حول مقولة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
هل المقولة دي خاصة بالآراء والاجتهادات ولا كمان عن الدين
يعني هل ممكن احتمال أن يكون ديننا صواب يحتمل الخطأ؟
نقلت في التدوينة السابقة كلام عن العلماء إن طبعا لا ينطبق هذا الكلام على الدين ولا حتى على مسائل العقيدة
ولكنه ينطبق على مسائل الاجتهاد لأن المجتهد ممكن يخطيء وممكن يصيب في حالة إذا أصاب بيكون له أجرين وإذا أخطأ بيكون له أجر واحد
ولكن في مسألة العقيدة يجب علينا نقول " الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا
العلماء ومنهم الأئمة الأربعة دايما يراعوا المخالف ورأي المخالف في مسائل الرأي
حاولت أوضح إن الشرع (القرآن والسنة) ورد فيهم كلمات شديدة ومثل الضلال والكفر والشرك والخلود في النار والضلال المبين وإن فيه فريق في الجنة وفريق في السعير خالدين فيها.
وبرضه فيه اصطلاح "الخطأ" و"النسيان " و "الغل " اللي ممكن يكون بين المؤمنين أحيانا نتيجة الخلاف.
فمش معنى ان نكون منصفين أن نلغي هذه الاصطلاحات اللي ربنا قالها ورسوله صلى الله عليه وسلم لأننا كدة حنلغي أحكام مرتبطة بهذه الأوصاف.
الفريق اللي في الجنة (المؤمنين) قسمين وكلهم طلبوا الحق واجتهدوا في الوصول إليه مصيب له أجران ومخطيء له أجر واحد.
حتى في مسائل الاجتهاد والرأي الإنسان يجب عليه إنه يعتقد إن رأيه صح ويتمسك بيه ويجتهد في إثباته والتأكد من صحته. بالأدلة والبراهين والدعوة إليه.
وإذا تبين له بالدليل أن رأيه أو الرأي اللي بيتبعه خطأ في أي لحظة لا يتردد في الأخذ بالرأي الآخر اللي هو كان خطأ وطلع إنه صواب بعد ما الأدلة ظهرت.
وده كله مع البعد عن التعصب المذموم وبرضه مع التزام أدب الحوار مع المخالفين وإعطائهم حقوق الأخوة الإيمانية ويتعاون معاهم على البر والتقوى.ده كله مع المؤمنين
أما أنه يعذر أهل ما يسمى بالديانات الأخرى في اعتقادهم الباطل فكدة هو ماعندهوش عقيدة لأن العقيدة عقد القلب على الشيء
لو فرضنا إن الإنسان عذر أهل الأديان الأخرى واعتقد إن احتمال يطلعوا هما صح واحنا غلط ولم يثق بدينه أنه الحق
إزاي يدافع عن دينه وإزاي يدعو إليه وإزاي يجاهد في سبيل نشره وإزاي ممكن يقع عليه ابتلاء في دينه ويصبر إذا كان كله زي بعضه ويمكن يطلعوا هما صح.أو حتى قال ماليش دعوة أمرهم إلى الله. طب وليه ربنا تكلم عنهم في كل هذا الكم من النصوص عشان نقول مالناش دعوة؟
وإزاي يحب المؤمنين ويواليهم دون الكافرين وإزاي يسأل ربنا الجنة ويحسن الظن بربنا إذا كان احتمال ما يدخلهاش ويطلع
بيضيع وقته مع دين صواب يحتمل الخطأ؟
والمسلم الحق متوازن يستطيع قلبه أن يجمع عبادات متنوعة قد يراها ناقص الإيمان صعبة
يستطيع أن يفرح بالعيد ويتذكر هموم المسلمين في نفس الوقت يستطيع أن يخاف من النار ويتلذذ بنعم الدنيا
يستطيع أن يكره الكافرين ويبرهم ويقسط إليهم مالم يحاربوه في دينه
وكما ذكر ربنا البر والإقساط مع الكافرين غير المحاربين وأمرنا به وذكر أيضا الموالاةونهانا عنه فده بيؤكد إن احنا لازم نفهم الفرق بين الاصطلاحين دول
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون
والمسلم يحب الله ويحب من يحبهم الله ويبغض من يبغضهم الله ويسخط عليهم الله ولا ينتصر لنفسه وعصبية وإنما ينتصر لله ولذلك ربنا عندما يتكلم في مسألة موالاة الكافرين يذكرنا إنهم اعداؤه
"لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء"
وبيخبرنا بأشياء احنا ما نعرفهاش قلبية عندهم واحنا بنؤمن بيه سبحانه ونصدقه
زي مثلا
"وودوا لو تكفرون" مين يقدر يقول لأ للآية دي انت تقدر تقول ده هم بيعاملونا كويس وهو سبحانه في المقابل أمرنا نعاملهم كويس حد يقدر ينكر دي
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" الرضى ده حاجة قلبية ربنا بس اللي يعرفها أخبرنا بيها ومن أصدق من الله حديثا.
ربنا سبحانه بيحب المؤمنين حتى العاصين منهم ويفتح لهم باب التوبة ويفرح بتوبتهم لأنهم معاهم أصل الإيمان معاهم التوحيد حتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه" اتعذب دخل النار بذنوبه ولكنه مآله إلى الجنة بالتوحيد.
ويكره الكافرين ويقول "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار"
"ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم"
المسلم يحب الله سبحانه ورسوله أحب إليه مما سواهما أكثر من أي حاجة سواهما حتى نفسه
يعني لو إنسان أحسن إليك وهو يسيء إلى ربك ؟؟؟
بلاش دي لو واحد جارك علاقتك بيه كويسة وهو يؤذي أولادك وزوجتك ويعاملك معاملة حسنة ويسلم عليك وياخدك بالحضن ينفع تقول أنا ماليش دعوة هما يصرفوا نفسهم معاه المهم بيعاملني كويس ؟؟؟ لو بتحبهم تغار عليهم وتدافع عنهم
فيه أحكام كتير في الدنيا بتترتب على البراءة من الكافرين وعدم موالاتهم واتكلمنا باستفاضة في التعليقات إن احنا لا نحكم على الكافرين الذين ماتوا أنهم في النار أو الجنة لسبب بسيط إن احنا ما نعرفش إنهم ماتوا على الكفر ولا لأ بس ده مش معناه إن احنا نتوقف خالص ونقول مالناش دعوة أمرهم إلى الله
ليه؟ زي ماقلت فيه عبادات مطلوبة مننا مترتبة على كدة
وفي نفس الوقت المسلمين اللي هم بيشهدوا شهادة التوحيد ما نقدرش نقول عليهم في الجنة ده طبعا لو اتكلمنا على شخص معين نقول فلان شهيد أو فلان في الجنة ولكن نرجو له الخير وأمره إلى الله وفيه فرق ضالة قالت عن المسلمين إحنا ما نعرفش هما مؤمنين ولا لأ ونتوقف في شأنهم وبالتالي المسائل تدخل في بعضيها وما تبقاش عارف مين المؤمن ومين الكافر..
وبالتالي نعطل أحكام كثيرة من الشرع ونعيش بس ناكل ونشرب ونصاحب اللي يصاحبنا ونكره عشان أمور الدنيا
ونحب الظريف اللطيف اللي دمه خفيف ونكره المكشر المبهدل في هدومه حتى لو كان مؤمن
وتضيع عرى الإيمان ويتبقى لنا صلاة في المسجد أو حتى من غير مسجد عشان احنا مش عارفين اللي في المسجد دول مسلمين ولا لأ وحتى بقية العبادات اللي فيها تعاون على البر والتقوى تضيع.
ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون