا في حبه

ألم تر كم ممن حيل بينه وبين محبوبه وعاش من دونه بل وارتبط بغيرها أو ارتبطت بغيره وأحبته

إذا انفصل الإنسان عن رؤية ذلك وصور لنفسه انه شيء مختلف أو أن عشقه شيء مختلف كان غير مدرك لطبيعة النفس البشرية وغرائزها وحبها (لنفسها) والذي هو أحد المحركات الأساسية لحب الإنسان لغيره فهو يحب نفسه ويحب التنعم والتلذذ بمن يحب لكي يحصل لها أي لنفسه نعيما نفسيا أو جسديا.
بل وأقول له إن كثيرا من هؤلاء الذين عالجهم النسيان من العشق كانوا يقولون أنهم مختلفون وأن عشقهم شيء آخر وأن معشوقاتهم ليسوا كباقي البشر وأنهم لا يمكن أن ينسوهم وقد كان غير ذلك.

فإذا حرمه ذلك الحب باقي النعم وحرمه الحياة وحرمه العيش السوي الهانيء فربما يكون ذلك مؤقتا وهذا مقبول لفترة حتى يداويه النسيان أو الوصل أما أن يغلب عللى عقله وحياته وطاعته لربه وعبادته التي هي زاده لحياته الحقيقية
وإن الدار الآخرة لهي الحيوان
فإذا أضاع كل ذلك لأجل تلذذ يرجوه بمحبوبه وقربه منه ووصله (نفسيا أو جسديا) فهو لم يزن الأمور جيدا ويحتاج ان يعالج الأمر بحكمة وان يعطي العقل مجالا كما أعطى مجالا كبيرا للقلب و(لغلبة الثقافة العامة التي ضخمت أمر الحب) بل وللخيال.

نعود لأصل السؤال يقول الله عزوجل
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ
فنحن نعبد الله ونطيعه بالحب والخوف فإذا غلب ذلك الحب على الإنسان حتى صرفه عن طاعة الله ,اطاع محبوبه من دون الله كان على خطر عظيم
ولو صرف حبه كله لما دون الله فهو فارغ عن عبادة الحب لله والحب في الله
قال القرطبي : يحبونهم كحب الله أي يحبون أصنامهم على الباطل كحب المؤمنين لله على الحق ، قاله المبرد ، وقال معناه الزجاج . أي أنهم مع عجز الأصنام يحبونهم كحب المؤمنين لله مع قدرته . وقال ابن عباس والسدي : المراد بالأنداد الرؤساء المتبعون ، يطيعونهم في معاصي الله. انتهى
للمزيد اقرأ هذا لأن الأمر فيه تفاصيل
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=9360

ليست هناك تعليقات: