مثلا الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية
أنظر هذه المقالة أيضا
سأفعل أولا مثل المؤرخين ومحققي الكتب وأذكر ميلاده رحمه الله ووفاته
ولد رحمه الله سنة 661 ه وتوفي سنة 728 ه في سجن قلعة دمشق.
وكانت جنازته عظيمة أقل ما قيل عن عدد حضورها خمسين ألف
كانت الفترة التي عاش فيها الشيخ رحمه الله هي فترة هجمة المغول على بلاد الإسلام ودخول الخلط بين الدساتير التي يحكمونها على حكم الإسلام وانتشار التصوف والتشيع والخلل العقدي في الأسماء والصفات والجمود الفكري والتقليد المذهبي والجمود فيه.
سأذكر أولا قاعدتين عظيمتين في هذا الأمر (لماذا نحبه ولماذا يكرهونه)
- الأولى أن الله سبحانه إذا أحب عبدا وضع له القبول في الأرض
- والقاعدة الثانية أن المعاداة من أصحاب الباطل لأصحاب الحق أمر قدري لابد أن يحدث كما قال ورقة لنبي الله صلى الله عليه وسلم "لم يأت أحد قط بمثل ماجئت به إلا عودي"
كثيرون في الاتجاهات "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"
كانت جنازته رحمه الله شاهدة على ما أعده الله له ونحسبه كذلك وأين جنازة مخالفيه منه
عن عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز حين تمر.
نعم كان هذا في العصور الأولى طبعا الآن يمكن أن تضاهي جنازة أهل الباطل ذلك ولكن مجاملة وليس حبا في الله
بل أين ذكر هؤلاء الفقهاء الأربعة الذين اختاروهم من كل مذهب لكي يقيموا كلامه رحمه الله ويستتيبوه أين هم الآن وأين علمهم في الورى وأين تأثيرهم
بل رفع الله قدره على مر العصور ونشر علمه ونفع به
انظر مثلا لفتواه رحمه الله أن طلاق الثلاث لا يقع إلا طلقة واحدة ومخالفته في ذلك لمقلدي المذاهب ورجوعه إلى أصل النصوص والإجماع عهد أبي بكر أقول أنظر إليهم الآن يأخذون به حتى من يتبعون المذهب الحنفي تقليدا كاملا يأخذون بفتاويه لما فيها من اليسر في هذا الأمر وهذه الفتوى هي في الأمور الفقهية أشد ما أنكروا عليه واستتابوه منها زعما أن فيها إجماعا
أما أشد ما أنكروا عليه في العقائد هو قوله رحمه الله وهو نص الحديث و قول الإمام مالك من قبله أنه لا تشد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة
نعود إلى موضوعنا
- هدفي من الموضوع أن ألفت الانتباه لمعرفة الحق عن هذا الرجل العظيم واقرأ إن شئت كلام خصومه عنه كقولهم "علمه أكبر من عقله" واعلم لماذا يعادونه وستضحك حينئد إذا فهمت كلامهم أما ما قد تراه غير مفهوم فسوف يكون من قبيل قولهم أنه يقول بحلول الحوادث بذات الله تعالي وما إلى ذلك فهذا في سياق ردهم على كلام كثير له رحمه الله في دفاعه عن عقيدة السلف في أسماء الله وصفاته خاطب فيه المتفلسفين بلوازم كلامهم ومنطقهم ولغتهم ومصطلحاتهم مع ارتكانه رحمه الله لنصوص الكتاب والسنة ومذهب السلف في الصفات كما أوضحه مالك رحمه الله بقوله الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فلما قام رحمه الله ورد عليهم بمنطقهم
وأفحمهم كان أن لجئوا إلى العنف الذي يتهمونه به
على طريقة فرعون "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين"
أنظر واضحك لقولهم أنه أنكر جاه النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به : لحصره رحمه الله التوسل إلى الله على ماورد به النص من التوسل إلى الله عز وجل بأسمائه وصفاته ويالعمل الصالح ودعاء الرجل الصالح
يكرهه الشيعة وأشياعهم لأنه حمى حمى التوحيد من التمسح بالأحجار والأشجار والرحيل للمزارات ودافع رحمه الله عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأوضح مذهب الحق وحبنا لآل البيت بدون غلو وحبنا لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين
أحبه لأني قرأت كثيرا مما ألف وكل الذين قرؤوا له يحبونه هذا الحب . قرأته من مصدره جزءا واحدا عدة مرات ولم أقرؤه مجتزئا أو خارج
سياقه
أنا أحبه وحبي له حب في الله وحبي له ليس حب التقليد الأعمى الذي يعمي عن رؤية الحق بل هو من تعلمت منه أن التقليد الأعمى حرام وهو أيضا من تعلمت منه أن أرى الحق الذي عند المخالف ولا يمنعني باطله أن أنظر لما عنده من حق وهو أيضا من تعلمت منه أن أبحث عن الحق في كل مسألة في المسافة الوسطية بين الطرفين .
أحبه لأنه علمني أن العلوم تتكامل و أن آخذ من كل علم قدر استطاعتي ولا أنحصر في تخصص مغلق.
أحبه لأني رأيت فيه ملخص مرحلة من مراحل الإسلام وقف على رأسها مجددا منقيا لها من شوائب ما شابها
أحبه لأني أجد عنده معالجة لكثير من مسائل واقعنا المختلط.
أحبه لأنه تكلم من قلبه رحمه الله فكان كلامه يشبه ان يكون يحاورك ويحيط بما قد تفكر فيه وما حول الموضوع من كل جانب.
أحبه كما قلت لأنه كان يشع قواعد وأصول وليس مجرد أحكام وتفاصيل.
أحبه بقدر ما يبغضه هؤلاء البغضاء جميعا.
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق