الأربعاء، يناير 31، 2007

قرأت لك هذا الكتاب عدة مرات

الكتاب هو كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين قرأت الكتاب أول مرة وسعدت بقراءته والأثر الذي أنتجه في نفسي من ضبط الإنسان في موقعه من العالم والدنيا ومعرفته بربه وكان هذا الأثر يتجدد كلما عدت إلى الكتاب على مدار السنين والآن أحب أن أشارككم بعض هذه الثمرات الجميلة الكتاب مليء بالكلام الدقيق الذي يجب التمعن فيه لينتج أثره
أولا أتحدث عن موضوع الكتاب ثم لآتي على ذكر بعض المقتطفات منه وأتوقع أن يطول الموضوع ولكن رجاء القراءة لا تبخل على نفسك بمتعة القراءة
موضوع الكتاب وهو كما يتضح من اسمه طريق الهجرتين وباب السعادتين
فله(أي العبد) فى كل وقت هجرتان: هجرة إلى الله بالطلب والمحبة والعبودية والتوكل والإنابة والتسليم والتفويض والخوف والرجاء والإقبال عليه وصدق اللجإ والافتقار فى كل نفس إليه، وهجرة إلى رسوله فى حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة، بحيث تكون موافقة لشرعه الذى هو تفصيل محاب الله ومرضاته، ولا يقبل الله من أحد دينا سواه،

فالموضوع هجرة العبد إلى ربه بقلبه وهجرته إلى رسوله بالاتباع

قال رحمه الله
وابتدأناه بباب الفقر والعبودية ؛ إذ هو باب السعادة [الأعظم]

وقال

فصل فى أن الله هو الغنى المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه

ثم شرع في تقرير هذا الغنى المطلق لله سبحانه والفقر المطلق للعبد وإذا وصلت عن طريق هذا الكتاب إلى هذا اليقين فيالها من متعة

فحاجة العبد إلى ربه لذاته لا لعلة أوجبت تلك الحاجة، كما أن غنى الرب سبحانه لذاته لا لأمر أوجب غناه

وشرع في إيضاح وتقرير أن الغنى من صفات الله سبحانه لأنه الرب سبحانه وغنى العبد موروث فيه بأصل خلقته كمخلوق مربوب

فيستحيل أن يكون العبد إلا فقيرا، ويستحيل أن يكون الرب سبحانه إلا غنيا، كما أنه يستحيل أن يكون العبد إلا عبدا والرب إلا ربا.

وأوضح أن الفقر نوعان فقر اضطراري وفقر عبادة وتأله لله سبحانه

إذا عرف هذا فالفقر فقران: فقر اضطرارى، وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضى مدحا ولا ذما ولا ثوابا ولا عقابا.

والفقر الثانى فقر اختيارى هو نتيجة علمين شريفين: أحدهما معرفة العبد بربه، والثانى معرفته بنفسه.

فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام

وقال عن العبد أن الله خلقه لا يعلم شيئا ولا يقدر على شيء انظر إلى التحول الذي يطرأ عليه في حياته

وهو لم ينتقل من هذه الرتبة إلى رتبة الربوبية والغنى، بل لم يزل عبدا فقيرا بذاته إلى بارئه وفاطره.

انظر ماذا يحدث بعد أن ينعم الله عليه

فلما أسبغ عليه نعمته، وأفاض عليه رحمته وساق إليه أسباب كمال وجوده ظاهرا وباطنا، وخلع عليه ملابس إنعامه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، وعلمه وأقدره وصرفه وحركه، ومكنه من استخدام بنى جنسه، وسخر له الخيل والإبل، وسلطه على دواب الماء، واستنزال الطير من الهواء وقهر الوحش العادية، حفر الأنهار، وغرس الأشجار، وشق الأرض، وتعلية البناء، والتحيل على مصالحه، والتحرز والتحفظ لما يؤذيه، ظن المسكين أن له نصيبا من الملك، وادعى لنفسه ملكا مع الله سبحانه، ورأى نفسه بغير تلك العين الأولى،

أتمنى أن أكمل ولكن أعلم أن المقال إذا طال لا يقرأ وأتمنى أن يكون في هذه التلميح دافع لقراءة هذا الكتاب وبمناسبة قولي إن المقال إذا طال لا يقرأ سأكتب لاحقا عن هذه الجزئية والسبب فيها وعلاجها
أتمنى إذا لم تقرأ الكتاب أن تقرأ مقتطفات منه وتستحضرها في أوقات تدبرك التي ربما ايضا أتكلم لاحقا عن التدبر
الكتاب موجود عندي بصيغة إلكترونية لمن يريده
تنزيل الكتاب


هناك تعليقان (2):

abdo يقول...

جزاكم الله كل خير ونود لو يتم وضع رابط للكتاب على الشبكة

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا .. جاري التحميل و الإطلاع

شكرا أخي