دعاء الاستخارة "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك"
الاستخارة عنصر هام في حياة المسلم وسبب أهميتها مرتبط بإيمانه بالله وقدرته وعلمه ومعرفة العبد بنفسه وأنه قاصر علمه قاصرة قدرته عن معرفة عواقب الأمور وما تؤول إليه
علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الاستخارة في الأمر كله واعتبر العلماء ما حدده النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة ركعتين دون الفريضة شرطا في تحقيق المقصود من ورائها وهو أن تكون ركعتين من غير الفريضة يعني لا يصح أن تكون دعاء عاديا دبر الصلاة أو أثناء الصلاة المكتوبة مثلا
حتى يستفرغ المرء قلبه ويخلص لجوءه لله حين يكون الغرض من الصلاة هو الدعاء بدعاء الاستخارة فالله سبحانه يمن على من لجأ إليه وهو سبحانه مجيب المضطر إذا دعاه فتحقيق الاضطرار إلى الله سبحانه والفقر إليه يتحقق أكثر بأن تكون هاتان الركعتان من دون الفريضة ومخصصتين لسؤال الاختيار.
"أستخيرك بعلمك" وهو توسل إلى الله سبحانه وتعالى بصفة من صفاته وهي علمه سبحانه فأنت تسأل الله سبحانه بما أنه العليم التام العلم وتتوسل إليه أن يختار لك من الأمور المطروحة امامك أو من أمرين أو من امرين واحد أن تفعله اولاتفعله وجاء التوسل بصفة العلم مناسبا لطلب الاختيار لأن الذي يختار عليه ان يعلم حقيقة الأمور وعواقبها وما تؤول إليه ولا يعلم ذلك تمام العلم إلا الله سبحانه وتعالى
نعم الإنسان قد يعلم بعض العلم لكن معرفة ولكن معرفة عواقب الأمور إلى الله سبحانه وتعالى وإذا فرضنا أن قد يخمن عواقب الأمور بقياس الشيء على نظائره وأشباهه مما حدث لمن سبقه أو مما حدث له من خبرات الحياة فهذا مطلوب في جزء الاستشارة ودراسة الأمور والأخذ بالأسباب ولكن تمام العلم بعواقب الأمور لا يكون إلا لله سبحانه وتعالي
"وأستقدرك بقدرتك" إذا اخترت الأمر فقد لا تستطيع تنفيذه او تضمن قدرتك على تنفيذه أو الوصول إليه إلا بقدرة الله سبحانه فلا حول ولا قوة إلا بالله
تطلب من الله سبحانه القدرة أستقدر أطلب القدرة وتتوسل إليه في سؤالك القدرة بصفته سبحانه القدرة التامة وصفات الله إلى صفات المخلوقين هي صفات الكمال أما صفات المخلوقين فهي عارضة ناقصة وهي أيضا قدرة بقدرة الله سبحانه كما قال سبحانه "واصبر وماصبرك إلا بالله "
"وأسألك من فضلك العظيم " ربما يكون الخير في هذا الأمر ليس في نفسه فقط بل بصفات زائدة عليه أو في غيره أو فضل يزيدك الله منه
ومع أننا قد سألنا الله سبحانه بعلمه وقدرته وفضله العظيم ففي استكمال الإقرار بصفات الله سبحانه وتعالى والتبرؤ إليه من الحول والقوة تقول "فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب"
أنت يارب سبحانك علام الغيوب الذي يعلم عواقب الأمور والمغيب منها غيبا نسبيا أو غيبا مطلقا ربما يكون هناك أمور حاضرة وغيبت عنك ويعلمها الله سبحانه وتعالى وهو الذي يختار لك
قد يقال إن ما قدر يكون ولكن نقول إن مما قدر أيضا وقوع الشيء بأسبابه فكما أن العمل يكون سببا للرزق فقد قدر لك الرزق وقدر لك العمل الذي هو سبب الرزق فإن الاستخارة سبب لوقوع الأمور الخيرة والبعد عن الأمور التي قد يكون مئالها غير حسن
نعود إلى الدعاء وما مضى كان مقدمة بين يدي الدعاء التوسل إلى الله سبحانه بصفاته أما السؤال نفسه أو الطلب فهو
"اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري"
ما هي معايير اختيار الأمر؟ أن يكون فيه الخير في الدين والمعاش وعاقبة الأمر وهذه المعايير يختار بها من يستشار أو يدرس أمرا أن يكون في الأمر خير في الدين أي في اللآخرة والدنيا في الحال والمستقبل وهذا هو المعيار الذي تدعو الله أن يختار لك الأمر الذي يحققه
وإذا كان في هذا الأمر كل هذا الخير فماذا تسأل الله؟
تسأله "فيسره لي ويسرني له" أن يكون الأمر ميسر لك وأن تكون أنت ميسر له ويكون لديك القدرة والسهولة النفسية على تنفيذ الأمر وتقبله وتطلب منه البركة كما أنك سألته بصفة فضله العظيم " ثم بارك لي فيه"
وقد تيسر الأمور لك وتصد أنت عنها أو لا يكون لديك القدرة عليها مالية أو بدنية
وعلى النقيض تستعيذ بالله سبحانه وتعالى من الأمور التي قد لا يكون لك خير فيها وقد تكون أنت راغبا فيها
"وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه"عدنا إلى صفة العلم
وكما قيل في التيسير تقول في الصرف أن يصرف الأمر عنك ولا يكون ميسرا لك ولا تقبل أنت عليه
فما الحل إذا كنت تسأل الله أن يختار لك في أمر ولم يكن فيه خير وصرفه الله عنك وصرفك عنه لابد من إتمام فضل الله عليك أن يتم فضله عليك باختيار أمر فيه خير لك
"ثم اقدر لي الخير حيث كان " من الأمور المطروحة أمامي أو من غيرها "حيث كان"
وأن تكون راضيا باختيار الله لك
"ثم رضني به"
نكمل فيما بعد في الكلام عن فائدة الاستخارة في قفل أبواب الشرور النفسية
والحمد لله
الاستخارة عنصر هام في حياة المسلم وسبب أهميتها مرتبط بإيمانه بالله وقدرته وعلمه ومعرفة العبد بنفسه وأنه قاصر علمه قاصرة قدرته عن معرفة عواقب الأمور وما تؤول إليه
علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الاستخارة في الأمر كله واعتبر العلماء ما حدده النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة ركعتين دون الفريضة شرطا في تحقيق المقصود من ورائها وهو أن تكون ركعتين من غير الفريضة يعني لا يصح أن تكون دعاء عاديا دبر الصلاة أو أثناء الصلاة المكتوبة مثلا
حتى يستفرغ المرء قلبه ويخلص لجوءه لله حين يكون الغرض من الصلاة هو الدعاء بدعاء الاستخارة فالله سبحانه يمن على من لجأ إليه وهو سبحانه مجيب المضطر إذا دعاه فتحقيق الاضطرار إلى الله سبحانه والفقر إليه يتحقق أكثر بأن تكون هاتان الركعتان من دون الفريضة ومخصصتين لسؤال الاختيار.
"أستخيرك بعلمك" وهو توسل إلى الله سبحانه وتعالى بصفة من صفاته وهي علمه سبحانه فأنت تسأل الله سبحانه بما أنه العليم التام العلم وتتوسل إليه أن يختار لك من الأمور المطروحة امامك أو من أمرين أو من امرين واحد أن تفعله اولاتفعله وجاء التوسل بصفة العلم مناسبا لطلب الاختيار لأن الذي يختار عليه ان يعلم حقيقة الأمور وعواقبها وما تؤول إليه ولا يعلم ذلك تمام العلم إلا الله سبحانه وتعالى
نعم الإنسان قد يعلم بعض العلم لكن معرفة ولكن معرفة عواقب الأمور إلى الله سبحانه وتعالى وإذا فرضنا أن قد يخمن عواقب الأمور بقياس الشيء على نظائره وأشباهه مما حدث لمن سبقه أو مما حدث له من خبرات الحياة فهذا مطلوب في جزء الاستشارة ودراسة الأمور والأخذ بالأسباب ولكن تمام العلم بعواقب الأمور لا يكون إلا لله سبحانه وتعالي
"وأستقدرك بقدرتك" إذا اخترت الأمر فقد لا تستطيع تنفيذه او تضمن قدرتك على تنفيذه أو الوصول إليه إلا بقدرة الله سبحانه فلا حول ولا قوة إلا بالله
تطلب من الله سبحانه القدرة أستقدر أطلب القدرة وتتوسل إليه في سؤالك القدرة بصفته سبحانه القدرة التامة وصفات الله إلى صفات المخلوقين هي صفات الكمال أما صفات المخلوقين فهي عارضة ناقصة وهي أيضا قدرة بقدرة الله سبحانه كما قال سبحانه "واصبر وماصبرك إلا بالله "
"وأسألك من فضلك العظيم " ربما يكون الخير في هذا الأمر ليس في نفسه فقط بل بصفات زائدة عليه أو في غيره أو فضل يزيدك الله منه
ومع أننا قد سألنا الله سبحانه بعلمه وقدرته وفضله العظيم ففي استكمال الإقرار بصفات الله سبحانه وتعالى والتبرؤ إليه من الحول والقوة تقول "فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب"
أنت يارب سبحانك علام الغيوب الذي يعلم عواقب الأمور والمغيب منها غيبا نسبيا أو غيبا مطلقا ربما يكون هناك أمور حاضرة وغيبت عنك ويعلمها الله سبحانه وتعالى وهو الذي يختار لك
قد يقال إن ما قدر يكون ولكن نقول إن مما قدر أيضا وقوع الشيء بأسبابه فكما أن العمل يكون سببا للرزق فقد قدر لك الرزق وقدر لك العمل الذي هو سبب الرزق فإن الاستخارة سبب لوقوع الأمور الخيرة والبعد عن الأمور التي قد يكون مئالها غير حسن
نعود إلى الدعاء وما مضى كان مقدمة بين يدي الدعاء التوسل إلى الله سبحانه بصفاته أما السؤال نفسه أو الطلب فهو
"اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري"
ما هي معايير اختيار الأمر؟ أن يكون فيه الخير في الدين والمعاش وعاقبة الأمر وهذه المعايير يختار بها من يستشار أو يدرس أمرا أن يكون في الأمر خير في الدين أي في اللآخرة والدنيا في الحال والمستقبل وهذا هو المعيار الذي تدعو الله أن يختار لك الأمر الذي يحققه
وإذا كان في هذا الأمر كل هذا الخير فماذا تسأل الله؟
تسأله "فيسره لي ويسرني له" أن يكون الأمر ميسر لك وأن تكون أنت ميسر له ويكون لديك القدرة والسهولة النفسية على تنفيذ الأمر وتقبله وتطلب منه البركة كما أنك سألته بصفة فضله العظيم " ثم بارك لي فيه"
وقد تيسر الأمور لك وتصد أنت عنها أو لا يكون لديك القدرة عليها مالية أو بدنية
وعلى النقيض تستعيذ بالله سبحانه وتعالى من الأمور التي قد لا يكون لك خير فيها وقد تكون أنت راغبا فيها
"وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه"عدنا إلى صفة العلم
وكما قيل في التيسير تقول في الصرف أن يصرف الأمر عنك ولا يكون ميسرا لك ولا تقبل أنت عليه
فما الحل إذا كنت تسأل الله أن يختار لك في أمر ولم يكن فيه خير وصرفه الله عنك وصرفك عنه لابد من إتمام فضل الله عليك أن يتم فضله عليك باختيار أمر فيه خير لك
"ثم اقدر لي الخير حيث كان " من الأمور المطروحة أمامي أو من غيرها "حيث كان"
وأن تكون راضيا باختيار الله لك
"ثم رضني به"
نكمل فيما بعد في الكلام عن فائدة الاستخارة في قفل أبواب الشرور النفسية
والحمد لله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق