الجمعة، يناير 18، 2008

عن الظن

قبل أن نبدأ

بدأت في التدوينة قبل السابقة في إيضاح كيف أنه لازال في مجتمعنا من متوسطي الحال والمحتاجين من يساعدون الآخرين ومن يتعففون والتدوينة السابقة رأينا وجود خطر التعامل مع من يتحولون في لحظة إلى منتهكين لحقوق الآخرين وقد أعطيتم كافة جوانب الخلل بارك الله فيكم .

وكنت أعي أنه سوف يكون من أسباب الخلل التي تذكرونها وجود الظلم وأن البعض يلجأ ونتيجة لذلك الظلم بالتساهل في حقوق الآخرين فبدأت بالتدوينة الأولى لأوضح أنه لازال من المحتاجين والمظلومين أصحاب عفة بل ومساعدة للمحتاجين والآن أنتقل للجانب الآخر جانبنا نحن ونتناقش في استراتيجية التعامل في ظل هذه المخاطرة

==================================================

قال الإمام القرطبي في تفسير قول الله عز وجل يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن

"أي لا تظنوا بأهل الخير سوءا إن كنتم تعلمون من ظاهر أمرهم الخير"


ويحصل لبس كبير لدى كثير من الناس بين سوء الظن وبين الحزم وأخذ الحذر
أتكلم عن افتراض الاحتمالين في الشخص الذي لا يعلم منه سابقة خير أو لم يتم اختباره جيدا والأصل التحديد في العلاقات وفي الأخذ والعطاء والتزام جانب العدل والإنصاف دون أن تتطرق الأمور إلى إعطاء الفضل أو "تسليم الدقن"والذي أقترح أن يتم توفيره لمن يستحقه.

وسيلة التحقق من الشخص لنقله من جانب افتراض الأسوأ إلى الجانب الآخر ووضعه على قائمة الثقات
هي الخبرة الشخصية والاختبار والمواقف وليست أبدا المؤثرات الصوتية والضوئية التي يقوم بها هذا الشخص أو غيره حتى ممن انخدعوا فيه لأني أعلم أيضا أن الناس يتساهلون أحيانا في الأحكام وتغلبهم العواطف الغير متزنة وخاصة إذا كانت تلك التزكية لا تمسهم فإنهم يتساهلون فيها وخاصة أن صروف الزمان علمتني أن الدمع هو متاح على الرف لبعض الناس يجتلبونه حين وحيث يريدون.

وأيضا ليست من ضمن أدوات الوصول إلى تلك الثقة الأمور التعبدية الظاهرة التي قد تكون سهلة على بعض الناس ولكنهم في المعاملات يحيدون عن مقتضى تلك العبادات

متى يتم تطبيق هذه المعايير وهل الإنسان يعيش حياته هكذا سيء الظن أبدا
أولا ـ
الإنسان يصل بعد فترة إلى طريقة من التحديد في التعامل بتلقائية تمنع عليه أن يشغل ذهنه بالظن أساسا أو أن يضع نفسه عرضة للخديعة وذلك بقدر من الجرأة على طلب تحديدات قد لا يجرؤ كثير من الناس على التحدث بها في بدايات الأمور لكنهم يضطرون في نهايات الأمور للوقوع في خلاف أو خديعة تكدر عليهم دينهم ودنياهم وقد يضطرون لقول ما هو أشد مما استحوا من قوله في البداية.

ثانيا ـ الإنسان تنمو عنده حساسية لمؤشر الخداع حيث أن المواقف تتكرر والأشخاص أيضا يتكررون

ثالثا ـ يصل إلى أشخاص يثق فيهم إلى حد كبير ويفضل التعامل معهم.

رابعا ـ لا أحكم بالخير والشر على الناس إلا بقدر الاحتياج للتعامل وفي الزوايا التي أتعامل معهم فيها ولا أشغل نفسي بأكثر من ذلك

خامسا ـ لا أنخدع أو أسلم لآراء الآخرين في الناس سواء في التزكية أو الذم وإذا استشرت أسأل عن المبررات التي بنى عليها حكمه ذلك وأستوثق من هذه الوقائع أو المعطيات وأبني عليها من البداية حكما مستقلا وأعتبر أيضا المؤثرات الأخرى مثل المنافسة والغيرة والسطحية في بناء الآراء
وذلك لأن المعايير تختلف في نسب أوزانها من شخص لآخر ممكن شيء هو يراه كبيرا ومسقطا للشخص وأنا أرى أن الإنصاف يقتضيني أن أضع ذلك الشيء في نصاب آخر

سادسا ـ الانطباع المسبق أو المبدئي الذي قد تأخذه عن شخص لا حرج فيه ولكن المذموم فيه :
أن يتم التصرف والإساءة بناء على هذا الانطباع المسبق
أن يتم التعسف في محاولة إثبات ذلك الظن المسبق
محاولة نشرها الآراء والانطباعات الشخصية بين الآخرين وإقناعهم بها لغير مصلحة أودفع المفسدة

سابعا ـ لا ينبغي تشغيل آلة الحذر هذه عمال على بطال بل إذا كان في الأمر مخاطرة يمكن تحملها فيمكن في هذه الحال اللجوء إلى إحسان الظن أو كما يقول العامة "آكلها بمزاجي"


بل أحيانا أضع نفسي في موقف أخدع فيه لاختبار الناس ومعرفتهم مع تحملي لعاقبة وكلفة هذا الخداع لكن هناك أمور مصيرية لا يمكن تحمل الخداع فيها

والأفضل ألا يتم اتخاذ قرارات مثل هذه تحت ضغط بل ينبغي أن يتم استثمار أوقات السعة لاختبار الأشخاص ومعرفة من يستحقون الثقة من عدمها ولو بمواقف مفتعلة ومشاهدات لتصرفات تاريخية

ثامنا - أحيانا يكون الظن في أشخاص غير محددين كما ذكرت في التدوينة السابقة أنك لا تعلم من أين تؤتى وهل الوسط المحيط بك هو آمن أم لا فبالتالي ينبغي تقديم الحذر.

الحياة بهذه الطريقة لها بعض المخاطرة أن تقع في ظلم لأشخاص هم لا يستحقون هذا الظلم ولكن لابد من الاستعداد لذلك الموقف دائما بروح الإنصاف والرجوع للحق.

أقصد أن يكون هناك استعداد تام لسرعة العودة للحق فالحاصل عدم الإغراق في التصرف بناء على سوء الظن ولا حسنه بل التحديد التحديد في العلاقات والحقوق الواجبات .

وأقول إن هذه المخاطرة المحتملة مع الاستعداد للإنصاف أفضل من التفريط وعيش عيشة الذي يخدعه كل خادع حتى يصل في نهاية المطاف أن يكره حياته ويفشل في التكيف مع المجتمع.


هناك طرف آخر هام في الموضوع وهو أنا شخصيا أو أنت شخصيا ما علينا في هذه الحالة أنا شخصيا أفترض بالتالي أن من حق الناس أن يعاملوني نفس المعاملة وأرى أن علي أن إذا كان الموقف يحتمل أن يجب علي الإيضاح والتحديد وفتح الباب للآخرين للاحتفاظ بحقوقهم

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابيين :هذه صفية

يعني أعطاهم الجق أن يظنا وخشي عليهما من ذلك فكان واضحا ومحددا معهما

بقي أن أؤكد أننا لسنا قضاة ولكن الغرض من كل ذلك هو أن نقلل خسائرنا في الحياة وصدماتنا من الناس

ونحن لابد أن نعامل الناس كما نرضى ونحب أن يعاملنا ربنا عز وجل بالعفو عن الزلات وإقالة العثرات

هناك 17 تعليقًا:

L.G. يقول...

شئ معقول أول تعليق

L.G. يقول...

أتكلم براحتي بعد حجز المقعد درجة رجال الأعمال التدوينية بعد كابينة القيادة مباشرة
عزيزي أستاذ عصفور مبدئيا كل ما أشوف عصفور رمادي أفتكر حضرتك المهم بالنسبة لمسألة الظن ومن غير زعل مش منك أنا عارفة ان حضرتك كيس فطن ونحسبك كذلك ولكن من أصدقاءك رأيت أن الموضوع كان يحتمل الكثير من المراجعة الكتابية بمعنى أن المعنى المقصود غير محدد بقدر كاف والدرس المستفاد مضبب بعض الشئ حاول أن تراجع بعد الكتابة وتختصر كثير من الكلمات علمنا سيدنا أبو بكرالصديق رضي الله عنه أن الكلام ينسي بعضه بعضا وكان إعجاز المصطفى في أنه أوتي جوامع الكلم
تفسير القرطبي " أهل الخير " " أهل الخير " أي من اعتدنا عليه الخير لا نظن به السوء عند أي موقف غير محدد مثل حادثة الإفك نزلت فيها آية يظنوا بأنفسهم خيرا لأن أمنا عائشة من أهل الخير نقطة مهمة جداً يعني لو واحد معروف عنه الصلاح لا نتهمه بسرعة ونسئ به الظن ولكن لو واحد قتال قتلة هنا نتريث ولا نحاكمه الا بالدليل وليس الظن
في جميع الأحوال يجب أن نقف على الوقائع ونعامل الناس بظاهرهم ونترك ما يبطنون لله هو محاسبهم عليه ولكن أيضاً في الله وحده نثق وحالياً لا نخاطر بالثقة مع أي شخص خاصة في الأمور المهمة
يعني وديعة 10 جنيه ممكن بدون كمبيالة لكن 10 مليون .. طبعا كمبيالة وختم وبصمة أولادنا لا نتركهم مع أي شخص لكن الغسالة ممكن .
أتمنى أن أكون فهمت من مقالتك أكثر مما أغلق علىّ في الفهم أعزك الله

العاشق....محمد على يقول...

كان نفسى احجز اول تعليق...شويه وهرجع اعلق..والله ولى التوفيق.

العراق صوت الحق يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد هل أصبح التعامل مع الناس يرهق بهذا الشكل ؟؟
هناك وصية من رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما أوصنا بأن لا يأكل طعامك الا تقي .
على كلا ديننا هو دين الوسطية أي لا نعطي كل الثقة ولا نظن بالمقابل لدرجة الشك . موضوعاتك بها عمق .ماشاء الله

šσяšαяαα يقول...

السلااااام عليكمممم

ايه الشكل الغريب دا صفحة التعليقات بقت مالشمال لليمين:)

اولاااا انا بشكر حضرتك جداااااا على وضع تدوينتى المتواضعة ضمن التدوينات المختارة
انا بجد فرحانة اوى ومش مصدقة نفسى اساسا

بالمرة هو حضرتك قريت الشعر الحلمنتيشى اللى كتبته؟.. بس دا عموما نوع من اضافة روح الفكاهة ليس الا

وثانيا انا عاوزة اجاوب على سؤال التدوينة اللى فاتت واللى اعتقد انه مرتبط بالتدوينة دى كمان
انا افضل التعامل مع الناس على افتراض احتمال التحول
يعنى لو الحال بقى غير الحال يبقى الحمدلله ان الواحد كان عامل حسابه مالاول وكان دقيق فى معاملاته
ولو لسا الناس بخير وطيبة يبقى خير وبركة وهذا هو المطلوب
انا بحاول انى اخد حذرى فى التعامل مع الناس على اد ماقدر لانى للاسف مش قادرة اتخيل ان فيه نوعين من البشر
بس بحاول
الانسان لما يكون طيب دا شىء جميل بس لازم جنب الطيبةدى يكون فيه انتباه عالى وحذر فى التعامل

وفعلا افضل شىء اننا نعامل الناس زى مانحب انهم يعاملونا
لو الكل وضع الجملة دى نصب عينيه الدنيا هيتصلح حالها

بس للاسف الغافلين كتير
اللهم اجعلنا ممن تنير بصائرهم وتهديهم الى ماتحب وترضاه

ودمت بألف خير استاذى الفاضل

العاشق....محمد على يقول...

اخويا وشيخ المدونين عصفور المدينة...بارك الله فيك على هذا العرض الطيب المبارك واسمحلىى انى اقترح عليك انك تستمر فى الموضوعات ديه بجد هايلة جدا ان استفادت منها وفهمناليها هيقلل من حدوث صدمات كتيرة فى الحياة الصعبة اللى بنعيشها..الوسطية ياعم عصفور هيا الحل السحرى لعدمةالظن باى حد بمعنى انى مزودهاش اوى وحط كل حاجة فى اطارها الصحيح بلاش موضوع ان الانطباع الاول يدوم بالخبرة المتواضعة ليا اثبتت انها مبدومش ..وموضوع الاختبارده ياخويا يعصفور انا مبحبهوش الحياة بتفاعلاتها ومواقفها هتبينلى كل اللى انا عايزه وده حصل معايا فى ناس كتير كنت عايز اختبرهم عشان ماظنش فيهم بس مرديتش عشان ماقعش فى عقوبه الظن واقعد الوم وانب نفسى الحياة عرفتنى مين اللى بحبنى ومين اللى مابيستريحليش..وعايز اعرف منك ذكرت ان معنى ايه الظن هو عدم الظن فى الناس الخيرين ..فهل يجوز الظن فى الناس المعروف عنهم بسؤء النيه ام نكتفى بالحزر والتقليل من التعامل معهم...اخيرا ياخويا ياعصافيرو انا ماشوفتكش منور التعليقات فى اخر بوست ليا ان شاء يكون المانع خير انا اتعودت على وجودك ونصايحك...على خير نلتقى...والله ولى التوفيق.

بنت أبيها يقول...

تمام الكلام

واكتر حاجة مهمة هيا أخر جزئية الخاصة بأن اتوقع من اللى قدامى نفس الشئ

بمعنى ايضاح الغوامض

وعدم الوقوع فى الشبهات

جوزيت خيرا

ammola يقول...

اعتقد ان ما ذكرته حضرتك من ان الحياء الغير مبرر فى البدايات والتحرج من تحديد وتوضيح الامور هو ما قد يؤدى فى النهاية لعواقب غير مستحبة.وقد يظن احدنا ان الامر سيتحول الى تخطيط ودراسة -ووجع راس- فاقول ان الامر لايلبث ان يتحول الى اعتياد فى طرق التعامل واكتساب خبرات تؤدى بطريقة تلقائية الى نظرة سليمة للاشخاص وللامور.بالفعل يا اخى لايجب علينا ان نعتد فقط بالمظهر الخارجى ولا ننخدع فيه سواء سلبا او ايجابا حتى يتم التيقن الناتج عن معايشة حقيقية وما لايعنينى لايلزمنى ان اصدر بصدده اى حكم.جزاك الله كل خير وسلمت من كل شر
ملحوظة:للاسف الشديد انا اخذت وقت طويل لاعتاد على الصفحة وهى باللغة العربية برغم اننى ازعم انى من عشاقها ولكن المصطلحات للاسف لزقت بالانجليزى جزاك الله خيرا لمحاولتك اصلاح ما فسد

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى يقول...

أحييك من كل قلبى على هذا المقال الرائع يا أستاذنا

رابعا ـ لا أحكم بالخير والشر على الناس إلا بقدر الاحتياج للتعامل وفي الزوايا التي أتعامل معهم فيها ولا أشغل نفسي بأكثر من ذلك

الجملة السابقة و كأنك أخرجتها من رأسى

تحياتى فعلا أستاذنا

خمسة فضفضة يقول...

السلام عليكمورحمة الله وبركاته

موضوع سوء الظن وحسن الظن ده بيتقاوت من شخص للتاني ، و حسب شخصية اللي هانتعامل معاه

المشكله بقي ان الواحد بيحاول يبقي كده زي ما حضرتك ذكرت في الخطوات الثمانيه دول
بس للاسف لسه ماوصلتش للدرجه دي من سرعه البديهه والفطنه والمقدره علي قراية اللي قدامي

في الغالب الانطباع الاول عن الشخص بيدوم ودي مشكله لان احيانا "بس مش دايما" بيكون الانطباع ده خاطئ

---------
مش عارفه ليه المره دي تهت وانا بقرأ ياباشمهندس وعدت القرايه مرتين ، امبارح ماعرفتش اقول ايه ورجعت انهاره قريت تاني

اول مره تحصل لي هنا مش عارفه ليه ؟؟؟

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

تصدق برضه أنا حسيت إن الموضوع غامض و الجمل غير واضحة
بس بعد ما أعدت القراءة فهمت و أتمنى إن يكون فهمي صح
بس فعلاً الموضوع ملغز المرة دي في التعبيرات المستخدمة

و زي ما أغلب المعلقين قبلى قالوا الوسطية هي أفضل حل
و زي ما حضرتك قلت أعامل من لا أعرفهم بالعدل و اعامل من أثق بهم بالفضل
:)

عصفور المدينة يقول...


L.G.

مرحبا بك أستاذة في أول تعليق وجاء رد الفعل محبطا كما توقعت ولذلك كنت مجهز تدوينتين في نفس اليوم والآن وضعت الثالثة يلا تعويض
عندك استعداد تقري كملي معايا :)
حقيقة يا أستاذة الموضوع أصله كبير وهو خلاصة خبرة في الحياة وتفكير فترة طويلة وخبرات رأيتها في مواضيع متنوعة تخصني وتخص آخرين من حولي
ثم إن أصبحت تواجهني مشكلة حينما أريد الاستطراد في الحديث عن موضوع فأضطر للاختصار على أن يتم فتح النقاش في التعليقات
باختصار يا أستاذة إذا كانت حياتك مليئة بالتعاملات وخاصة المادية والعملية والتي تعتمد على الأخلاق والثقة فإنك لابد بين فينة وفينة تصديم فيمن وضعت بهم ثقتك
أفكر وأجرب في هذا الأمر منذ أكثر من 12 عاما وهو من الأمور التي تشغلني وأتناقش كثيرا فيها
قد لا يرى البعض الموضوع بتلك الأهمية ولكن شخصيتي فيها جانب وضع قواعد للمواضيع المكررة والتفكير فيها ومحاولة وضع صياغة لها تحولها لصورة آلية حين حدوثها أتمنى أكون عارف أعبر
وفي قانون المدونة عندي هذه العبارة
" أحتاج أحيانا أن أصدم الآخرين بالمعادلات الغريبة التي تحرك سلوكي ربما أكون مخطئا فيها وربما يراها أحدهم تستحق النظر"

أحيانا أحتاج أن أكتب تدوينة ويكون عندي رغبة ملحة أن أغلق التعليقات عليها وأحيانا أشتهي أن أكتبها بصياغة معينة تريح نفسي
أخشى أن يكون تأثير القراء على الأسلوب والموضوعات أكبر من تأثير شخصيتي اللي باحب إني أكون على طبيعتي دي مش نقطة بس يلا نرجع للموضوع الأصلي
المعادلة بسيطة جدا وراء الثلاث تدوينات
الناس أصبحت تتعلل بأي سبب لأكل حقوق الآخرين ويبررون لأنفسهم وربما يكون ظاهرهم خير ولكنهم ليسوا أمناء في واقع الأمر وده واقع بيصدم فيه ناس كثير أحيانا بيسبب ردود فعل نفسية عنيفة قد تؤدي لكراهية التدين والمتدينين أو عدم التعامل مع الآخرين إلخ وقد رأيت عدد لاحصر له من النماذج
بطبعي أحب التركيز على الجانب الخير في البشر ولكني أيضا أحب ألا أتعرض لصدمات وخسائر
الخلطة "الغامضة أو الملغزة" التي أتبناها وطرحتها مريحة نفسيا لي ولمن اقتنعوا مني بها على مدار السنين
مبدؤها تكسير حساسية سوء الظن في البداية وأنه ليس بذاك الوحش المرعب أو الإثم العظيم وهو قول العلماء في التفسير
أنه يحسن الظن بمن تعودنا منه على حسن العمل وحسن التصرف
وباختصار أن نحاول اختبار الأشخاص قبل أن نعطيهم الثقة في جانب معين
وأن لا نشغل أنفسنا بتقييم الناس بوجه عام إلا في وجوه التعامل وألا نغرق في وضع صورة مثالية لشخص تضطرنا فيما بعد لتغييرها
والأمثلة كثيرة على ذلك
يعني مثلا بعض الأشخاص دخلوا في شراكة وتم تبادل مبالغ مالية كبيرة وتسليم إدارة لشخص رائع وملتزم ولم يتم كتابة عقد وعلى مدار ثلاث سنوات حدثت مشاكل وخلافات كبيرة وكان المفترض من البداية تحديد الحقوق والواجبات وهم في النهاية لجأوا إلي للتحاكم والذي استمر عاما وشهرين وانتهى بخسائر لجميع الأطراف حتى أنني شخصيا كنت سأخسر مبالغ مالية كبيرة
الحكمة هي تم ترك الأمور للثقة في البداية وفي النهاية حصل خلاف في كل جزئية أنا باقول الحل اللي باتبناه نوضح جميع النقاط ونفترض الأسوأ من غير زعل ونضع النقاط تحديدا ونضمن الحقوق ونحذر ونعطي أيضا الحقوق للآخرين بنفس المنطق

كنت باقول في التدوينتين اللي فاتوا
أولا مهدت وقلت مش معنى إن فيه ضنك وفيه ظلم وفيه أزمة اقتصادية إن الناس تتحول لحرامية لأ ده فيه ناس محتاجين وبيعطوا وبيتعففوا
اللي بعدها نوهت على ظاهرة ألمسها بعنف وهي إن شخص ماشي زي الفل وظاهره الصلاح وفجأة 180 درجة مش باقول إن دي قاعدة بس باقول احتمال أصبح موجودا بعنف
حله إن احنا نكون محددين وحذرين ببساطة أما اللي ثبت لدينا مصداقيتهم بمواقف شبيهة يبقى خلاص

المجاهدين سنة العراق

أخي عمر والله هو ده حالنا وأحيلك على المرافعة اللي فوق
šσяšαяαα

الله يبارك فيكي القصيدة جميلة مانت من مدرسة مهند
تعليقك وافق فكرتي والحمد لله

العاشق....محمد على

الله يحفظك يا محمد
أنا حبيت أنبه على إن الظن مش بالخطورة دي وإن عاقبة الوقوع في الخديعة ممكن تكون أفظع وتؤدي إلى فقدان الثقة فيما بعد وهذا بعدما تلدغ عشرات المرات

بنت أبيها

أيوة طبعا شيء ميزعلش إني أكون ضامن ومحدد لحقوق الآخرين

ammola

حلو والأستاذة أمولا وافقتني أيضا أمال بيقولوا الفكرة مش واضحة ليه
أنت لخصت الفكرة كلها بكلمات بسيطة

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى

ربنا يحفظك يا محمد التطبيق بقى العملي بياخد جهد كبير لحد ما يحصل تعود

خمسة فضفضة

معلش يا دكتورة أعذريني لسوء البيان لأني اختصرت الموضوع أصلا كان كبير جدا
بس انت لخصتيه أكثر

مهندس مصري

يا هندسة أعتذر عن الغموض فعلا بس أتمنى تكون الفكرة وضحت

محمد عبد الرحمن يقول...

مقال كنت محتاجا إليه جزاك الله خيرا
فعلا مشاكل كبيرة يمكن تفاديها بالتحديد والذى لا يضير أحدا ولكن يحتاج جرأة من الشخص صاحب العلاقة
وأيضا مسألة التأثر بالعاطفة سبب لأحكام غير متزنة
مسألة أود طرحها ههنا
أحيانا وتحت ضغط المجاملة أو الإحراج وربما الحياء أتغاضى عن بعض المسائل الغير مصيرية والتى أعدها من توافه الدنيا وصغائرها هل هذا ينافى التحديد أو يعد تساهلا فى الحقوق

محمد عبد الغفار يقول...

راجع التعليق على الموضوع السابق

Unknown يقول...

انا قرأت التدوينة يوم مانزلت وحسيت انها دسمة بمعنى انها مليانة افكار وكنت متأكدة انها خلاصة تجارب فعاودت قراءتها تاني يوم والنهاردة قرأتها تاني من باب الاستفادة ومحاولة التفكير في كيفية صياغة ماتم قراءته في صورة عملية قابلة للتنفيذ
بس الشعور اللي كان مسيطر علىّ وقت القراءة ان الفهم والاستيعاب هيكون له علاقة طردية بعمر اللي بيقرأ و خبراته الحياتية وطبعا لسه في ناس حديثة السن ماعاصرتش الأحداث اللي تصقل شخصيتها يعني لسه ماخبطوش في الدنيا ولا الدنيا خبطت فيهم
تعليقك على LG مهم جدااا ووضح الصورة اكتر
ربنا يجزيك خير

الطائر الحزين يقول...

لكى لا تأسوا على فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم


الوسطية و جعل دوما احتمال لعكس الاعتقاد حتى تكون الصدمة خفيفة نوعا ما


وكثر النوح يعلم البكا

تحياتى

Ana يقول...

أحييك على مدونتك الجادة ومواضيعك الجميلة .