يوم خميس

خرجت من المنزل لصلاة العصر فأحسست بالنسيم الجميل على وجهي بعكس الجو داخل الشقة يااه منذ زمن لم أجد مثل هذا الجو في الصيف وبالنهار

كثر خير الله وطاب

انطلقت من فمي هذه العبارة فورا وأخذت أفكر كيف أنتهز هذه الفرصة والأولاد نائمون

كنت قد اكتشفت طريقا مختصرا إلى المقابر والذي اتضح فيما بعد من جوجل إيرث أنه أطول ولكنه أهدأ

إذن هذه هي فرصة المشي ودائما أحاول أن أمشي لهدف مفيد صليت العصر وانطلقت إلى الطريق المختصر

مصحفي في يدي وأتدبر الآيات :

ويعبدون من دون الله مالا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون

فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون

ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا

هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير

هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم

كيف تضربون له الأمثال سبحانه هو الذي يعلم كيف يضرب الأمثال لأنه الذي يعلم حقيقة الأمور ومآلها كيف تشبهون به غيره سبحانه وهو يعلم أن لا شريك له وأنتم لا تعلمون قدر عظمته حين أشركتم به

هذا مثل لما يعبد من دون الله كنسبتها إلى الله عزوجل كمثل عبد مملوك لا يقدر على شيء والحر المتصرف الذي ينفق سرا وجهرا هل يستوون ولله المثل الأعلى

ومثل الكافر كنسبته إلى المؤمن كمثل الأبكم الذي لا يدعو ولا يتكلم بل وهو كل لا يعمل ولا ينفق على نفسه ولا ينفع في أي جهة ذهب

أما المؤمن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم سبحان الله والحمد لله لا يستويان

وصلت المقابر وزرت قبور الأحبة ودعوت للجميع اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه

ساكني الأجداث أنتم .. مثلنا بالأمس كنتم

ليت شعري ما صنعتم .. أربحتم أم خسرتم

نعم سنرد هذا المورد ونرقد هذا المرقد ونصمت هذا الصمت الظاهر وياليت شعري ما صنعتم وما عسانا صانعون

العكاوي دي جميلة جدا تعملها شوربة مع شوية رز أبيض وسلطة باشتريها من عند الجزار بتاعي تطلع زي ما تطلع هي على بعضها كدة

سمعت صوت رجل يقول لزميله وهما جالسان على أحد المقابر

يلا يا عمو بالهنا والشفا (قلت في نفسي

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلمات

بكام المنجة يا عم ؟ وأنا أيضا اشمعنى الراجل ده بياكل عكاوي

وبعد العشاء جاءني خبر محزن جدا وكان ردي

فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى

الخميس 30-8-2007