الأحد، أبريل 15، 2007

فاعتبروا يأولي الأبصار

الحدث التربوي يمر بنا جميعا فيتولد في نفوس بعضنا تأثيرات تقرب من الله ويتولد في بعض النفوس البعد عن الله والتمدد في الطغيان

الحدث التربوي هو أي حدث يمر بنا قد يكون حدثا أو ظاهرة كونية أو تصرف عادي لشخص أمامك أو موت مفاجيء لبعض الأشخاص أو أي موعظة من الله عز وجل للعبد بالمصائب في نفسه أو غيره أو آية في نفسه أو في الآفاق.
شاهدنا مقطعا مصورا لوفاة فنان وهو يغني وقرأنا ردود أفعال الناس على هذا المشهد فوجدنا بعض الفنانين يتمنى أن يموت مثل ميتته واتعظ بهذه الوفاة خلق كثير .
ما الذي يجعل إنسانا يتعظ وإنسانا لا يتعظ!!!
لقد نصر الله نبيه على قريش فقال بنو قينقاع "لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت فرصة إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس"
فهم رأوا عبرة وعظة هزم الله قريشا على كثرتهم فكان رد فعلهم هكذا : هؤلاء لا يعرفون القتال أما نحن فغيرهم.
ولم يروا في ذلك آية أرسلها الله إليهم من خلال هذه المعركة

وأخرج الله بني النضير الذين حاولوا قتل نبيه ووجه الرسالة إلى بني قريظة فخانوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب فما اعتبروا.

غروب الشمس وغروب القمر والنجوم يمر على القوم جميعا يعبدون الشمس والقمر والنجوم ويراه إبراهيم عليه السلام :"لا أحب الآفلين" "لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين" بصيرة ولجوء إلى الله عز وجل لطلب الهداية

رأيت أحد التائبين عن المخدرات في قناة المجد وكان يحكي عن رفاقه رفاق السوء أنه عندما كان يموت أحدهم يقولون "ما يعرف يتعاطى" وبعضهم يهديه الله من وفاة رفيق التعاطي.

هذه الآية : وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرن"
وقال عز وجل "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا"

قسوة القلوب وأمراضها تحول بين الإنسان وبين أن يستفيد من الحدث التربوي
المفتون يساهم في فتنة نفسه ويبحث عن أبواب الفتن استمع قول المنافقين لأهل الجنة "ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور"

والمعتبر يتتبع أوجه الاعتبار بالتفكر وأخذ العبرة من الأحداث التي تمر به بما يقربه إلى الله عز وجل

لا ينبغي أن تمر بنا الأحداث من دون أخذ العبرة لا تقل ليس أنا أو تفكر في الأوجه التي تختلف أنت بها عن ذلك الشخص الذي فتن أو ذلك الشخص الذي مات بغتة أو حتى ذلك الشخص الذي بلغ من العلم والهدى من نعمة الله ما بلغ

اعتبر لنفسك وخذ بالعبرة الحسنة واجعل نعمة الله عليك زادا لك وبلاغا إلى طاعته

اقرأ هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر :
1- رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه
2- ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فهما في الأجر سواء
3- ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه
4- ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهما في الوزر سواء

تعالوا نقف في موقف الرجلين رقم 2 ورقم 4 الذين لم يؤتوا من المال ويرون أمامهم أصناف الناس من النوع رقم 1 والنوع رقم 3 وانقسموا نوع يتمنى أن يكون مثل رقم 1 ونوع يتمنى أن يكون مثل رقم 3 فصار لأحدهما أجر وللآخر وزر
والفارق بينهما هو العلم وعدمه وفي أية التوبة الفارق بينهما الإيمان ومرض القلوب وفي آية الإسراء شفاء ورحمة للمؤمنين وزيادة في خسران الظالمين
فاللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك



هناك 5 تعليقات:

khaled يقول...

نعوذ بالله من فتنة المحيا و الممات
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اغفر لى و لصاحب هذا البلوج و للمؤمنين و المؤمنات
امين يا رب

Dr.khaled يقول...

والله يا بشمهندس لا يسعني الا ان اقول :
(جزاك الله خيرا)

ونسأل الله ان لا يجعلنا واياكم والاستاذ خالد..من الغافلين
إنه ولي ذلك والقادر عليه

david santos يقول...

Thanks for you work, is very good, have a good week

david santos يقول...

لقد أن تنتهي مع باري لغات منها بوش وغيره من الارهابيين لا تزال تكمن

koukawy يقول...

هو لو كل واحد اتعظ محدش هيكرر غلطة اللي التاني عملها
و لو الناس تتعظ هتفكر ابطأ في رأي فتفكر صح
اهو انا شخصيا بحاول اتعظ دايما بس طبعا محدش كامل في هفوات و غفوات و مطبات