مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
"العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل"

العارف هو الذي يعرف الله ويعرف الطريق إليه ويسلكه فهو يسير إلى ربه
وهو يسير بهذين الجناحين
وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سيد الاستغفار
"أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" هذا هو مشاهدة المنة ورؤية عيوب النفس

مشاهدة المنة : يعني معرفة نعم الله سبحانه وتعالى عليك وأيضا معرفة نعمته بتوفيقك للعمل الصالح وهي توجب المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان سبحانه وتعالى

ومطالعة عيب النفس والعمل : توجب الذل والانكسار والفقر والتوبة في كل وقت وألا ترى نفسك إلا مفلسا وأنه لو تخلى عنك سبحانه طرفة عين هلكت وخسرت خسارة لا تجبر إلا أن يتداركك الله برحمته

ولا طريق إلى الله سبحانه أقرب من العبودية والتذلل ولا حجاب يحجبك عن الله سبحانه أغلظ من الدعوى وادعاء الفضل لنفسك

والعبودية لها أصلان والأصلان هما الحب التام والذل التام لله سبحانه وتعالى وكمال الحب لا يتحقق إلا بمشاهدة المنة وكمال الذل لا يتأتى إلا بمطالعة عيب النفس

تشاهد منن الله عليك .............يتحقق لك كمال الحب
تعرف عيوب النفس ونقصانها وعيوب العمل.......... يتحقق لك كمال الذل

بتحقيق كمال الذل وكمال الحب ......يتحقق كمال العبودية

التي هي أقرب طريق إلى الله تعالى

وبمعرفة عيوب النفس ينتفي عنك حجاب الإدعاء الذي يحجب عن الله عز وجل

لتحقيق ذلك لابد من استقامة القلب والجوارح


تابع ذلك في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب

اقرأ أيضا