الأربعاء، ديسمبر 06، 2006

منظومة الآداب قصيدة جميلة نقلتها بيدي

منظومة الآداب (من بحر الطويل) وأبياتها 247 حسب الموجود هنا وقد قمت بنقلها من الشرح

الإمام شمس الدين أبو عبدالله محمد بن عبد القوي المرداوي الحنبلي 630-699 هـ

ولها شرح بديع اسمه غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للعلامة السفاريني رحم الله الجميع

بحمدك ذا الإكرام ما رمت أبتدي

كثيرا كما ترضى بغير تحدد

وصل على خير الأنام وآله

وأصحابه من كل هاد ومهتد

وبعد فإني سوف أنظم جملة

من الأدب المأثور عن خير مرشد

من السنة الغراء أو من كتاب من

تقدس عن قول الغواة وجحد

ومن قول أهل العلم من علمائنا

أئمة أهل السلم من كل أمجد

لعل إله العرش ينفعنا بها وينزلنا

في الحشر في خير مقعد

ألا من له في العلم والدين رغبة

ليصغ بقلب حاضر مترصد

ويقبل نصحا من شفيق على الورى

حريص على زجر الأنام عن الردي

فعندي من علم الحديث أمانة

سأبذلها جهدي فأهدي وأهتدي

ألا كل من رام السلامة فليصن

جوارحه عن ما نهلى الله يهتدي

يكب الفتى في النار حصد لسانه

وإرسال طرف المرء أنكى فقيد

وطرف الفتى يا صاح رائد فرجه

ومتعبه فاغضضه ما اسطعت تهتد

ويحرم بهت واغتياب نميمة

وإفشاء سر ثم لعن مقيد

وفحش ومكر والبذاء خديعة

وسخرية والهزو والكذب قيد

ويحرم مزمار وشبابة وما

يضايههما من آلة اللهو والردي

ولو لم يقارنها غناء جميعها

فمنها ذوو الأوتار دون تقيد

وحظر الغناء الأكثرون قضوا به

وعن أبوي بكر إمام ومقتد

إباحته لا كرهه وأباحه

إمام أبو يعلى مع الكره فانشد

فمن يستِر في بيته لسماعه الغناء

ولم يكثر ولم يتزيد

وغنى يسيرا في خفاء لنفسه

فلا بأس وأقبل إن يرجّع وينشد

كما تنشد الأعراب أو يحدقوا له

ومن يتل آيات الكتاب الممجد

ملحنة في كرهه القاضي اتبع

وفصل قوم فيه تفصيل مرشد

ولا بأس بالشعر المباح وحفظه

وصنعته من رد ذلك يعتدي

فقد سمع المختار شعر صحابه

وتشبيبهم من غير تعيين خرد

وحظر الهجا والمدح بالزور والخنا

وتشبيبه بالأجنبيات أكد

ووصف الزنا والخمر والمرد والنسا

الفتيات أو نوح التسخط مورد

وأوجب عن المحظور كف جوارح

وندب عن المكروه غير مشدد

وأمرك بالمعروف والنهي يافتى

عن المنكر اجعل فرض عين تسدد

على عالم بالحظر والفعل لم يقم

سواه مع أمن عدوان معتد

ولو كان ذا فسق وجهل وفي سوى

الذي قيل فرض بالكفاية فاحدد

وبالعلما يختص ما اختص علمه

بهم وبمن يستنصرون به قد (فحسب)

وأضعفه بالقلب ثم لسانه وأقواه

إنكار الفتى الجلد باليد

وأنكر على الصبيان كل محرم

لتأديبهم والعلم في الشرع بالردي

وإن جهر الذمي المنكرات في

الشريعة يزجر دون مخف بمركد (مسكن)

وبالأسهل ابدأ ثم زد قدر حاجة

فإن لم يزل بالنافذ الأمر فاصدد

إذا لم يخف في ذلك الأمر حيفه

إذا كان ذا الإنكار حتم التأكد

ولا غرم في دف الصنوج كسرته

ولا صور أيضا ولا آلة الدد

وآلة تنجيم وسحر ونحوه

وكتب حوت هذا وأشباهه اقدد

ولا شق زق الخمر أو كسر دنه

إذا عجز الإنكار دون التقدد

وإن يتأتى دونه دفع منكر

ضمنت الذي ينقى بتغسيله قد

وهجران من أبدى المعاصي سنة

وقد قيل إن يردعه أوجب وأكد

وقيل على الإطلاق ما دام معلنا

ولاقه بوجه مكفهر مربد

ويحرم تجسيس على متستر

بفسق وماضي لبفسق إن لم يجدد

وهجران من يدعو لأمر مضل أو

مفسق احتمه بغير تردد

وحظر انتفا التسليم فوق ثلاثة

على غير من قلنا بهجر فأكد

وكن عالما أن السلام لسنة

وردك فرض ليس ندبا بأوطد

وتسليم نزر والصغير وعابر

السبيل وركبان على الضد أيد

وسلم إذا ما قمت عن حضرة امريء

وسلم إذا ما جئت بيتك تهتد

افشاؤك التسليم يوجب محبة

من الناس معروفا ومجهولا اقصد

وتعريفه لفظ السلام مجوز

وتنكيره أيضا على نص أحمد

وقد قيل نكره وقيل تحية

كللميت والتوديع عرف كردد

وسنة استئذانه لدخوله

على غيره من أقربين وأبعد

ثلاثا ومكروه دخول لهاجم

ولا سيما من سفرة وتبعد

ووقفته تلقاء باب وكوة فإن لم

يجب وإن يخف يزدد

وتحريك نعليه وإظهار حسه

لدخلته حتى لمنزله اشهد

وكل قيام لا لوال وعالم

ووالده أو سيد كرهه امهد

وصافح لمن تلقاه من كل مسلم

تناثر خطاياكم كما في المسند

وليس لغير الله حل سجودنا

ويكره تقبيل الثرى بتشدد

ويكره منك الانحناء مسلما

وتقبيل رأس المرء حل وفي اليد

ونزع يد من يصافح عاجلا

وأن يتناجى الجمع ما دون مفرد

وأن يجلس الإنسان عند محدث

سر وقيل احظر وإن ياذن اقعد

ومرأى عجوز لم ترد وصفاحها

وخلوتها اكره لا تحيتها اشهد

وتشميتها واكره كلا الخصلتين

للشباب من الصنفين بعدى وأبعد

ويحرم رأي المرد مع شهوة فقط

وقيل ومع خوف وللكره جود

وكن واصل الأرحام حتى لكاشح

توفر في عمر ورزق وتسعد

ويحسن تحسين لخلق وصحبة

ولا سيما للوالد المتأكد

وأن عقوق الوالدين كبيرة

فبرهما تبرر وتحمد

ولو كان ذا كفر وأوجب طوعه

سوى في حرام أو لأمر مؤكد

كتطلاب علم لا يضرهما به

وتطليق زوجات برأي مجرد

وأحسن إلى أصحابه بعد موته

فهذا بقايا بره المتعود

ويكره في الحمام كل قراءة

وذكر لسان والسلام لمبتدي

ورفعك للأصوات بالدعاء أو مع ال

جنازة أو في الحرب حين التشدد

ونقط وشكل في مقال لمصحف

ولا تكتبن فيه سواه وحدد

وغير بغير الأسود الشيب وابقه

وللقزع اكره ثم تدليس نهد

وإعفاء للحي ندب وقيل خذن لما

يلي الحلق مع ما زاد عن قبضة اليد

ويشرع إيكاء السقا وغطا الإنا

وإيجاف أبواب وطف الموقد

وتقليم أظفار ونتف آباطه

وحلقا وللتنوير في العانة اقصد

ويحسن خفض الصوت من عاطس

وان يغطى وجها لاستتار من الردي

ويحمد جهرا وليشمته سامع

لتحميده وليبد رد المعود

وقل للفتى عوفيت بعد ثلاثة

وللطفل بورك فيك وأمره يحمد

وغط فما واكظم تصب في تثاؤب

فذلك مسنون لأمر المرشد

ولا بأس شرعا أن يطبك مسلم

وتشكو الذي تلقى وبالحمد فابتدي

وترك الدوا أولى وفعلك جائز

ولم تتيقن فيه حرمة مفرد

ورجح على الخوف الرجا عن بأسه

ولاق بحسن الظن ربك تسعد

وتشرع للمرضى العيادة فأتهم

تخض رحمة تغمر مجالس عود

فسبعون ألفا من ملائكة الرضا

تصلي على من عاد يمشي إلى الغد

فمنهم مغبا عده خفف ومنهم ال

لذي يؤثر التطويل من متورد

ففكر وراع في العيادة حال من

تعود ولا تكثر سؤالا تنكد

ومكروه استئمناننا أهل ذمة

لإحراز مال أو لقسمته اشهد

ومكروه استطبابهم لا ضرورة

وما ركبوه من دواء موصد

وإن مرضت أنثى ولم يجدوا لها

طبيبا سوى فحل أجزه ومهد

ويكره حقن المرء إلا ضرورة

وينظر ما يحتاجه حاقن قد

كقابلة حل لها نظر إلى مكان

ولادات النسا في التولد

ويكره إن لم يسؤ قطع بواسر

وبط الأذى حل كقطع مجود

لآكلة تسري بعضو أبنه إن

تخافن عقباه ولا تتردد

وقبل الأذى لا بعده الكي فاكرهن

وعنه على الإطلاق غير مقيد

كذاك الرقي إلا بآي وما روى

فتعليق ذا حل ككتب لولد

وحل بغير الوجه وسم بهائم

وفي الأشهر اكره جز ذيل ممدد

كمعرفة حتما لا ضرارها به

لقطعك ما تدرأ به للمنكد

وفيما سوى الأغنام قد كرهوا الخصا

لتعذيبه المنهي عنه بمسند

وقطع قرون والآذان وشقها

بلا ضرر تغيير خلق معود

ويحسن في الإحرام والحل قتل ما

يضر بلا نفع كنمر ومرثد

وغربان غير الزرع أيضا وشبهها

كذا حشرات الأرض دون تقيد

كبق وبرغوث وفار وعقرب

ودبر وحيات وشبه المعدد

ويكره قتل النمل إلا مع الأذى

به واكرهن بالنار إحراق مفسد

ولو قيل بالتحريم ثم أجيز مع

أذى لم يزل إلا به لم أبعد

وقد جوز الأصحاب تشميس قزهم

وتدخين زنبور وشيا بموقد

ويكره لنهي الشرع عن قتل ضفدع

وصردان طير قتل ذين وهدهد

ويكره قتل الهر إلا مع الأذى

وإن ملكت فاحظر إذن غير مفسد

وقتلك حيات البيوت ولم تقل

ثلاثا له اذهب سالما غير معتد

وذا الطفيتين اقتل وأبتر حية

وما بعد إيذان ترى أوبفدفد (الفلاة)

ومافيه إضرار ونفع كباشق

وكلب وفهد لاقتصاد التصيد

إذا لم يكن ملكا فأنت مخير

وإن مملكت فاحظر وإن تؤذ فاقدد

وما لم يكن فيه انتفاع ولا أذى

كدود ذباب لم يضر كرهه ضد

وما حل للمضطر حل لمكره

ومالا فلا غير الخمور بأوكد

ولغو مع الإكراه أفعال مكره

سوى القتل والإسلام ثم الزنا قد

ويكره نفخ في الغدا وتنفس

وجولان أيد في طعام موحد

فإن كان أنواعا فلا بأس فالذي

نهى في اتحاد قد عفا في التعدد

وأخذ وإعطاء وأكل وشربه

بيسراه فاكرهه ومتكئا دد

وأكلك بالثنتين والاصبع اكرهن

ومع أكل شين العرف إتيان مسجد

ويكره باليمنى مباشرة الأذى

وأوساخه مع نثر أنفه الردي

كذا خلع نعليه بها واتكاؤه

على يده اليسرى ورا ظهره واشهد

ويكره في التمر القران ونحوه

وقيل مع التشريك لا في التفرد

وكل جالسا فوق اليسار وناصب

اليمين وبسمل ثم في الانتها احمد

ويكره سبق القول للأكل نهمة

ولكن رب البيت إن شاء يبتدي

ولا بأس عند الأكل من شبع الفتى

ومكروه الاسراف والثلث أكد

ويحسن تصغير الفتى لقمة الغذا

وبعد ابتلاع ثن والمضغ جود

ويحسن قبل المسح لعق أصابع

وأكل فتات ساقط بتثرد

وتخليل ما بين المواضع بعده

وألق وجانب ما نهى الله تهتد

وغسل يد قبل الطعام وبعده

ويكره بالمطعوم غير مقيد

وما عفته فاتركه غير معنف

ولا عائب رزقا وبالشارع اقتد

ولا تشربن من في السقاء وثلمة الا

ناء وانظرن فيه ومصا تزود

ونح الإناء عن فيك واشرب ثلاثة

هو أهنا وأمرا ثم أروى لمن صدي

ولا تكرهن الشرب من قائم ولا

انتعال الفتى في الأظهر المتأكد

ويكره لبس فيه شهرة لابس

وواصف جلد لا لزوج وسيد

وإن كان يبدي عورة لسواهما

فذلك محظور بغير تردد

وخير خلال المرء جمعا توسط

الأمور وحال بين أردى وأجود

ولبس مثال الحي فاحظر بأجود

وما لم يدس منها لوهن فشدد

وللرجل اكره لبس أنثى وعكسه

وما حظره للعن فيه بمبعد

وأحسن ملبوس بياض لميت

وحي فبيض مطلقا لا تسود

ولابأس بالمصبوغ من قبل غسله

مع الجهل في أصباغ أهل التهود

وقيل اكرهنه مثل مستعمل الإنا

وإن تعلم التنجيس فاغسله تهتد

وأحمر قان والمعصفر فاكرهن

للبس رجال حسب في نص أحمد

ولا تكرهن في نصه ما صبغته

من الزعفران البحت لون المورد

وليس بلبس الصوف بأس ولا القبا

ولا للنسا والبرنس افهمه واقتد

ولبس الحرير احظر على كل بالغ

سوى لضنى أو قمل أو حرب جحد

فجوزه في الأولى وحرمه في الأصح

على هذه الصبيان من مصمت زد

ويحرم بيع للرجال للبسهم

وتخييطه والنسج في نص أحمد

ويحرم لبس من لجين وعسجد

سوى ما قد استثنيته في الذي ابتدي

ويحرم ستر أو لباس الفتى الذي

حوى صورة للحي في نص أحمد

وفي الستر أو ما هو مظنة بذلة

ليكره كتب للقران الممجد

وليس بمكروه كتابة غيره

من الذكر في ما لم يدس ويمهد

وحل من يستأجر البيت حكه الت

صاوير كالحمام للداخل اشهد

وحل شراء لليتيمة لعبة

بلا رأس ان تطلب وبالراس فاصدد

ولا يشتري ماكن من ذاك صورة

ومن ماله لا مالها في المجرد

ويكره تقصير اللباس وطوله

لا حاجة كبرا وترك المعود

وأطول ذيل المرء للكعب والنسا

بلا الأزر شبرا أو ذراعا لتزدد

وأشرف ملبوس إلى نصف ساقه

وما تحت كعب فاكرهنه وصعد

وللرصغ كم المصطفى فإن ارتخى

تناهى إلى أقصى أصابعه قد

وللرجل اكره عرض زيق بنصه

ولا يكره الكتان في المتأكد

ولا باس في لبس السراويل سترة

أتم من التأزير فالبسه واقتد

وعمة مخلي حلقه من تحنك

لدى أحمد مكروهة بتأكد

ويحسن أن يرخى الذؤابة خلفه

ولو شبرا أو ادنى على نص أحمد

ويحسن تنظيف الثياب وطيها

ويكره مع طول الغنى لبس الردي

ولا بأس في لبس الفرا واشترائها

جلود حلال موته لم يوطد

وكاللحم الاولى أحظرن جلد ثعلب

وعنه ليلبس والصلاة به اصدد

وقد كره السمور والفنك أحمد

وسنجابهم والقاقم أيضا ليزدد

وفي نصه لا باس في جلد أرنب

وكل السباع احظر كهر بأوطد

ومن يرتضي أدنى اللباس تواضعا

سيكسى الثياب العبقريات في غد

ويحسن حمد الله في كل حالة

ولا سيما في لبس ثوب مجدد

وكن شاكرا لله وارض بقسمه

تثب وتزد رزقا وإرغام حسد

وقل لأخ أبل وأخلق ويخلف الإ

له كذا قل له عش حميدا تسدد

ولا بأس بالخاتم من فضة ومن

عقيق وبلور وشبه المعدد

ويكره من صفر رصاص حديدهم

ويحرم للذكران خاتم عسجد

ويحسن في اليسرى كأحمد وصحبه

ويكره في الوسطى وسبابة اليد

ومن لم يضعه في الدخول إلى الخلا

فعن كتب قرآن وذكر به اصدد

ويحسن في اليمنى ابتداء انتعاله

وفي الخلع عكس واكره العكس ترشد

ويكره مشي المرء في فرد نعله اخ

تيارا أصخ حتى لإصلاح مفسد

ولا بأس في نعل يصلي به بلا أذى

وافتقدها عند أبواب مسجد

ويحسن الاسترجاع في قطع شسعه

وتخصيص حاف بالطريق الممهد

وقد لبس السبتي وهو الذي خلا

من الشعر مع أصحابه بهم اقتد

ويكره سندي النعال لعجبه

بصرارها زي اليهود فأبعد

وسر حافيا أو حاذيا وامش واركبن

تمعدد واخشوشن ولا تتعود

ويكره في المشي المطيطا ونحوها

مظنة كبر غير في حرب جحد

ويكره لبس الأزر والخف قائما

كذاك التصاق اثنين عريا بمرقد

وثنتين وافرق في المضاجع بينهم

لو إخوة بعد عشر تسدد

ويكره نوم المرء من قبل غسله

من الدهن والألبان للفم واليد

ونومك بعد الفجر والعصر أو على

قفاك ورفع الرجل فوق اختها امدد

ويكره نوم فوق سطح ولم يحط

عليه بتحجير لخوف من الردي

ويكره بين الظل والحر جلسة

ونوم على وجه الفتى المتمدد

وقل في انتباه والصباح وفي المسا

ونوم من المروي ماشئت ترشد

ويحسن عند النوم نفض فراشه

ونوم على اليمنى وكحل بإثمد

فخذ لك من نصحي أخي وصية

وكن حازما واحضر بقلب مؤبد

ولا تنكحن إن كنت شيخا فتية

تعش في ضرار العيش أو ترض بالردي

ولا تنكحن من نسم فوقك رتبة

تكن أبدا في حكمها في تنكد

ولا ترغبن في مالها وأثاثها

إذا كنت ذا فقر تذل وتضهد

ولا تسكنن في دارها عند أهلها

تسمع إذن أنواع من متعدد

فلا خير فيمن كان في فضل عرسه

يروح على هون إليها ويغتدي

ولا تنكرن بذل اليسير تنكدا

وسامح تنل أجرا وحسن التودد

ولا تسألن عما عهدت وغض عن

عوار إذا لم يذمم الشرع ترشد

وكن حافظا أن النساء ودائع

عوان لدينا احفظ وصية مرشد

ولا تكثر الإنكار ترمى بتهمة

ولا ترفعن السوط عن كل معتدي

ولا تطمعن في أن تقيم اعواججها

فما هي إلا مثل ضلع مردد

وسكنى الفتى في غرفة فوق سكة

تؤول إلى تهمى البري المشدد

وإياك يا هذا وروضة دمنة

سترجع عن قرب إلى أصلها الردي

ولا تنكحن في الفقر إلا ضرورة

ولذ بوجا الصوم تهد وتهتد

وكن عالما أن النسا لعب لنا

فحسن إذا مهما استطعت وجود

وخير النسا من سرت الزوج منظرا

ومن حفظته في مغيب ومشهد

قصيرة ألفاظ قصيرة بيتها

قصيرة طرف العين عن كل أبعد

عليك بذات الدين تظفر بالمنى ال

ودود الولود الأصل ذات التعبد

حسيبة أصل من كرام تفز إذا

بولد كرام والبكارة فاقصد

وواحدة أدنى من العدل فاقتنع

وإن شئت فابلغ أربعا لا تزيد

ومن عف تقوى عن محارم غيره

يعف أهله حقا وإن يزن يفسد

فكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها

وكن في اقتباس العلم طلاع أنجد

ولاتذهبن العمر منك سبهللا

ولا تغبنن في النعمتين بل اجهد

فمن هجر اللذات نال المنى ومن

أكب على اللذات عض على اليد

وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها

وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد

فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا

ولا ترض للنفس النفيسة بالردي

وفي خلوة الإنسان بالعلم أنسه

ويسلم دين المرء عند التوحد

ويسلم من قال وقيل ومن أذى

جليس ومن واش بغيض وحسد

فكن حلس بيت فهو ستر لعورة

وحرز الفتى عن كل غاو ومفسد

وخير جليس المرء كتب تفيده

علوما وآدابا كعقل مؤيد

وخالط إذا خالطت كل موفق

من العلما أهل التقى والتعبد

يفيدك من علم وينهاك عن هوى

فصاحبه تهدى من هداه وترشد

وإياك والهماز إن قمت عنه وال

بذي فإن المرء بالمرء يقتدي

ولا تصحب الحمقى فذو لجهل إن

يرم صلاحا لأمر يا أخا الحزم يفسد

وخير مقام قمت فيه وخصلة

تحليتها ذكر الإله بمسجد

وكف عن العورى لسانك وليكن

دواما بذكر لله يا صاحبي ندي

وحصن عن الفحشا الجوارح كلها

تكن لك في يوم الجزا خير شهد

وحافظ على فعل الفروض بوقتها

وخذ بنصيب في الدجى من تهجد

وناد إذا ما قمت في الليل سامعا

قريبا مجيبا بالفواضل يبتدي

ومد إليه كف فقرك ضارعا

بقلب منيب وادع تعط وتسعد

ولا تسأمن العلم واسهر لنيله

بلا ضجر تحمد سرى الليل في غد

ولا تطلبن العلم للمال والريا

فإن ملاك الأمر في حسن مقصد

وكن عاملاب العلم فيما استطعته

ليهدى بك المرء الذي بك يقتدي

وكن صابرا بالفقر وادرع الرضا

بما قلب الرحمن واشكره تحمد

فما العز إلا في القناعة والرضا

بأدنى كفاف حاصل والتزهد

فمن لم يقنعه الكفاف فما إلى

رضاه سبيل فاقتنع وتقصد

فمن يتغنى يغنه الله والغنى

غنى النفس لا عن كثرة المتعدد

وإياك والإعجاب والكبر تحظ بال

سعادة في الدارين فارشد وأرشد

وها قد بذلت النصح جهدي وإنني

مقر بتقصيري وبالله أهتدي

تقضت بحمد الله ليست ذميمة

ولكنها كالدر في عقد خرد

يحير لها القلب اللبيب وعارف

كريمان إن جالا بفكر منضد

فما روضة حفت بنور ربيعها

بسلسالها العذب لزلال المبرد

بأحسن من أبياتها ومسائل

أحاطت بها يوما بغير تردد

فخذها بدرس ليس بالنوم تدركن

لأهل النهى والفضل في كل مشهد

وقد كملت والحمد لله وحده

على كل حال دائما لم يصدد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الجهد