كانت التدوينة السابقة احتفالية رائعة وكانت المشاركة إيجابية جدا بل وشارك أخي الدكتور الحر بتدوينة رائعة وتحتوي أيضا على تعليقات مفيدة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبسمك في وجه أخيك صدقة
وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة
وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة
وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة
وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة
وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة
إن أول شيء سمعه عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر النبي إليها
يا ايها الناس اطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
القول الحسن هو منهج حياة وأخلاقنا نابعة من عقيدتنا وكما أردت التنبيه أن هذا القول الحسن هو فعل وسلوك ولا يقتصر على الأقوال والمجاملات وإن كانت تلك المجاملات مطلوبة وتترك أثرا في النفوس ولكن الأثر الأعظم هو للإحسان والمساندة وخاصة إذا كانت تلك المساندة لمن لا تعرف ومن لا تنتظر منه جزاء
الأخلاق عامة وخلق الأمانة خاصة وأداء حقوق الناس مما يشعرهم بالحب ويخلصنا من حالة الغابة التي نعيشها .
إن المعاناة التي نعيشها ينبغي علينا أن نخففها عن بعضنا البعض بحالة من التراحم والتواد "أذلة على المؤمنين" اصطلاح الذلة هذا اصطلاح ملفت للنظر جدا لابد من التمعن فيه
إتقان العمل هو أيضا من أداء الحقوق وهو ما يعطي قدوة حسنة ويشعر الناس بالأمان في التعامل
أؤكد أن هذه التأثيرات لا تؤثر فعلا إلا إذا كانت صادقة وتخرج من القلب ويقف خلفها حب صادق ورؤية لحسنات الآخرين والجانب الطيب فيهم
وقولوا للناس حسنا بصدق الأفعال وليس بالأقوال فقط بالقدوة الحسنة وبالمثال وبالإتقان في العمل وببذل السلام للعالم والتبسط مع الناس وبالابتسامة وأن تعين صانعا أو تصنع لأخرق وأن تكون عادلا ومنصفا من نفسك وأداء الحقوق لأصحابها وأن تربط جميع هذه الأخلاق بدينك وأن يعلم الناس أن هذه أخلاق ديننا
إن الناس -وكما نبه دكتور محمد- يفرحون جدا إذا أحسوا باهتمامك لهم ورعايتك لهم وإحساسهم بخصوصيتهم عندك وتذكرك لما يحبونه وخصوصياتهم
وهذا الإحسان يأخذ قيمته أكثر حين يكون في وقت يقل فيه المحسنون ويوضح ذلك أن النبي صلى الله وسلم قال "العبادة في الهرج كهجرة إلي" والهرج الفتنة واختلاط الأمور فالعبادة في الوقت الذي ينشغل فيه الناس عنها تعادل الهجرة
يقابل هذا الإحسان أحيانا بالإساءة ولابد أن تهيء نفسك لذلك وقد يقابل أحيانا باعتقاد الطرف الآخر أنك تسعى لمصلحة من وراء ذلك أو أنك "بتشتغله" وهذا نتيجة حمى الصراع وادعاء الفتاكة والفهلوة وحياة الغاب التي نعيشها ولكن الأجر يثبت عند الله بالنوايا
وهنا تبرز أهمية النية وأن تتجرد عن النفع الشخصي أو ما أسميه الدعاية الانتخابية طبعا هذا ليس له علاقة بالانتخابات عامة ولكن بسلوك هؤلاء الأدعياء الذين ينزلون إلى الشوارع ويقضون حاجات بعض الناس (ركز على كلمة بعض) وذلك أثناء الموسم ثم يختفون
وعليه فينبغي لك أنت أيضا ألا تقع ضحية الاشتغالات لأن الإحسان على قلته أيضا يستحسن ترشيده وإعطاؤه لمن يستحقه أما في حالة الوفرة فلا مشكلة وأنا لا أتكلم عن الإحسان المادي فقط بل كل ما نوهت عليه أيضا فيه شحة وقلة هذه الأيام.
قد يبرر البعض لنفسه الامتناع عن الإحسان بحجج واهية ويتعلل بأن يبرز عيوب الآخرين وأنهم لا يستحقون وربما يحتاج الأمر أحيانا لمنع الإحسان عن البعض لعدم استحقاقه أو للإنكار عليه أو لعدم إعانته بالإحسان على منكر ولكن تعميم القاعدة خطأ يكون غالبا منبعه من هوى نفسي ورغبة في منع البذل
والبعض يرفع شعار الزجر بالهجر وأن يستعمل العبوس والشدة مع أصحاب المنكرات بغرض زجرهم عن منكراتهم والصحيح أن ذلك لابد أن يكون مرتبطا بالمصلحة يعني إذا كان هذا الزجر يؤتي ثمرة وإلا فلا فائدة فيه فيستعمل مكانه الإحسان ربما يأت بثمرة ويفتح قنوات التواصل للأمر بالمعروف والني عن المنكر
أحب أيضا أن أنبه للسبب الرئيسي الذي دفعني وقبل أربعة أشهر أن أكتب هذا الموضوع أنني رأيت طرحا يتبنى أن تحسن إلى الناس وتتقرب منهم عن طريق تعاطي ما يتعاطون -مش مخدرات - أقصد النزول لمستواهم في تصرفاتهم وأفعالهم والحقيقة أن خبراتكم وتجاربكم التي حكيتموها والأمثلة التي ذكرتها تدل على أنه يوصل إلى هذا الهدف بدون أي تنازلات في الثوابت وبدون معاناة وأن القلوب مفتوحة والآذان صاغية -غالبا- لكلمة الحق والكلمة الطيبة والإحسان