وقد تعودت خلال الفترة الماضية ومن بعد نزول وزني أن يسألني كل من يقابلني أول مرة سؤال : عملت إيه خسيت إزاي؟ وقد تعودت على إجابة واحدة لا يوجد زرار واحد للتخسيس وللعلم هذه المقالة ليست عن التخسيس ولكن موضوع التنحيف هذا مثال من الأمثلة التي تعودت فيما بعدد أن أستخدم كلمة زرار فيها
لاحظ الظواهر الآتية وهي أمثلة فقط:
- الموضوع المذكور موضوع التنحيف وكيف أن فكرتنا عنه أنه يكون عن طريق
- علاج أو حبوب نحافة
- أعشاب للنحافة
- الردة
- خل التفاح
- شرب ماء دافيء على الريق
- والذي عنده عزيمة قد يجازف باتباع نظام رجيم (وكما قيل الرجيم من الشيطان الرجيم) ولفترة محدودة يتوقع بعدها أن يتخلص نهائيا من مشكلة السمنة
- جهاز رياضي أو جهاز تنحيف تستخدمه عشر دقائق يوميا
- حاجتنا إلى الله سبحانه وتعالى في أي أمر ودعاءنا له ثم نقول كما في الحديث "قد دعوت ولم يستجب لي"
- قد نحتاج لتعلم موضوع ما أو البحث في موضوع ما فنشتري أو نقتني بشكل أو آخر كم كبير من المواد حول الموضوع ونقرأ جزء من الكتاب قد لا يتجاوز الباب الأول أحيانا.
- كم مرة كتب لك الطبيب دواء وأخذت جرعة أو جرعتين ولم تكمل الجرعة المقررة بواسطة الطبيب؟.
- راجع أيضا تدوينة الإنس والجن والأحلام وكيف يلجأ بعض الناس في تعليق المشاكل على بعض أوهام يتوهمونها
وذلك هربا من التحليل الحقيقي للمشاكل وأنها ليست حصيلة زرار تم الضغط عليه بواسطة ساحر أو نظرة حسود.
والأمثلة كثيرة قد أضيف غيرها لاحقا ولكن أعتقد أنه قد اتضح ما أرمي إليه بمفهوم الزرار والتي سأتجاسر وأسميها "نظرية الزرار" بل ويوجد نظريات أعقد منها مثل "نظرية الريموت كنترول" وهي التطور الطبيعي للزرار.
ما أرمي إليه هو أننا تعودنا أن نفكر في المشاكل بطريقة سطحية تسطح الموضوع وتريح ضمائرنا مع عدم بذل مجهود إنني ضغطت على الزر ولكن يبدو أن الكهرباء قد انقطعت فالزر لم يؤت مفعوله.
وهذا التفكير الذي أنبه إليه نرتكبه في جانب الحلول وجانب التفكير في أسباب المشاكل والذي دائما هو جزء من الحل.
ما أريد أن أقوله هو فعلا ما قلته أولا: لا يوجد شيء اسمه زرار بالضغط عليه تحل المشاكل كما لا يوجد شيء اسمه زرار بالضغط عليه تتولد المشاكل ونرجع لمثال التخسيس السمنة حصيلة عوامل وتراكمات اللهم إلا إذا كانت سمنة مرضية
وبالتالي حل المشكلة يكون عن طريق خطط وإجراءات وذلك يستلزم وقت وعزيمة ونية صادقة ودراسة أحيانا وتحديد الهدف والجدول الزمني إلى آخر قائمة المواعظ المحفوظة عن التخطيط السليم.
استمع إلى قول الله عز وجل "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن"
هكذا بدون دراسة ولا تفكير يعني أن هذه إهانة له من الله دون محاولة اللجوء إليه والإصرار على معرفة أسباب هذا الابتلاء وتجنبها وووو..
استمع أيضا "وما أرسلنا في قرية من نبي إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون"
أخذهم الله بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فنظروا إلى ذلك على أنه سنة كونية وشيء موروث حصل لآبائهم مثله وصرف من تلقاء نفسه وهكذا حق عليهم عذاب البغتة.
استمع لقول الله عزوجل لمريم "وهزي إليك بجذع النخلة" نفساء ويأمرها أن تهز النخلة وما عسى أن تؤثر النفساء في النخلة ولكن السعي إلى حل المشكلة التي هي فيها والأخذ بالأسباب الصحيحة ومثله فعل هاجر في سعيها بين الصفا والمروة .
أعتقد أنني أعلم سبب هام من أسباب هذه المرض وهو التقنية بشكل عام والحاسب بشكل خاص
- ألعاب الحاسب الآلي وأشباهها تعود الإنسان على وجود ضغطة زر تحل المشكلة.
- أفلام الكرتون ووجود إمكانيات خارقة للأبطال في التأثير عن بعد في أشياء عملاقة وتدميرها أو تحويلها إلى أشياء أخرى أو الطيران وربما إخراج مدفع عملاق من جيبه أو تغلب قزم صغير أو فأر على عملاق أو قط ويمكنك الاستمرار في تعديد ملامح هذه الأسباب لو كنتم ممن يشاهدون الكرتون.
- ناهيك عن الأفلام الأمريكية وتعظيم دور البطل فيها (وقطيعة الأفلام كلها ولكن هذا أكثر في الأفلام الأمريكية).
- الاعتماد بشكل كبير على الأجهزة في حياتنا
- النبض السريع للحياة والذي يجعلنا دائما في عجلة للنتائج.
وبالرغم من ذلك فإنني أدعو إلى العزيمة والمثابرة والتفكير العميق في أسباب وطرق حل المشاكل التي تواجهنا بل والتخطيط الزمني لذلك بشكل واقعي دون المغالاة في البحث عن الزرار أو حتى الريموت اللازم لحل المشكلة أو الذي استخدم في تشغيل القنبلة أقصد المشكلة.
هناك 4 تعليقات:
السلام عليكم
نظرية الزرار هذه ظهرت وتزايدت كما قلت أنت بسبب التطور التكنولوجي في حياتنا حيث أصبحت هذه الأشياء تمثل أساسيات من حياتنا بالرغم منا.
فمثلا الآن ومع وجود الموبايل هل تتصور أنك كلما أردت الاتصال بشخص أو بشركة ما أن عليك الذهاب للسنترال والانتظار في طابور طويل حتى يأتي دورك (والكلام هنا على المكالمات الداخلية ولكن منذ 15 سنة مثلا أو أكثر) ثم إنك قد لا تجد الشخص المطلوب أو تجد الخط مشغولا، في مثل هذه الفترة الزمنية كان ذلك شيئا طبيعيا ومتقبلا، ولكن الآن لو اضطررت لفعل ذلك في زمن الموبايلات وإيميلات ومكالمات الانترنت الآن مثلا بسبب تعطل موبايلك أو بسبب تعطل هاتف منزلك لما ذهبت ولقلت أن هذا يعد ضربا من التعقيد أو الجنون وأنه يمكنني الانتظار حتى يعمل الموبايل مرة أخرى أو عودة الحرارة لهاتف المنزل أي أنك في انتظار "الحل السريع" الذي سيمكنك من اتمام مهمتك بضغطة "زر" وقس على ذلك أمور كثيرة اضطرتنا إليها طبيعة تقدم الحياة.
بل أذكر أنني منذ فترة طويلة كنت أحب أن ألعب على ألعاب الكمبيوتر وانشغلت بها فترة وبالتدريج انتقل إلي مفهوم أن الحياة مليئة بالأحداث التي يمكنك أن تعيدها لو أدت بك إلى ما لم تكن تريده، بسبب أنك في اللعبة قد يموت البطل ولكن يمكنك اعادة البدء من اللحظة قبل أن يموت فيها البطل لتأخذ رد فعل مغاير لتنجو من هذه النتيجة الغير مرغوبة وهكذا مع أن واقع الحياة يقول بأن الفرصة تأتي مرة واحدة ولو فشلت لدفعت ثمن الفشل.
وكم من مرة تعاملنا مع الحياة بأن زر الUndo أو إمكانية الUndelete موجودة في حياتنا على الحقيقة بل أصبحت البرامج التي ليس فيها إمكانية الUndo تعتبر برامج سيئة ونتهرب من استعمالها مما يفقدنا ضرورة التركيز في العمل لأنك تعرف أنك لو أخطأت فهناك زر التراجع، بل إنك تأخذ قرار (جزافي) بحذف ملف ما مع عدم تأكدك من مدى أهميته لأن بإمكانك استرجاعه فيما بعد لو تبين لك أهميته. وقس على ذلك ما تريد من مظاهر الحياة الحالية.
فخفف اللوم عن شخص (يعيش في زماننا) يريد انقاص وزنه ولكنه ضغط أزرارا كثيرة ولم تجد معه نفعا، حيث أن هذا الشخص لابد عليه أن يبدأ بتغيير مفهومه بأن الحياة الواقعية ليست مكونة من أزارا ولكن "من جد وجد"، بل أن عارضات الأزياء شديدات النحافة يبذلن مجهودات خرافية كي لا تزيد أوزانهن كيلو جراما واحدا، أي أنهن لا يستخدمن ذلك الزر المفقود (لأنهن مضطرات).
ولا أبرر هنا الخور والخمول الذي أصابنا بسبب هذا التطور بل أحذر منه كما تحذر أنت ولكن أقول يجب أن يبدأ الانسان بتغيير أسلوب تفكيره و نمط حياته تماما حتى يمكنه احداث التغيير وإلا فإن التغيير آتيه لا محالة وسيضطر للتغير مجبرا وليس مختارا، ومثال ذلك فأنت يا سيد عصفور لم تغير حياتك وتبدأ في انقاص وزنك (بطريقة أو بأخرى) إلا من بعد اصابتك بالسكري وتقديرك لكم المشاكل التي ستتوالى عليك وعلى ابنائك لو لم تتدارك نفسك (أي أنك اضطررت لهذا).
وأنا نفسي أصبحت أعتقد فكرة أنه لابد من حدوث حادث ما (صغر أو كبر) ليضطر الإنسان لتغيير حياته سواء في وزن زائد أو طبيعة عمل أو أخلاق معينة أو مسكن معين إلا من رحم ربي وهم قليل.
أما نظرية الزر فهذه تنطبق على غير المضطرين فدعهم يستمتعوا بضغط الأزرار كما يشاؤون.
السلام عليكم
بداية أنا أتفق معك بشكل كبير فى تلك النظرية-نظرية الزرار- حيث أننا نعتمد عليها بشكل كبير فى حياتنا نتيجة لكثرة استخدامنا للكمبيوتر فبإمكاننا البحث عن أى شىء من خلال الإنترنت بضغطة زرار فأصبحنا نحل جميع مشاكلنا بشكل سطحى دون بذل الكثير من الجهد فى معرفة التفاصيل الكاملة عن المشكلة فأصبح الواحد منا بإمكانة التوصل لحل المشكلة دون أن يكون على دراية بكل أبعادها نتيجة الضغط على زر بحث عن الحل لتلك المشكلة.
وأعتقد أننا قبل استخدام تلك النظرية , البحث بجدية أولا عن أسباب المشكلة التى تواجهنا دون البحث عن الزرار الذى سيحل المشكلة بكل سهولة .
لا يحصل المرء كل يوم على التعليق الذي تركته على مدونتي أحرجتني بل وسيحتني وحملتني مرغما إلى مدونتك فوجدت فيها كنزا تدوينيا جديدا والفضل في الحالين لك
أمجد شلتوني
أسعد لحظة حين فتحت الجهاز صباحا لأجد تعليفا من الأستاذ الفاضل أمجد شلتوني يفوق المقال الأصلي جودة وتأصيلا للفكرة
وبخصوص موضوع السكري أنا فعلا أعمل بالإنذارات والتحذيرات ولكن الفرق الذي افتخر به وأدعو إليه هو هذا: أنني أتبع أسلوبا صحيحا فيما أرى في تدارك المشكلة وثانيا أنني لا أترك الكثير من المشاكل حتى تتضخم .
فعلا نحتاج للصدمات والضرورة لكي نتحرك ولكن نتحرك تحرك فعلي وليس كبس أزرار. ولو وصلنا تحذير مسبق ينبغي علينا التحرك الوقائي الجاد ناهيك عن أننا أحيانا نجد ونجتهد ولكن تختلط الأولويات والذي تنبهت إليه أثناء هذا الأمر هو توزيع الجهد على الاهتمامات بشكل عادل
إرسال تعليق