التفاوض بالنسبة لي في الأعم له سبب رئيسي للنجاح وهو الصدق والاستغناء-الحقيقي- والاستعداد لتقبل كافة الاحتمالات ليس بالزعم ولكن بصدق مع الرغبة الحقيقية في حصول الطرف الآخر على مصلحة عادلة وهذه الصفات وخاصة الشفافية يختلف عليها الكثيرون وربما يراها البعض تضييعا.
على كل يوجد نوع شائع من التفاوض لا ينتبه له كثير من الناس بالرغم من اصطدامهم به كثيرا أطلق أنا عليه "التفاوض مع الحمقى" ما يتميز به هذا النوع هو تلك الخصوصية التي يتميز بها الحمقى وهو ما يجعل الكثيرين ينصحون بالابتعاد عن هذه المخاطرة رغم أنها مفروضة علينا في كل لحظة.
و أرى أول تلك الصفات أنهم لا يعون المصالح بل ربما لا يرغبون بها ولو لأنفسهم وكثيرا ما يعظمون من شأن أشياء ليست هي مناط الأهمية بل ربما يستغرب العقلاء من وجودها أصلا.
وهم لديهم استعداد لحظي لهدم المعبد بل والمنزل والطريق بينهما و هذا يلقي ثقلا شديدا على المفاوض الحكيم الذي يعي المصلحة و يعي ثقل الأمانة والمسئولية ويكون شفيقا عليهم.
ردود أفعالهم ربما تكون مفاجأة لمن لا يتوقعها ليس أخطرها إنهاء التفاوض سلميا وغلق بابه في زمن خاطف لا يتوقعه المفاوض بل وربما التورط في إيقاع أضرار فاجعة.
هذا يلقي عليك بمسؤولية التركيز العالي و هذا أيضا مرتبط باحتمال أن تجد قضية التفاوض الأساسية تختبيء في تفاصيل تشعبت أثناء التفاوض و هذا يؤكد على الحذر الشديد من الانجرار لتلك الهوة و التركيز على القضية مع احتمال أن تحتاج أن توهمه بأهمية تلك التشعبات سريعا دون أن تأكل قضيتك الأساسية.
تحتاج كثيرا أن تنتقي من الكلام مايحتاج لرد وما لا يحتاج أعني أن من الوسائل الهامة الصمت.
و أهم من الصمت التحامق (نعم) والذي تحتاجه أحيانا لكي يعرف الاحمق أنه ربما يكون أمام من هو أحمق منه وهذا آخر العلاج وهذا ليس بالخطورة التي يبدو عليها طالما أنك ممسك بزمام المصلحة و منتبه لخطورة الموقف.
وكما أنك تحتاج لقدر من الملاطفة له فينبغي استعماله بحذر لأنه كثيرا لا يرى ذلك فضلا لأنه قيل في وصفه "إن أونس تكبر وإن أوحش تكدر".
تحتاج أيضا أن تتنازل عن قدر من الحقوق أو تكون مستعدا لتحمل مسؤوليات تلزم غيرك بالأصالة.
وخلاصة القول تحتاج إلى درجة عالية من وضوح الهدف والأولويات و استحضاره طول الوقت و أن تكون كافة الاحتمالات مفتوحة و من ضمنها أن تضرب على يد الأحمق بقدر من الحماقة ربما يكون ذلك سبيل النجاة.
و بالرغم من أن ترك الاحمق يتحمل عواقب حماقته يفترض أن يكون مطلوبا تربويا الا أنه لا يجدي كثيرا حيث أننا -كما قلت - نتفاوض مع أحمق !
قال الماوردي رحمه الله "كانت ملوك الفرس إذا غضبت على عاقل حبسته مع أحمق"
على كل يوجد نوع شائع من التفاوض لا ينتبه له كثير من الناس بالرغم من اصطدامهم به كثيرا أطلق أنا عليه "التفاوض مع الحمقى" ما يتميز به هذا النوع هو تلك الخصوصية التي يتميز بها الحمقى وهو ما يجعل الكثيرين ينصحون بالابتعاد عن هذه المخاطرة رغم أنها مفروضة علينا في كل لحظة.
و أرى أول تلك الصفات أنهم لا يعون المصالح بل ربما لا يرغبون بها ولو لأنفسهم وكثيرا ما يعظمون من شأن أشياء ليست هي مناط الأهمية بل ربما يستغرب العقلاء من وجودها أصلا.
وهم لديهم استعداد لحظي لهدم المعبد بل والمنزل والطريق بينهما و هذا يلقي ثقلا شديدا على المفاوض الحكيم الذي يعي المصلحة و يعي ثقل الأمانة والمسئولية ويكون شفيقا عليهم.
ردود أفعالهم ربما تكون مفاجأة لمن لا يتوقعها ليس أخطرها إنهاء التفاوض سلميا وغلق بابه في زمن خاطف لا يتوقعه المفاوض بل وربما التورط في إيقاع أضرار فاجعة.
هذا يلقي عليك بمسؤولية التركيز العالي و هذا أيضا مرتبط باحتمال أن تجد قضية التفاوض الأساسية تختبيء في تفاصيل تشعبت أثناء التفاوض و هذا يؤكد على الحذر الشديد من الانجرار لتلك الهوة و التركيز على القضية مع احتمال أن تحتاج أن توهمه بأهمية تلك التشعبات سريعا دون أن تأكل قضيتك الأساسية.
تحتاج كثيرا أن تنتقي من الكلام مايحتاج لرد وما لا يحتاج أعني أن من الوسائل الهامة الصمت.
و أهم من الصمت التحامق (نعم) والذي تحتاجه أحيانا لكي يعرف الاحمق أنه ربما يكون أمام من هو أحمق منه وهذا آخر العلاج وهذا ليس بالخطورة التي يبدو عليها طالما أنك ممسك بزمام المصلحة و منتبه لخطورة الموقف.
وكما أنك تحتاج لقدر من الملاطفة له فينبغي استعماله بحذر لأنه كثيرا لا يرى ذلك فضلا لأنه قيل في وصفه "إن أونس تكبر وإن أوحش تكدر".
تحتاج أيضا أن تتنازل عن قدر من الحقوق أو تكون مستعدا لتحمل مسؤوليات تلزم غيرك بالأصالة.
وخلاصة القول تحتاج إلى درجة عالية من وضوح الهدف والأولويات و استحضاره طول الوقت و أن تكون كافة الاحتمالات مفتوحة و من ضمنها أن تضرب على يد الأحمق بقدر من الحماقة ربما يكون ذلك سبيل النجاة.
و بالرغم من أن ترك الاحمق يتحمل عواقب حماقته يفترض أن يكون مطلوبا تربويا الا أنه لا يجدي كثيرا حيث أننا -كما قلت - نتفاوض مع أحمق !
قال الماوردي رحمه الله "كانت ملوك الفرس إذا غضبت على عاقل حبسته مع أحمق"
هناك 15 تعليقًا:
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على التدوينة
سبحان الله يا باشمهندس
بالأمس القريب كنت وزوجى نتحدث عن هذا الشأن
واسمحلى ان اذكر المثال بعد اذنك فقد يتفق مع الفكرة
..كان أحدهم رجلا يفترض حسن أخلاقه .. ولكنه احتال على حق آخر بمبررات مصطنعة ومختلقة .. وكان الخطأ يصيبه من كل جانب ..
وفى كل مرة يتحدث فيها أحد من اهل منطقته منهم أصحابه وجيرانه كان يزداد تشبثا برأيه وعندا وحمقا .
حتى ضربت الناس كفا بكف
وسخر منه البعض
وتطاول عليه أخرون بالقذف والسب
وهو لا يزداد الا عندا وتصميما
..وحين طلب البعض من زوجى التدخل ..طلب انتظارهم لليوم الثانى ..حتى تهدأ عصبيته وانفعاله
وكلمه على انفراد ..فما كان من الرجل الا ان لان واعترف بخطأه ..بعد طول حوار ونقاش وجدال ..لم يرد على معظمه فلم يجد ردا على كلمات العقل الهادئة ..وخاصة حين تكون موجهة له وحده ..لا يسمعه احد ولا يسخر منه ساخر او يشمت به الشامتون
حقا النصيحة على الملأ فضيحة
واعتقد انها احدى مهارات التفاوض
فقذائف اللهب حين تتطاير من ألسنة الناس دفعة واحدة ..قد تدفعه دفعا الى التقدم فى خطوات حمقه وقد يحدث مالا يحمد عقباه ولا يمكن الرجوع فيه
.....
أذكر فى بعض الافلام الاجنبية ..ان البعض قد يتخصص فى مثل تلك المهمة ..فتكن له مواصفات خاصة ليعرف كيف يتعامل مع كل شخص وكيف يفاوضه فى الرجوع عن جريمة او مأساة لم تحدث بعد ..وبحنكة المتمرس يستطيع أن يثنيه عن فعل..او يحفزه لآخر
أعجبتنى كثيرا ..فكرة "التحامق" احيانا من أجل اقناع الأحمق نفسه
:)
عذرا للاطالة
متفق معاك فى كل ما قلته لكن فى مشكلة هنا فى كمّ الصبر والطاقة النفسية المطلوبة فى هذه المواقف
أعتقد أن المفاوض هنا يجب أن يكون ممن يستمتعون بفكرة التفاوض نفسها وممارسته
مفاوض ناجح
طولة بال غير عاديه واقتناع بما يفاوض من أجله
مقبول عند الطرفين
جزاكم الله خيرا يا بشمهندس
وأكيد اتعلمنا منك كتير من مثل هذه المواقف
ان كان لك عند الكلب حاجه قله يا سيدى
السلام عليكم
تدوينة جميلة
و حاليا إذا غضبت على عاقل فدعه ينطلق فى الشارع ليقابل كما من الحمقى فى كافة تعاملاته
....
تحياتى
كلام مميز جدا
جزاكم الله خيرا
ترك الاحمق يتحمل عواقب حماقته
ده احسن حل
عودتنا دائما انك غير تقليدي
شكرا لك
إذا هو الإنصاف الذى يكون معه قبول أحقية غيرىفي الغختلاف معى و أن تتعارض مصالحه ع المصلحة العامة بالتوهم تارة وظاهريا تارة أخرى وجهلا من أحدنا بمسوغات أخيه تالثة
ثم تخير الأوقات والطرق والألفاظ
ثم عدم الإنجرار خبف تفاصيل لا تخدم المسألة الأساسية
ثم تحمل التبعات اتى يحتمها التفاوض مع الإقرار بأن التفاوض لا يوجد به نصر ساحق كاسح وإلا كان إقناعا أو إجبارا
لله درك أخى محمد بارك الله فيك ونفع بك
بالله لا اكون مبالغا ان قلت هذه من افضل ان لم تكن افضل تدويناتك يابشمهندس
ومردودها العملي واقعي جدا
وايضا مقتبسة بكل اطرافها من تجارب عديدة وواقعية ومع صنوف كثيرة من الحمقى
انا سخصيا ادرك قيمة هذه التدوينة جيدا
لاني امر كثيرا بامثال هؤلاء
مما شيب شعري سريعا
لك تحياتي
أخى الفاضل: أبو يحيى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبحت تطل علينا كل حين مثل الطيف الجميل
نتنسم شذى قلمك وعبير فكرك...
وندعو الله تعالى ألا يحرمنا هذا اللقاء
بارك الله فيك وأعزك
أخوك
محمد
اسم الموضوع ظريف جدا
والبوست قيم قوى قوى
بعد محاولات عديدة و بعد محاولات للنشر دامت سنين ( مواطن يبحث عن وظيفة رئيس للجمهورية ) ... أنصحك بالمتابعة ولو لدقائق أسبوعيا www.so7bah.blogspot.com
السلام عليكم
بوست جميل وقيم وعنوانه عجبني وشدني اوي :)
تحياتي لحضرتك :)
إرسال تعليق