الخميس، ديسمبر 16، 2010

لا تفتحه

تأملت كثيرا في حياتي وحياة الناس فوجدت لحظات في حياتنا تكون فاصلة ولها ما بعدها هذه اللحظات ليست كغيرها من اللحظات لا أقول إنها نقاط تحول في حياة الإنسان بل هي المفتاح لنقاط التحول ولا يكون الإنسان حينها يعرف تماما أنها سوف تكون نقطة تحول ربما ولكن المتعقل يراها عيانا أنها سوف تفتح بابا مغلقا ربما باب خير أو باب شر
ولكن المشاهد في تلك الأحوال أنها تكون ككرة الثلج المنحدرة أو قل كرة النار أحيانا كثيرة

وكما نعلم فإن كل شر أو كل خير تكون له مرة أولى ..
ما أريد الإلحاح عليه أنه في تلك المرة الأولى لكل فعل فإنك تحتاج إلى مزيد من التركيز والتوقف هل هذه اللحظة هي من تلك اللحظات التي يكون لها ما بعدها أو قل يتبعها ما بعدها حينها ستحتاج إلى قدر كبير من التركيز لأنك سوف تكون أمام باب سوف تفتحه وتدخله ولن تستطيع إغلاقه أو الرجوع فسل نفسك هل فعلا أنت تريد أن تسلك ذلك الباب ومابعده.
إذا تأملت أمثال تلك اللحظات في حياتك أو حياة من حولك فربما تذكرت بعضها تتمنى لو لم تفتح ذلك الباب.. وربما أصابك الحزن وإذا حدث ذلك فاعلم أن لحظة الحزن -أو سمها ندما- هذه هي فرصتك التي ربما تعيدك إلى ما قبل دخولك ذلك الباب فاستمسك بها ولا تفوتها.
وإذا نظرت إلى من حولك ستراهم يفتحون أبوابا بالليل والنهار وسترى بعضهم محصورا لا يستطيع الخروج وعندها استصحب مع حمدك لله حذرا من مثل لحظته الفاصلة التي كانت تفصل بينه وبين فتح ذلك الباب.
وإذا نظرت لمستقبلك فسترى أن أمامك كثيرا من تلك اللحظات لابد أن تستعد لها باستقراء الخيارات والاحتمالات وحسن الاختيار المسبق وآخرها بل وأهمها لحظة الموت.

وقل لنفسك قبل كل باب ترى أن مابعده شر:
لا تفتحيه مهما كان الداعي من فضول كبيرا ليس فتح ذلك الباب حدثا عابرا يمر وننساه بل ان نفتحه نلجه وقد -بل وسوف- لا نستطيع الخروج
لا تفتحيه فإن وراءه ألف باب وباب مثله وشر منه.
 سنجلس هناك نتمنى لو لم نفتحه وتقولين لم يخبرون فها أنا ذا أحذرك فلا تفتحيه
لا تفتحيه فإن خلفه كلاليب تخطف الافئدة من مكانها ولا تردها بغير نزيف بل ربما لا تردها
تحسسي السمع جيدا فسوف تسمعين آهات  المسجونين خلفه وترين آثار أقدام الفارين وسترين أنهم لم يخرجوا بالحال التي دخلوا بها
لا تفتحيه مهما كنت لا تجدين بابا غيره فالموت خارجه ليس كالموت داخله
لا تفتحيه بل اجهدي ان تغلقيه على غيرك ممن تحيروا في قرار الدخول.

وفي الحديث الصحيح عن النواس بن سمعان رضي الله عنه:

ضرب الله تعالى مثلا صراطا مستقيما ، وعلى جنبتي الصراط سوران ، فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ! ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط ، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ، فالصراط الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ، والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم