توني شاب أمريكي ابن أمريكي وليس من أصول عربية ولا أسيوية ولا لاتينية. أسرته نصرانية (مسيحية) ولكنهم لا يعرفون شيئاً عن دين النصرانية ولا علاقة لهم بأي دين ولا يزورون الكنيسة . لم يقتنع قط بفكرة أن المسيح ابن الله ، ولم يعلّق صليباً قط (على الفطرة)
حين كان في السابعة عشرة من عمره مات عمه الكبير(عم أبيه) وحزن عليه حزناً عميقاً ، وفي نفس العام مات ثلاثة آخرون من أقاربه . وكان هناك سؤال يحيريه ويشغل باله كثيراً ، هو : ما الهدف الذي نعيش من أجله ؟ ولماذا خُلقنا ؟ وتفاقمت هذه الحيرة بعد وفاة أقاربه في ذلك العام وأصبح هذا السؤال شغله الشاغل . سأل أباه عن ذلك
فكان الجواب : أننا خلقنا كي نعيش كما نريد !! ولكن الجواب لم يقنعه
شكرا أبي .. أحبك يا أبي !
في ذلك العام التحق بالمدرسة الثانوية .. ارتكب كبيرة من الكبائر أحس بندم شديد وحزن – كان ذلك قبل أن يعرف الإسلام وهي تلك الفطرة التي تدلك على الخطأ والصواب المطلق الذي فطره الله في قلبك – وأخذ يقرأ في الإنجيل باحثاً عن أي كلام يتعلق بالخطيئة التي وقع فيها ، ولكنه لم يجد . سأل صديقاً مسلما عمّا إذا كان في دين الإسلام شيء بخصوص ذلك ، فأجاب بنعم ، وأتى له بترجمة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية وقرأ له ترجمة آية فيها بالضبط ما يبحث عنه ، آية محكمة ، فيها تفصيل ما يبحث عنه وفيها حكم ذلك في الإسلام . فأحس من قلبه أن ذلك هو الحق وطلب من صديقه بلهفة أن يعطيه ذلك الكتاب وبالفعل قرأه كاملاً في أسبوعين ! جذبه ما فيه جداً وأصبح على قناعة تامة بأن هذا هو الدين الحق ووجد فيه جواباً للسؤال الذي طالما حيره وهو لماذا خُلقنا ؟
سأل زوجته (تزوج في سن التاسعة عشر!!!) : أي دين ترينه أفضل في رأيك ؟ أجابت بأنها تعتقد أن الإسلام هو الدين الأفضل ، لما كانت قد علمته عنه من صديقات لها مسلمات في نيويورك !! حيث أن في نيويورك عدد كبيرً من المسلمين بعكس مدينته التي لم يكن فيها مسجد واحد حين أسلم .
قررا سويا أن يعتنقا الإسلام.
كان صديقه المسلم الذي أعطاه المصحف المترجم لم يكن يدعو أحدا ولا يهتم ولكن إسلام توني وزوجته جعله يشتري عشر نسخ من الترجمة ويوزعها على أصدقائه واهتم بأمر الدعوة.
اشترى توني كتباً عن الإسلام ومحاضرات صوتية وأخذ يقرأ فيها ويستمع إليها وتعلم أركان الإسلام وبعض الأحكام ، وظل عامين يحاول دعوة أبيه وأمه وأخته إلى الإسلام ولكنهم رفضوا .
لم يكن هناك مسجد قبل ذلك في مدينته ، ثم بعد ذلك أصبح هناك مسجد وطُلب منه أن يكون إمام وخطيب المسجد !! لا يعرف اللغة العربية ولا يعرف إلا القليل عن الإسلام من الكتب التي قرأها ، قيل له ليست هناك مشكلة ، قل ما قرأته في خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية وقد كان.
قرأ توني أنه لا يجوز له أن يقيم في غير بلاد الإسلام وبدأ ينصح الناس بذلك وأنهم يجب أن يعلموا أولادهم في المدارس الإسلامية ويعلموهم القرآن.
التحق بكلية الهندسة وتركها بعد ثلاث سنوات لعدم توفر المال.
بعد سبعة أعوام من إسلامه قرر أن يبحث عن عمل في بلد إسلامي ووجده في اليمن كمدرس للغة الإنجليزية ومنها إلى السعودية وانتقل هو وأسرته إلى هناك ولكن بعد فترة طلب منه أن يرتدي البدلة ويترك لبس الثوب ... أنا أريد أن أرتدي الزي الإسلامي مثلكم !!! رفضوا وأصروا على ذلك... ترك العمل
سافر إلى القاهرة ولم يرتح في القاهرة (لماذا؟)
سافر إلى لبنان (وكان ذلك في الصيف الماضي) ، ولكنه لم يكن مرتاحاً لما وجده في تلك الدول من ابتعاد عن الإسلام وما رآه من التبرج والاختلاط ما لا تفعله النساء في أمريكا نفسها ! وقال في نفسه : كيف أعيش في هذا الوضع وأنا أصلاً كانت نيتي الهجرة إلى بلاد الإسلام ؟ وتمنى العودة إلى السعودية ، وذهب إلى السفارة السعودية ولكنهم قالوا له أن السفارة السعودية تستقبل فقط اللبنانيين الراغبين في العمل في السعودية ، ويجب عليه أن يعود إلى الولايات المتحدة ويذهب للسفارة السعودية هناك !! فقال لهم أنه لا يريد أن يعود إلى أمريكا مطلقاً ، قابل السفير وقال له لماذا لا تفتحون باب الهجرة للسعودية كما تفعل أمريكا لماذا لا تكون هناك تأشيرة هجرة إلى السعودية!!
سافر إلى سوريا لم يرتح ولم يجد عملا في سوريا وتمنى العودة للسعودية نصحه بعضهم بأن يذهب للكويت وأن فيها جمعيات خيرية يمكن أن تساعده.
سافر إلى الكويت وزوجته وأطفاله الستة (نعم لديه ستة أطفال) وحصل على تأشيرة زيارة ولكنه فوجيء بارتفاع إيجار المساكن .
كيف تغامر مثل هذه المغامرة ومعك زوجتك وستة أطفال ؟!! تسافر إلى دولة دون أن تعرف فيها أي شخص أو أي شيء وليس معك مال يكفي للمعيشة !
يقول : أنا متوكل على الله وعلى يقين أن الله سوف يعينني لأنني مهاجر في سبيله . وكل ما أريده هو أن لا أعود إلى أمريكا .
استقبلته الجمعيات الخيرية في الكويت بالترحاب والمعونة والتسهيلات وأحسنوا وفادته.
الخط الأخير:
هذا الشاب (33 عاما ) ترك أمريكا وهي بلده ، وهي البلد التي يدفع الكثيرون أموالاً طائلة وربما حياتهم أيضاً أملاً في الوصول إليها . بينما هو يرفض أن يعيش فيها ويبحث عن بلد مسلم ليتعلم اللغة العربية ويتعمق في فهم الدين الإسلامي ، ويعلم أبناءه كذلك ويحفظهم القرآن الكريم . بل ويقول بملء الفم : لا أريد جنسيتي الأمريكية !
لم يولد لأبوين مسلمين ويعلم الكثير عن الإسلام ، بل ويستدل بآيات من القرآن وأطرافاً من الحديث الشريف ، وقد حفظ ابنه ذو الثماني سنوات خمسة أجزاء من القرآن.
نتحسر على أنفسنا وعلى أكثر شباب المسلمين الذين ليس لهم أي هدف في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يفكرون في مستقبل قريب ولا بعيد ، ولا يفكرون في واقعهم ولا في حال المسلمين ولا في أي شيء آخر سوى شهواتهم ، ولا يريدون مجرد التفكير في شيء فضلاً عن أن يتخذ أحدهم أي قرار في حياته
من حولوا واقع المسلمين لواقع أكثر غربية من واقع الغرب يتحملون وزر الصد عن سبيل الله بصورتهم السلبية التي يعطونها عن واقع المسلمين.
هناك تعليقان (2):
أعلم أني مقصر فى متابعة كتاباتك مع شوقى المتجدد لمعرفة موضعوك الجديد فقد قررت أن ارد عليك بأثر رجعى فتعلم مدى جللى لك .
اما التعليق فلا احد يجرؤ على التعرض الى عظمة فطرة الله فى البشر الا مكابر يريد أن يضل من حولة عن منهج الحق مع لمة فى قرارة نفسة ان الباطل محاط به لكنه الكبر الكبر أعاذنا الله واياك منه فمردود فضيلة يرجعها الكثير الى ذكاء منهم وعلم حصلوة ونسوا توفيق الله و فضلة. لكن دعنا نسأل انفسنا ونسألهم ما هى غاية العلم (العلم غايتة تحقيق الخير للبشرية الحق-الخير-الجمال) وغاية الحق والخير والجمال هو معرفة الله فاى علم ليس منهاه الى الله فهو ضلال
اما التعليق عن ذهاب الرجل للدول العربية موطن الاسلام اعتقد انه لو كان متمتعا بجنسيتة على غير دينة الحالى لقوبل بكل ترحاب لكن تقول ايه
حرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنس
قصص كثيرة تحدث كل يوم
من هذا القبيل
الإسلام الحق يعرفه من ولد في جاهلية حقة
أما الذين ولدوا في بيئة إسلامية مشوهة لا يحسون بحلاوة هذا الدين
و لا بحياة الروح التي يبثها في العالمين
و لا بإبهار هذه النعمة العظمى
فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام
و نسألك اللهم أن تعزنا بالإسلام و تعز الإسلام بنا
و أن تستعملنا و لا تستبدلنا
إرسال تعليق