الأحد، فبراير 11، 2007

المثالية - القدوة

القدوة هو القائد والمتقدم والمثال المتبع الذي يقتدى به ولا أنوه فقط على أهمية القدوة ودوره في التربية والتوجيه والإصلاح ولكن أتكلم عن فائدة أن يكون الإنسان قدوة لنفسه أي الفائدة التي تعود عليه هو.
بالإضافة إلى فائدته على مجتمعه ومتمثليه معروفة فهي معروفة مشهورة أما الفائدة التي تعود عليه هو فهذه أعظم بكثير .
إن دور القدوة دور حيوي يخرج النص من كونه نصا أو خبرا إلى كونه مثالا واقعيا يعني يوضح بمثال عملي المراد من النصوص الشرعية والأخلاق والمثل العليا كيف تكون واقعا فيصورها في الأذهان ويحببها وأيضا يقيم حجة الله على خلقه أن التمثل بهذه الأخلاق والاتصاف بها ممكن وحاصل في زماننا وظروفنا وليس زمان غيرنا .
أولا كل إنسان ممكن أن يكون قدوة في بعض الوقت أو كل الوقت لبعض الناس أو كل الناس حسب ظروفه أو حسب همته ورغبته في الاتصاف بدور القدوة, فيمكنه أن يقوم بهذا الدور بطريقة نسبية لبعض الأشخاص أو في بعض الأوقت وحين يقوم به فإ‘نه يحصل ولا شك على الفوائد الكاملة التي يجنيها من كان قدوة حقيقية كاملة.

أهم هذه الفوائد : أن كونه قدوة هو عصمة له من الوقع في الزلل بإذن الله تعالى فإذا وضع الإنسان في موضع القدوة يكون من الصعب عليه أن يقع في الزلات والهنات التي يقع فيها غيره.

ويذكر هنا أن للظاهر انعكاس على الباطن كما أثبتته الآيات والأحاديث ونوه عليه العلماء وأفاض في شرحه ابن تيمية رحمه الله في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" ومعنى اسم هذا الكتاب أن سلوكك الطريق المستقيم يقتضي منك أن تكون مخالفا لأصحاب الجحيم في الظاهر والباطن والمخالفة في الظاهر تنعكس ولا شك على الباطن واتصاف الإنسان بالصفات الظاهرة ينعكس على الباطن وذكر رحمه الله مثالا لمن يلبس ثياب الجند فإنه يتصف بصفات الفتوة ويمشي مشية الجند .
إذن التصاف بصفات القدوة في الظاهر ينعكس على الباطن والباطن هو ما بينك وبين الله وهو الأخلاق الحقيقية.

وإذا علمنا هذا فإن هذا يكون دافعا لنا افتعال دور القدوة وقد حبب الله إلينا ذلك بقوله سبحانه عن عباده "عباد الرحمن" : "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".

فإنهم يدعون الله أن يكونوا أئمة وقدوات للمتقين وهذا ليس رغبة في الشرف والرفعة وإنما رغبة في الثواب وقد دعا إبرهيم عليه السلام حين قال الله عز وجل له "إني جاعلك للناس إماما" ففرح بها ولم يرفضها بل وتمناها لذريته "قال ومن ذريتي" وتمنى أن تمتد هذه الإمامة في ذريته فقال الله عز وجل "لا ينال عهدي الظالمين" إذن هذا الفضل محجوب عن الظالمين والظلم غالبا الشرك.
وهناك صفات مؤهلة للقدوة منها ماهو فطري ومنها مالابد عليه أن يستكملها
أولها هو الإخلاص وهو مطلوب في كل الأعمال حتى تؤتي ثمارها أولا كثواب وثانيا واقعا حيث أنها إذا فقدت الإخلاص لم تؤت ثمارها أيضا.
وثانيها وهو فطري فهناك بعض الأشخاص يكون لهم حضور وتأثير على غيرهم وهذا يستجلب بحب الله عز وجل للعبد
"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنواقل حتى أحبه".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل ، فقال : إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه . فيحبه أهل السماء ، قال : ثم يوضع له القبول في الأرض
وهذا القبول هو الذي يؤهله للقيام بدور القدوة وهو يستجلب باستجلاب محبة الله عز وجل بالتقرب إليه.
دور القدوة لايقتصر على الدعوة العامة والإرشاد والخطابة أو التألييف بل غالبا يكون عن طريق المعايشة والتأثير المباشر بل وربما يمكن أن عن غير قصد لذلك

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

موضوع مهم و مقالة متميزه. جعلها الله في ميزان حسناتك :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لقد فكرت ان اكتب فى موضع القدوة من فترة وقد شرعت فعلا فى الكتابة
واستوقفنى السير اشياء خارجة عن الإرادة من ضمن ما وودت الإشارة اليه هو
تنوع القدوة فقد يتخذ كل منا شخص ما قدوة فى اتجاه معين ويتخذ شخص مناقض
تماما للشخص الأول فى اتجاة مغاير وهذا شىء طبيعى لتكوين شخصية الشخص
المتخذ للقدوة وايضا الشخص القدوة يحتاج هو الأخر لقدوة يتخذها
وودت الاشارة ايضاَ الى تنوع القدوة فى المراحل العمرية وتبعا للازمان
التى تعيش بها فقد يكون الأب قدوة فى مرحلة الصغر وقد تمتد القدوة الى
المراحل العمرية على مر العصور
واردت الاشارة الى ان القدوة تمتد الى بعد اختفاء صاحبها أو نهاية عمرا
لان مصطلح القدوة لا يقال الا عن الشخص ذو التأثير البالغ سواء كان هذا
التاثير بالسلب أو الايجاب ويحتاج الشخص الى تأثر اكبر من قدوة أخرى لترك
ما تعود عليه وسحر به من تأثير القدوة الأولى
اردت التنبية على نقطة هامة هو دور متبعى القدوة او ان اردت منفذى
افكارهم ومعتقداتهم فالقائد مثلا قدوة منا اهمية القائد ان لم يجد من
يقودة
وهناك ايضا القدوة الصدفة التى ممكن ان تؤثر تأثير بالغ فى الشخص حتى لو
كلمة قيلت دون قصد أو حتى لم تكن موجهة لأحد بعينة كأن تقول مثلا لشخص
(اتق الله) فقد توقظ هذه الكلمة ضمائر وتحيى موات قلوب الموضوع كبير
ارجو الا اكون قد اطلت والاهم ان اكون قد اوصلت ما اردت

رفقة عمر يقول...

فعلا زى ما حضرتك قلت ان الانسان لما حاول تصف المثاليه شويه شويه هاتكون طبع وصفه ملازمه
كما فى الصلاه الصلاه تبتدى عادة ثم تتحول بعد كدة عبادة من كتر تعلقنا بها وتعودنا عليها
ولما ربنا قال واصطبر عليها يعنى افتعل الصبر حتى تصير صبورا فعلا
بجد مقالاتك هذه ارحتنى كثيرا
جزاك الله خيرا وبارك لك فى علمك
وجعلك من عبادة الصالحين المخلصين اللهم امين يارب العالمين

دكتور حر يقول...

جزاكم الله خيرا