الثلاثاء، يناير 30، 2007

الإنس والجن والأحلام

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المغالاة في الاعتقاد في السحر والحسد والرؤى بل والأحلام واعني بكلمة الاعتقاد أن يتحول الأمر إلى محور حياة الإنسان والمحرك الأكبر في حياته.

ظهرت ظاهرة في فترة قريبة أن تنسب كافة الأمور إلى الجن والصرع أو الأحلام والرؤى وظهر محترفون لرقية الناس من الجن بل وإخراج الجن بالاستعانة بالجن والخ أؤكد أننا نعتقد بوجود المس وهو عقيدة أهل السنة ولكن أن يتحول نصف الناس إلى ممسوسين والنصف الثاني إلى رقاة يرقون النصف الأول فهذا ليس من عقيدتنا. وأن يتحول المس أو السحر أو الحسد عذرا نعلق عليه هفواتنا إن كل شيء بقدر حتى العجز والكيس بقدر. أما أن يكون العاصي عصى بسبب المس, والتي نشزت عن زوجها وافترقا بسبب المس أو السحر أو الحسد, والذي كره امرأته وزاغت عينه عنها بسبب المس والسحر, والذي يغضب ويفقد السيطرة على نفسه والولد الذي يكره الدراسة والبنت التي ترفض الخطاب والخ.

المتغيرات التي تحكم السلوك الإنساني هي اختياره بعد مشيئة الله عز وجل وهدايته لنجد الخير أو نجد الشر وله شيطان يزعه إلى الشر وملك يلم به يدعوه إلى الخير وداعي الله في قلبه إلى الخير وما خلق له وقد يحدث أن يعتدي الجني على الإنسي ويظلمه كما يبغي الإنسي على بني جنسه.

طبعا حل نسبة الأمور إلى الجن أو السحر هو جاهز ومناسب لجميع المشاكل.

وظهرت حوله صناعة الرقاة الذين يرقون الناس بأجر أو غير أجر بقرآن الرحمن أو وساوس الشيطان والاستعانة بالجان على الجان وإرهاب الناس بذلك وتصوير ذلك بل وإفراد عدة قنوات فضائية لذلك 24/7.

وأؤكد أنني أؤمن بالمس والرقية الشرعية والرؤيا الصالحة وتلبس الجني بالإنسي وخروجه منه بالرقية للأدلة الشرعية ولكن يلجأ أولا إلى الطبيب إن كان هناك مشكلة عضوية أو نفسية ويرقي الإنسان نفسه ويستعيذ بالله عز وجل ويحقق صدق التوكل على الله في صرف أذى المعتدي عنه.

لا يجوز اللجوء لمن يرقي أو يعالج السحر باستخدام السحر أو الاستعانة بالجن.

أما الرؤى والأحلام فاضحك ولا حرج

(أؤكد بخصوص الاستخارة لا يوجد شيء اسمه أن الإنسان يرى رؤيا بعد الاستخارة تحدد له وجهته)

ظهرت أيضا صناعة حول موضوع الأحلام وأؤكد أن أكثر زبائن الصناعتين المذكورتين هم من النساء ظهر أباطرة يدعون القدرة على تفسير أي حلم وعلى الهواء مباشرة أو عن طرق الرسائل القصيرة أو مكالمات المحمول وترى منهم العجب رأيت أحدهم وكان وقت البرنامج قد انتهى وهو متعجل فسر الحلم قبل أن يسمعه بالكلام العام الذي يقوله في كل حلم (أن هذه الرؤيا فيها بشرى عظيمة لك ) وكانت المتصلة لم تذكر سوى أنها رأت رؤيا ثم تدارك فقال لها طيب قولي وأقسم انني رأيت ذلك بعيني لم يحك لي أحد وأحدهم سب التي حكت له حلم وسب أمها لأن أمها فسرت لها الحلم بغير علم (وانا أستخدم كلمة حلم للأعم الأغلب بدلا من كلمة رؤيا)

أؤكد وحسب ما تعلمته أن الكتاب المنسوب لابن سيرين رحمه الله في تفسير الأحلام غير صحيح وأن وجود جدول لتفسير الأحلام إذا رأيت كذا يكون كذا فهذا مما لم ينزل الله به سلطان.

الحلم السيء لا يجوز روايته لأنه من الشيطان كما ورد بذلك حديث في صحيح مسلم وهي من تلعب الشيطان بابن آدم ورغبته في إدخال الحزن على الإنسان وهي من أنواع الأذى النفسي.

الرؤيا الصالحة يكون أعلم الناس بتأويلها هو صاحبها أو من يعرفونه حيث أن ذلك أمر نسبي.

ورد حديث "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت" وهذا صححه كثير من العلماء والحقيقة أن الواقع يصدقه أيضا ويصدقه أمر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث مسلم أن ينفث عن يساره ولا يخبر أحدا بالرؤيا السيئة "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره".

إذن الخلاصة أن الأمر ربما يكون قد قدر أنك إذا حكيته يقع وهذا له مثيل في الشرع أن القدر والدعاء يلتقيان بين السماء والأرض فإذا غلب الدعاء القدر لم يقع القدر. فإذن حكايتك للحلم قد تتسبب في حدوث ما به وكذا تأويل الرؤيا.

أقول وأكرر لا يمكن أن يكون شخص يستطيع أن يعبر كل رؤيا تأتيه بهذه الثقة إلا ما كان من يوسف عليه السلام والأنبياء وهذا من الوحي أما هذه الفوضى فلا.

أيضا الرؤى والأحلام لا تحل حراما ولا تحرم حلالا ولا تمنع من السعي في الأرض والأخذ بالأسباب أو تمنع الإنسان أو تصرفه عن عمل أو تدفعه لعل وهذا قد يكون من التطير بل يوجد الأخذ بالأسباب والاستخارة والمباح والمحرم والضوابط الشرعية

هناك 3 تعليقات:

نـــــــور يقول...

جزاك الله خيرا على الكلام الطيب دا

بجد الموضوع دا محتاجين ننشره وسط الناس لأن زي ما قال المراكبي في تدوينة عندي

لا علم وثقافة بينفع مع الناس ولا دين بيتبع .. وبانتظار التفصيل

بارك الله فيك

mostafa nasr يقول...

http://www.mediafire.com/view/y0fk8uy73mlsqsb/أيام_مع_جهيمان.pdf

mostafa nasr يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
- الموضوع له جانب انسانى
فبعض الناس مدار حياته على الرؤى والأحلام ، يعنى معذرة فى اللفظ عنده لين أو اسهال فى الرؤى والأحلام
والبعض الآخر لا يكاد تكون له رؤية أو حلم فى حياته إلا مرات معدودة
وما بين هذا وذاك بعض الناس

- جانب آخر شرعى
ظنى أن المعتمد فى الرؤى هو الرمز ( يوسف عليه السلام ، رؤيا النبى فى غزوة أحد ، ....)
قصر الرؤيا فان زادت عن عن حدها كما يحلو للبعض رأيت ىميتا جاء وراح وصعد ونزل فهذه أضغاث أحلام
طبعا لا اعتبار فى الرؤيا بالاسلام والكفر (فالملك فى قصة يوسف حين الرؤيا لم يكن مؤمنا)

- الجانب الواقعى وهذا عن معايشة
أن هناك تناسبا بين واقع الناس وبعدهم النسبى عن الاسلام ، وبين ما يقع لمنتسبى الاسلام ممن يسمون أنفسهم ملتزمين ، وهذه قاعدة قد يثبت بالدراسة أنها مطردة ، فهؤلاء الملتزمون هم افراز مجتمعاتهم ، وطالما لم تكن هناك رؤية عامة ومجتمعية نحو الاصلاح ، فإن هؤلاء الملتزمون من أقصى اليمين لأقصى اليسار ان صح التعبير ، يحملون بين جوانحهم التى لا يعلمها إلا علام الغيوب ، كافة أمراض النفوس فى مجتمعاتهم ، والتى تظهر عيانا مع طول مدة هذا الالتزام ، أو عند الوقوع تحت ضغوط نفسية معينة
والأمثلة كثيرة
الناس تعتمد على السحر ، الملتزمون يعالجونهم ولو بغير طرق شرعية
الحسد يحكم علاقات الناس ، الملتزمو يحسدون بعضهم ، فاذا وصل أحدهم للحكم ...................
الكذب والزور فى القول يحرك الناس فى كافة مسارات الحياة ، فلما لا يكون هذا الملتزم له أحلامه ورؤاه الكاذبة أحيانا
رأينا هذا فى واقع الحياة ...............................
هل رأيت ملتزما مرة يسب الدين أو يسب الوالدين لك ........................هذا يحدث

وأهم ما تطرد فيه هذه القاعدة للأسف هو ضعف منطق العقول فى الاستدلال والاستقراء للأحداث
فأنت فى عامة شعوبنا لا منطق ولا استدلال صحيح على الأمور
وكذلك الملتزمون لا منطق ولا عقل

وكتاب جهيمان هذا يوضح لك هذا الأمر من زاوية ، أن ما فيه يتكرر بحذافيره ولعل للحديث بقية وجزاكم الله خيرا