الاثنين، يناير 22، 2007

كان لي صديق -1

يبدأ اليوم الساعة الرابعة عصرا عندما تنكسر حرارة الشمس وأتوجه إلى منزل صديقي مشيا أو أجلس أنتظره ليأتي ليبدأ اليوم بالتسكع في الشوارع والمناقشة في كافة مواضيع الحياة وحتى الساعة الثانية صباحا نكتب الشعر والقصص القصيرة ونقرأ كافة أنواع الأدب ونحتقر العالم فعلا نحتقر كافة المخلوقين ونرى نفسينا أذكى وأرقى منهم جميعا (مش فاكر ليه) وكان هذا رأيي فيه وهو نفس رأيه في كان عندما يسافر تتعطل حياتي تماما حتى أنني قلت فيه شعرا
سأقتل نفسي إلى أن تعود...
كنا نتشارك النظرة التشاؤمية للعالم وأننا لا نصل إلى ما نستحق أو مانتمنى
ماذا ننتظر وأيدينا اقصر من ان تلمس ما نبصر
أعيينا أقصر من أن تبصر مانسمع
كنا نقول....
طبعا الحال لم يستمر على ذلك سوى خمس سنوات نعم من أول المراهقة وحتى تغيرت الاهتمامات لن أقول كيف ولكنه مشهد تكرر كثيرا لاحقا أن أصادق انسانا وتفرق بيننا الاهتمامات أو الزمان أو البيئة
أنا متأثر جدا بقول الله عز وجل "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون" رد بقوله اشمعنى دي يعني فيه آيات مؤثرة كثير وهو مستغرب حالي وتسربت نظرتي الاستعلائية التي تعلمناها سويا إلى نظرتي إليه ونظرته إلي (مش مشكلة) أنا اصبح عندي أصحاب كثيرون غيره يشاطرونني الاهتمامات وهو كذلك أصبح له أصحاب غيري وسارت الحياة وفي كل مرة أكتسب صديقا وأفارقه يحدث عندي هذا الألم النفسي أنا مقصر في حق فلان وفلان وفي مرة قابلت أحد الأصدقاء الأكبر سنا فقال لي أنه عاد من السعودية ولم يجد أصدقاء ولكنه لايهمه ذلك ويحس بالاكتفاء النفسي وقال لي إنني عندما أتخطى الثلاثين من عمري لن أحس بمشكلة من هذا الأمر وتعجبت من قوله وفعلا حدث والآن وأحيانا أحس بحنين البحث عن الأصدقاء القدامى وأحيانا أجد بعضهم عن طريق الانترنت أو أقابله في الشارع أو أقابل من يعرفه ونتبادل أرقام المحمول ولا يحصل أن نتواصل وقد نرسل رسائل في العيد ولكني لا أجد الوقت لكي أقوم بواجب الصداقة والآن وانا في الأربعين أحس بمتعة أن تعيش بلا أصدقاء ألا تحتاج إلى أحد ومن يحتاجك يجدك وفيا مخلصا تقوم بالواجب إلى أن تنتهي مهمتك معه وتنسحب بغير جزاء ولا شكور أصبحت لا أتعجب إذا اتصل أحدهم لحاجة وفجأة اختفى مشكورا بعد انقضائها. شكرا له أنه لم يمثل عبء الصداقة الدائمة بكافة حقوقها وواجباتها ولم يحرمني من تذكره إياي وقت الحاجة وحسن ظنه بي لا أحزن فعلا من ذلك بل أسعد.
وجدت الأسبوع الماضي أن صديقي هذا قد أخذ منصبا مؤثرا في إحدى القنوات الفضائية وأنه يوجه إلى حد كبير سياستها الإخبارية والتي بدورها توجه الكثيرين في أنحاء العالم ورأيت صورته (ياه هو أنا عجوز كده) طيب عايز إيميله أو تليفونه بعد 19 سنة من حادثة الآية المذكورة طبعا أريد أن أتعرف عليه لأنه مشهور وكنت سعيدا جدا عندما رأيته يغطي أخبار العراق لإحدى القنوات (شوفوا ده زميلي) والحقيقة أنه لم يعد زميلي من 19 سنة وهذا هو ما يحدث دائما نرجع إلى الصداقات القديمة وننبشها إذا كانت مفيدة حتى لو كانت الفائدة هي تلك فقط : إن هذا الشخص المشهور كان زميلي

يوجد ملحق

هناك تعليق واحد:

عصفور المدينة يقول...

أغضب هذا الكلام أصدقاء ولمس جانبا واقعيا عند أصدقاء آخرين واعتقادي أنه لامس جانبا واقعيا عند الجميع من ينكر ما أردت أن أقرره هنا؟
- فترة المراهقة صداقات عابرة واختياراتها على أساس غير صحيح
- عناصر استمرار الصداقة غالبا غير صحيحة
- نحرص على صداقة المهمين
- الصداقة عبء وله حقوق وواجبات
- أنت تعرف أصدقاء كثيرين يأتون وقت الحاجة ثم يختفون
- الاكتفاء الذاتي والغنى عن الناس متعة

الخ هذه المعاني