منظومة الآداب (من بحر الطويل) وأبياتها 247 حسب الموجود هنا وقد قمت بنقلها من الشرح
الإمام شمس الدين أبو عبدالله محمد بن عبد القوي المرداوي الحنبلي 630-699 هـ
ولها شرح بديع اسمه غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للعلامة السفاريني رحم الله الجميع
بحمدك ذا الإكرام ما رمت أبتدي | كثيرا كما ترضى بغير تحدد |
وصل على خير الأنام وآله | وأصحابه من كل هاد ومهتد |
وبعد فإني سوف أنظم جملة | من الأدب المأثور عن خير مرشد |
من السنة الغراء أو من كتاب من | تقدس عن قول الغواة وجحد |
ومن قول أهل العلم من علمائنا | أئمة أهل السلم من كل أمجد |
لعل إله العرش ينفعنا بها وينزلنا | في الحشر في خير مقعد |
ألا من له في العلم والدين رغبة | ليصغ بقلب حاضر مترصد |
ويقبل نصحا من شفيق على الورى | حريص على زجر الأنام عن الردي |
فعندي من علم الحديث أمانة | سأبذلها جهدي فأهدي وأهتدي |
ألا كل من رام السلامة فليصن | جوارحه عن ما نهلى الله يهتدي |
يكب الفتى في النار حصد لسانه | وإرسال طرف المرء أنكى فقيد |
وطرف الفتى يا صاح رائد فرجه | ومتعبه فاغضضه ما اسطعت تهتد |
ويحرم بهت واغتياب نميمة | وإفشاء سر ثم لعن مقيد |
وفحش ومكر والبذاء خديعة | وسخرية والهزو والكذب قيد |
ويحرم مزمار وشبابة وما | يضايههما من آلة اللهو والردي |
ولو لم يقارنها غناء جميعها | فمنها ذوو الأوتار دون تقيد |
وحظر الغناء الأكثرون قضوا به | وعن أبوي بكر إمام ومقتد |
إباحته لا كرهه وأباحه | إمام أبو يعلى مع الكره فانشد |
فمن يستِر في بيته لسماعه الغناء | ولم يكثر ولم يتزيد |
وغنى يسيرا في خفاء لنفسه | فلا بأس وأقبل إن يرجّع وينشد |
كما تنشد الأعراب أو يحدقوا له | ومن يتل آيات الكتاب الممجد |
ملحنة في كرهه القاضي اتبع | وفصل قوم فيه تفصيل مرشد |
ولا بأس بالشعر المباح وحفظه | وصنعته من رد ذلك يعتدي |
فقد سمع المختار شعر صحابه | وتشبيبهم من غير تعيين خرد |
وحظر الهجا والمدح بالزور والخنا | وتشبيبه بالأجنبيات أكد |
ووصف الزنا والخمر والمرد والنسا | الفتيات أو نوح التسخط مورد |
وأوجب عن المحظور كف جوارح | وندب عن المكروه غير مشدد |
وأمرك بالمعروف والنهي يافتى | عن المنكر اجعل فرض عين تسدد |
على عالم بالحظر والفعل لم يقم | سواه مع أمن عدوان معتد |
ولو كان ذا فسق وجهل وفي سوى | الذي قيل فرض بالكفاية فاحدد |
وبالعلما يختص ما اختص علمه | بهم وبمن يستنصرون به قد (فحسب) |
وأضعفه بالقلب ثم لسانه وأقواه | إنكار الفتى الجلد باليد |
وأنكر على الصبيان كل محرم | لتأديبهم والعلم في الشرع بالردي |
وإن جهر الذمي المنكرات في | الشريعة يزجر دون مخف بمركد (مسكن) |
وبالأسهل ابدأ ثم زد قدر حاجة | فإن لم يزل بالنافذ الأمر فاصدد |
إذا لم يخف في ذلك الأمر حيفه | إذا كان ذا الإنكار حتم التأكد |
ولا غرم في دف الصنوج كسرته | ولا صور أيضا ولا آلة الدد |
وآلة تنجيم وسحر ونحوه | وكتب حوت هذا وأشباهه اقدد |
ولا شق زق الخمر أو كسر دنه | إذا عجز الإنكار دون التقدد |
وإن يتأتى دونه دفع منكر | ضمنت الذي ينقى بتغسيله قد |
وهجران من أبدى المعاصي سنة | وقد قيل إن يردعه أوجب وأكد |
وقيل على الإطلاق ما دام معلنا | ولاقه بوجه مكفهر مربد |
ويحرم تجسيس على متستر | بفسق وماضي لبفسق إن لم يجدد |
وهجران من يدعو لأمر مضل أو | مفسق احتمه بغير تردد |
وحظر انتفا التسليم فوق ثلاثة | على غير من قلنا بهجر فأكد |
وكن عالما أن السلام لسنة | وردك فرض ليس ندبا بأوطد |
وتسليم نزر والصغير وعابر | السبيل وركبان على الضد أيد |
وسلم إذا ما قمت عن حضرة امريء | وسلم إذا ما جئت بيتك تهتد |
افشاؤك التسليم يوجب محبة | من الناس معروفا ومجهولا اقصد |
وتعريفه لفظ السلام مجوز | وتنكيره أيضا على نص أحمد |
وقد قيل نكره وقيل تحية | كللميت والتوديع عرف كردد |
وسنة استئذانه لدخوله | على غيره من أقربين وأبعد |
ثلاثا ومكروه دخول لهاجم | ولا سيما من سفرة وتبعد |
ووقفته تلقاء باب وكوة فإن لم | يجب وإن يخف يزدد |
وتحريك نعليه وإظهار حسه | لدخلته حتى لمنزله اشهد |
وكل قيام لا لوال وعالم | ووالده أو سيد كرهه امهد |
وصافح لمن تلقاه من كل مسلم | تناثر خطاياكم كما في المسند |
وليس لغير الله حل سجودنا | ويكره تقبيل الثرى بتشدد |
ويكره منك الانحناء مسلما | وتقبيل رأس المرء حل وفي اليد |
ونزع يد من يصافح عاجلا | وأن يتناجى الجمع ما دون مفرد |
وأن يجلس الإنسان عند محدث | سر وقيل احظر وإن ياذن اقعد |
ومرأى عجوز لم ترد وصفاحها | وخلوتها اكره لا تحيتها اشهد |
وتشميتها واكره كلا الخصلتين | للشباب من الصنفين بعدى وأبعد |
ويحرم رأي المرد مع شهوة فقط | وقيل ومع خوف وللكره جود |
وكن واصل الأرحام حتى لكاشح | توفر في عمر ورزق وتسعد |
ويحسن تحسين لخلق وصحبة | ولا سيما للوالد المتأكد |
وأن عقوق الوالدين كبيرة | فبرهما تبرر وتحمد |
ولو كان ذا كفر وأوجب طوعه | سوى في حرام أو لأمر مؤكد |
كتطلاب علم لا يضرهما به | وتطليق زوجات برأي مجرد |
وأحسن إلى أصحابه بعد موته | فهذا بقايا بره المتعود |
ويكره في الحمام كل قراءة | وذكر لسان والسلام لمبتدي |
ورفعك للأصوات بالدعاء أو مع ال | جنازة أو في الحرب حين التشدد |
ونقط وشكل في مقال لمصحف | ولا تكتبن فيه سواه وحدد |
وغير بغير الأسود الشيب وابقه | وللقزع اكره ثم تدليس نهد |
وإعفاء للحي ندب وقيل خذن لما | يلي الحلق مع ما زاد عن قبضة اليد |
ويشرع إيكاء السقا وغطا الإنا | وإيجاف أبواب وطف الموقد |
وتقليم أظفار ونتف آباطه | وحلقا وللتنوير في العانة اقصد |
ويحسن خفض الصوت من عاطس | وان يغطى وجها لاستتار من الردي |
ويحمد جهرا وليشمته سامع | لتحميده وليبد رد المعود |
وقل للفتى عوفيت بعد ثلاثة | وللطفل بورك فيك وأمره يحمد |
وغط فما واكظم تصب في تثاؤب | فذلك مسنون لأمر المرشد |
ولا بأس شرعا أن يطبك مسلم | وتشكو الذي تلقى وبالحمد فابتدي |
وترك الدوا أولى وفعلك جائز | ولم تتيقن فيه حرمة مفرد |
ورجح على الخوف الرجا عن بأسه | ولاق بحسن الظن ربك تسعد |
وتشرع للمرضى العيادة فأتهم | تخض رحمة تغمر مجالس عود |
فسبعون ألفا من ملائكة الرضا | تصلي على من عاد يمشي إلى الغد |
فمنهم مغبا عده خفف ومنهم ال | لذي يؤثر التطويل من متورد |
ففكر وراع في العيادة حال من | تعود ولا تكثر سؤالا تنكد |
ومكروه استئمناننا أهل ذمة | لإحراز مال أو لقسمته اشهد |
ومكروه استطبابهم لا ضرورة | وما ركبوه من دواء موصد |
وإن مرضت أنثى ولم يجدوا لها | طبيبا سوى فحل أجزه ومهد |
ويكره حقن المرء إلا ضرورة | وينظر ما يحتاجه حاقن قد |
كقابلة حل لها نظر إلى مكان | ولادات النسا في التولد |
ويكره إن لم يسؤ قطع بواسر | وبط الأذى حل كقطع مجود |
لآكلة تسري بعضو أبنه إن | تخافن عقباه ولا تتردد |
وقبل الأذى لا بعده الكي فاكرهن | وعنه على الإطلاق غير مقيد |
كذاك الرقي إلا بآي وما روى | فتعليق ذا حل ككتب لولد |
وحل بغير الوجه وسم بهائم | وفي الأشهر اكره جز ذيل ممدد |
كمعرفة حتما لا ضرارها به | لقطعك ما تدرأ به للمنكد |
وفيما سوى الأغنام قد كرهوا الخصا | لتعذيبه المنهي عنه بمسند |
وقطع قرون والآذان وشقها | بلا ضرر تغيير خلق معود |
ويحسن في الإحرام والحل قتل ما | يضر بلا نفع كنمر ومرثد |
وغربان غير الزرع أيضا وشبهها | كذا حشرات الأرض دون تقيد |
كبق وبرغوث وفار وعقرب | ودبر وحيات وشبه المعدد |
ويكره قتل النمل إلا مع الأذى | به واكرهن بالنار إحراق مفسد |
ولو قيل بالتحريم ثم أجيز مع | أذى لم يزل إلا به لم أبعد |
وقد جوز الأصحاب تشميس قزهم | وتدخين زنبور وشيا بموقد |
ويكره لنهي الشرع عن قتل ضفدع | وصردان طير قتل ذين وهدهد |
ويكره قتل الهر إلا مع الأذى | وإن ملكت فاحظر إذن غير مفسد |
وقتلك حيات البيوت ولم تقل | ثلاثا له اذهب سالما غير معتد |
وذا الطفيتين اقتل وأبتر حية | وما بعد إيذان ترى أوبفدفد (الفلاة) |
ومافيه إضرار ونفع كباشق | وكلب وفهد لاقتصاد التصيد |
إذا لم يكن ملكا فأنت مخير | وإن مملكت فاحظر وإن تؤذ فاقدد |
وما لم يكن فيه انتفاع ولا أذى | كدود ذباب لم يضر كرهه ضد |
وما حل للمضطر حل لمكره | ومالا فلا غير الخمور بأوكد |
ولغو مع الإكراه أفعال مكره | سوى القتل والإسلام ثم الزنا قد |
ويكره نفخ في الغدا وتنفس | وجولان أيد في طعام موحد |
فإن كان أنواعا فلا بأس فالذي | نهى في اتحاد قد عفا في التعدد |
وأخذ وإعطاء وأكل وشربه | بيسراه فاكرهه ومتكئا دد |
وأكلك بالثنتين والاصبع اكرهن | ومع أكل شين العرف إتيان مسجد |
ويكره باليمنى مباشرة الأذى | وأوساخه مع نثر أنفه الردي |
كذا خلع نعليه بها واتكاؤه | على يده اليسرى ورا ظهره واشهد |
ويكره في التمر القران ونحوه | وقيل مع التشريك لا في التفرد |
وكل جالسا فوق اليسار وناصب | اليمين وبسمل ثم في الانتها احمد |
ويكره سبق القول للأكل نهمة | ولكن رب البيت إن شاء يبتدي |
ولا بأس عند الأكل من شبع الفتى | ومكروه الاسراف والثلث أكد |
ويحسن تصغير الفتى لقمة الغذا | وبعد ابتلاع ثن والمضغ جود |
ويحسن قبل المسح لعق أصابع | وأكل فتات ساقط بتثرد |
وتخليل ما بين المواضع بعده | وألق وجانب ما نهى الله تهتد |
وغسل يد قبل الطعام وبعده | ويكره بالمطعوم غير مقيد |
وما عفته فاتركه غير معنف | ولا عائب رزقا وبالشارع اقتد |
ولا تشربن من في السقاء وثلمة الا | ناء وانظرن فيه ومصا تزود |
ونح الإناء عن فيك واشرب ثلاثة | هو أهنا وأمرا ثم أروى لمن صدي |
ولا تكرهن الشرب من قائم ولا | انتعال الفتى في الأظهر المتأكد |
ويكره لبس فيه شهرة لابس | وواصف جلد لا لزوج وسيد |
وإن كان يبدي عورة لسواهما | فذلك محظور بغير تردد |
وخير خلال المرء جمعا توسط | الأمور وحال بين أردى وأجود |
ولبس مثال الحي فاحظر بأجود | وما لم يدس منها لوهن فشدد |
وللرجل اكره لبس أنثى وعكسه | وما حظره للعن فيه بمبعد |
وأحسن ملبوس بياض لميت | وحي فبيض مطلقا لا تسود |
ولابأس بالمصبوغ من قبل غسله | مع الجهل في أصباغ أهل التهود |
وقيل اكرهنه مثل مستعمل الإنا | وإن تعلم التنجيس فاغسله تهتد |
وأحمر قان والمعصفر فاكرهن | للبس رجال حسب في نص أحمد |
ولا تكرهن في نصه ما صبغته | من الزعفران البحت لون المورد |
وليس بلبس الصوف بأس ولا القبا | ولا للنسا والبرنس افهمه واقتد |
ولبس الحرير احظر على كل بالغ | سوى لضنى أو قمل أو حرب جحد |
فجوزه في الأولى وحرمه في الأصح | على هذه الصبيان من مصمت زد |
ويحرم بيع للرجال للبسهم | وتخييطه والنسج في نص أحمد |
ويحرم لبس من لجين وعسجد | سوى ما قد استثنيته في الذي ابتدي |
ويحرم ستر أو لباس الفتى الذي | حوى صورة للحي في نص أحمد |
وفي الستر أو ما هو مظنة بذلة | ليكره كتب للقران الممجد |
وليس بمكروه كتابة غيره | من الذكر في ما لم يدس ويمهد |
وحل من يستأجر البيت حكه الت | صاوير كالحمام للداخل اشهد |
وحل شراء لليتيمة لعبة | بلا رأس ان تطلب وبالراس فاصدد |
ولا يشتري ماكن من ذاك صورة | ومن ماله لا مالها في المجرد |
ويكره تقصير اللباس وطوله | لا حاجة كبرا وترك المعود |
وأطول ذيل المرء للكعب والنسا | بلا الأزر شبرا أو ذراعا لتزدد |
وأشرف ملبوس إلى نصف ساقه | وما تحت كعب فاكرهنه وصعد |
وللرصغ كم المصطفى فإن ارتخى | تناهى إلى أقصى أصابعه قد |
وللرجل اكره عرض زيق بنصه | ولا يكره الكتان في المتأكد |
ولا باس في لبس السراويل سترة | أتم من التأزير فالبسه واقتد |
وعمة مخلي حلقه من تحنك | لدى أحمد مكروهة بتأكد |
ويحسن أن يرخى الذؤابة خلفه | ولو شبرا أو ادنى على نص أحمد |
ويحسن تنظيف الثياب وطيها | ويكره مع طول الغنى لبس الردي |
ولا بأس في لبس الفرا واشترائها | جلود حلال موته لم يوطد |
وكاللحم الاولى أحظرن جلد ثعلب | وعنه ليلبس والصلاة به اصدد |
وقد كره السمور والفنك أحمد | وسنجابهم والقاقم أيضا ليزدد |
وفي نصه لا باس في جلد أرنب | وكل السباع احظر كهر بأوطد |
ومن يرتضي أدنى اللباس تواضعا | سيكسى الثياب العبقريات في غد |
ويحسن حمد الله في كل حالة | ولا سيما في لبس ثوب مجدد |
وكن شاكرا لله وارض بقسمه | تثب وتزد رزقا وإرغام حسد |
وقل لأخ أبل وأخلق ويخلف الإ | له كذا قل له عش حميدا تسدد |
ولا بأس بالخاتم من فضة ومن | عقيق وبلور وشبه المعدد |
ويكره من صفر رصاص حديدهم | ويحرم للذكران خاتم عسجد |
ويحسن في اليسرى كأحمد وصحبه | ويكره في الوسطى وسبابة اليد |
ومن لم يضعه في الدخول إلى الخلا | فعن كتب قرآن وذكر به اصدد |
ويحسن في اليمنى ابتداء انتعاله | وفي الخلع عكس واكره العكس ترشد |
ويكره مشي المرء في فرد نعله اخ | تيارا أصخ حتى لإصلاح مفسد |
ولا بأس في نعل يصلي به بلا أذى | وافتقدها عند أبواب مسجد |
ويحسن الاسترجاع في قطع شسعه | وتخصيص حاف بالطريق الممهد |
وقد لبس السبتي وهو الذي خلا | من الشعر مع أصحابه بهم اقتد |
ويكره سندي النعال لعجبه | بصرارها زي اليهود فأبعد |
وسر حافيا أو حاذيا وامش واركبن | تمعدد واخشوشن ولا تتعود |
ويكره في المشي المطيطا ونحوها | مظنة كبر غير في حرب جحد |
ويكره لبس الأزر والخف قائما | كذاك التصاق اثنين عريا بمرقد |
وثنتين وافرق في المضاجع بينهم | لو إخوة بعد عشر تسدد |
ويكره نوم المرء من قبل غسله | من الدهن والألبان للفم واليد |
ونومك بعد الفجر والعصر أو على | قفاك ورفع الرجل فوق اختها امدد |
ويكره نوم فوق سطح ولم يحط | عليه بتحجير لخوف من الردي |
ويكره بين الظل والحر جلسة | ونوم على وجه الفتى المتمدد |
وقل في انتباه والصباح وفي المسا | ونوم من المروي ماشئت ترشد |
ويحسن عند النوم نفض فراشه | ونوم على اليمنى وكحل بإثمد |
فخذ لك من نصحي أخي وصية | وكن حازما واحضر بقلب مؤبد |
ولا تنكحن إن كنت شيخا فتية | تعش في ضرار العيش أو ترض بالردي |
ولا تنكحن من نسم فوقك رتبة | تكن أبدا في حكمها في تنكد |
ولا ترغبن في مالها وأثاثها | إذا كنت ذا فقر تذل وتضهد |
ولا تسكنن في دارها عند أهلها | تسمع إذن أنواع من متعدد |
فلا خير فيمن كان في فضل عرسه | يروح على هون إليها ويغتدي |
ولا تنكرن بذل اليسير تنكدا | وسامح تنل أجرا وحسن التودد |
ولا تسألن عما عهدت وغض عن | عوار إذا لم يذمم الشرع ترشد |
وكن حافظا أن النساء ودائع | عوان لدينا احفظ وصية مرشد |
ولا تكثر الإنكار ترمى بتهمة | ولا ترفعن السوط عن كل معتدي |
ولا تطمعن في أن تقيم اعواججها | فما هي إلا مثل ضلع مردد |
وسكنى الفتى في غرفة فوق سكة | تؤول إلى تهمى البري المشدد |
وإياك يا هذا وروضة دمنة | سترجع عن قرب إلى أصلها الردي |
ولا تنكحن في الفقر إلا ضرورة | ولذ بوجا الصوم تهد وتهتد |
وكن عالما أن النسا لعب لنا | فحسن إذا مهما استطعت وجود |
وخير النسا من سرت الزوج منظرا | ومن حفظته في مغيب ومشهد |
قصيرة ألفاظ قصيرة بيتها | قصيرة طرف العين عن كل أبعد |
عليك بذات الدين تظفر بالمنى ال | ودود الولود الأصل ذات التعبد |
حسيبة أصل من كرام تفز إذا | بولد كرام والبكارة فاقصد |
وواحدة أدنى من العدل فاقتنع | وإن شئت فابلغ أربعا لا تزيد |
ومن عف تقوى عن محارم غيره | يعف أهله حقا وإن يزن يفسد |
فكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها | وكن في اقتباس العلم طلاع أنجد |
ولاتذهبن العمر منك سبهللا | ولا تغبنن في النعمتين بل اجهد |
فمن هجر اللذات نال المنى ومن | أكب على اللذات عض على اليد |
وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها | وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد |
فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا | ولا ترض للنفس النفيسة بالردي |
وفي خلوة الإنسان بالعلم أنسه | ويسلم دين المرء عند التوحد |
ويسلم من قال وقيل ومن أذى | جليس ومن واش بغيض وحسد |
فكن حلس بيت فهو ستر لعورة | وحرز الفتى عن كل غاو ومفسد |
وخير جليس المرء كتب تفيده | علوما وآدابا كعقل مؤيد |
وخالط إذا خالطت كل موفق | من العلما أهل التقى والتعبد |
يفيدك من علم وينهاك عن هوى | فصاحبه تهدى من هداه وترشد |
وإياك والهماز إن قمت عنه وال | بذي فإن المرء بالمرء يقتدي |
ولا تصحب الحمقى فذو لجهل إن | يرم صلاحا لأمر يا أخا الحزم يفسد |
وخير مقام قمت فيه وخصلة | تحليتها ذكر الإله بمسجد |
وكف عن العورى لسانك وليكن | دواما بذكر لله يا صاحبي ندي |
وحصن عن الفحشا الجوارح كلها | تكن لك في يوم الجزا خير شهد |
وحافظ على فعل الفروض بوقتها | وخذ بنصيب في الدجى من تهجد |
وناد إذا ما قمت في الليل سامعا | قريبا مجيبا بالفواضل يبتدي |
ومد إليه كف فقرك ضارعا | بقلب منيب وادع تعط وتسعد |
ولا تسأمن العلم واسهر لنيله | بلا ضجر تحمد سرى الليل في غد |
ولا تطلبن العلم للمال والريا | فإن ملاك الأمر في حسن مقصد |
وكن عاملاب العلم فيما استطعته | ليهدى بك المرء الذي بك يقتدي |
وكن صابرا بالفقر وادرع الرضا | بما قلب الرحمن واشكره تحمد |
فما العز إلا في القناعة والرضا | بأدنى كفاف حاصل والتزهد |
فمن لم يقنعه الكفاف فما إلى | رضاه سبيل فاقتنع وتقصد |
فمن يتغنى يغنه الله والغنى | غنى النفس لا عن كثرة المتعدد |
وإياك والإعجاب والكبر تحظ بال | سعادة في الدارين فارشد وأرشد |
وها قد بذلت النصح جهدي وإنني | مقر بتقصيري وبالله أهتدي |
تقضت بحمد الله ليست ذميمة | ولكنها كالدر في عقد خرد |
يحير لها القلب اللبيب وعارف | كريمان إن جالا بفكر منضد |
فما روضة حفت بنور ربيعها | بسلسالها العذب لزلال المبرد |
بأحسن من أبياتها ومسائل | أحاطت بها يوما بغير تردد |
فخذها بدرس ليس بالنوم تدركن | لأهل النهى والفضل في كل مشهد |
وقد كملت والحمد لله وحده | على كل حال دائما لم يصدد |
هناك تعليق واحد:
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الجهد
إرسال تعليق