لمحرر في يوم 30-07-2002 ألساعة:17:08 -عمان
يبدو أن هوس اليابانيين بالرشاقة قد دفع الكثيرين منهم للمخاطرة حتى بأرواحهم وصحتهم من أجل تحقيق هذا الهدف غير الضروري في بلد يتمتع أغلب نسائه برشاقة يحسدن عليها في أنحاء أخرى من العالم.
فيوشي -مثلا- اعتقدت أن هذا الحلم أصبح حقيقة بعد أن نقص وزنها سريعا إثر تناولها الأقراص الصينية للنحافة، إلا أن فرحتها الأولى ذوت مع إصابتها بحالة كسل شديد وشعورها بالغثيان إلى حد أنها عجزت عن التوجه إلى العمل.
ثم كشفت الأنباء أن الأقراص التي لجأت إليها يوشي (30 عاما) قاتلة وهي واحدة من عدة منتجات صينية للنحافة أودت بحياة أربعة أشخاص في اليابان وإصابة المئات.
لكن النحافة أكثر وأكثر هي شعار المرحلة الراهنة في اليابان. وقال الطبيب في المعهد القومي الياباني للصحة العقلية جين كوماكي إنه بالمقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا فإنه ليس هناك عدد كبير من البدينين في البلاد، وتابع أن المسألة تتعلق بالشكل الجمالي أكثر من كونها مشكلة صحية.
وقد صارت وسائل التخسيس في حد ذاتها الآن مشكلة صحية. واكتشفت السلطات أن الكثير من العقاقير كالتي كانت تتناولها يوشي تحتوي على مكونات خطيرة، وأنها سحبت من الأسواق الأميركية عام 1997 بعدما ظهر أن لها تأثيرا خطيرا على صمامات القلب عند تناولها مع منتجات أخرى لخفض الوزن.
والمكونات نفسها هذه عثر عليها في الكبسولات الصينية الصنع التي قضت على امرأة في سنغافورة. وقال كينيشي ناووي الذي تملك عائلته متجر أدوية في وسط طوكيو، إن معظم الذين يشترون منتجات إنقاص الوزن لا يعانون من زيادة الوزن كما يدل مظهرهم.
وأضاف أن عارضات الأزياء وفتيات أغلفة المجلات بأجسامهن النحيلة صرن الموضة السائدة، لكن الوصول إلى هذا المستوى في أي بلد ربما كان صعبا في واقع الأمر بل وربما غير صحي.
وواحدة مثل المطربة صاحبة الشعبية نامي أمورو التي تقلدها الكثيرات يبلغ طولها 158 سم ووزنها 40 كلغ بعد أربعة أعوام من إنجابها لطفل.
ورغم أنهم في أعين الآخرين يتمتعون برشاقة فإن اليابانيين زاد وزنهم عن المعتاد نتيجة شيوع الطعام الغربي والجلوس لفترات طويلة. وكشف مسح أخير أن 40% من الرجال اليابانيين و49% من اليابانيات يشعرون بزيادة في الوزن.
وحتى الفتيات في مراحل التعليم الأولية يقلقن بشأن زيادة أوزانهن. وتعج المجلات بفتيات رشيقات ويقدم التلفزيون العديد من البرامج المؤثرة لإنقاص الوزن مما يزيد من حدة الهوس بالرشاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق