الأربعاء، فبراير 28، 2007

بحبك يا مسكين

أيها المسكين
ولدت معذبا وعشت معذبا
لم تعمل وكلما طرقت بابا للعمل فتح لك ثم سرعان ما أغلق حتى فتحته كانت صغيرة
لم تدفع ضرائب ولا رسوم
لم تدفع الضرائب العقارية
ولا تجديد السيارة في المرور ولا المخالفات
لم تعبر بوابة الطريق الصحراوي ولا تسمع عنها
لم تدفع رسوم النظافة ولا فواتير التليفونات ولا كهرباء المكيفات
لم تمسك ريموت تقلب القنوات
لم تبدل أجهزة المحمول ولم تشتر كروت الشحن ولا حتى الفواتير
لم تتذوق كنتاكي ولا بيتزا هت ولم تلبس نظارات كاريرا ولا أحذية أديدس ولم تضع العطور الفرنسية ولا حتى المحلية
لم تستمتع بعرض 2 عليهم واحد ولا 4 بسعر 3
لم تذهب إلى الأطباء .. طبيبك الصيدلي .. بل رب الصيدلي
قضيت عمرك هاربا من شرطة المرافق بما تستطيع حمله من بضاعتك
لا تعرف الانترنت حتى تقرأ كلمة أحبك التي كتبتها هنا بل لا تعرف القراءة أصلا

أكلت البلهارسيا كبدك وأكلك السرطان ورجعت إلى مولاك مبتسما صابرا مبتهلا "الحمد لله"

أحب هؤلاء جميعا :

الباعة الجائلين وماسحي الأحذية وحراس العمارات وعساكر المرور الطيبين والمرضى في معاهد الأورام والمستشفيات الجامعية والأرامل المعدمات واليتامى وباختصار أحب المساكين المنكسرة قلوبهم.

أحب بائع الفشار المصاب بفشل كلوي ذا الخمسة الأبناء مرضى بالقلب وأحدهم معاق وآخر بمرض في المخ،

أحب هذه الأرملة المريضة بالقلب والسكر ولا دخل لها وولدها المريض بالقلب وابنتها المريضة بالسرطان

أحب هذه البنت المريضة بالقلب والأنيميا وأخويها المتخلفين عقليا

أحب هذه الأسرة : زوجة مريضة بمرض في المخ شبه عمياء وزوج صبي منجد وابنتهم المصابة بفيروس الكبد.

وغيرهم وغيرهم ....................

أحب هؤلاء الراضين بالقضاء والقدر المبتسمين رغم الفقر والمرض والمصائب الذين ليس لديهم مايحزنون لفقده ولايجزعون من ذكر الموت


اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين
اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين

الأحد، فبراير 25، 2007

عبد الكريم نبيل سليمان أو كريم عامر

في كل مرة يحدث حدث فيه اعتداء على الإسلام أفكر أن من يصنعون حجما للفعل هم أصحاب رد الفعل
ولا تحسب أني هنا أطالب بترك الدفاع عن الإسلام ومناظرة خصومه أو حتى مشوهي صورته من أبنائه والمنتسبين إليه ولكن أرى أن ذلك لابد أن يتم في إطار التوازن بين مصلحة الدفاع وما نجنيه من ورائها من إفحام الخصوم أو تحسين صورة الدين إلى آخر المنافع التي يجب أن تدرس في كل حالة بحالتها وموازنة ذلك مع مفسدة إشهار قول المعتدي ورفعة شأنه وتجريء من يبطنون مثل ما أظهر على إظهار باطلهم والمجاهرة به واصطياد مناسبة للإعلان بكفرهم ونفاقهم
"ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" والآية لها مناسبة هنا حيث أنك مطلوب أن ترد بالقدر الذي لا يزيد من مفسدة سبهم.
ومن المنطلق المذكور أعلاه لم أكن لأكتب عن هذا المذكور اسمه في العنوان ولسبب آخر أن في كثير من الأحيان قد تؤول الأمور لغير ما بدأت به يعني ممكن أفاجأ بعد فرحتي وفرحتكم بإخماد صوت الساب للإسلام (بل والملل كلها) أن الأمور آلت إلى فرج بالنسبة له وعادت المياه لمجاريها بل وربما يرتفع شأنه ويصير من أهل الحراسات كي لا يعتدى على حريته.
وأيضا أنا قد شرطت على نفسي في المدونة ألا أتكلم في السياسة ولا حقوق الإنسان ولا حقوق المرأة ولا حقوق من ليس لهم حق الحياة حتى مثل حالتنا هذه.
وبغض النظر ععن ارتباط قضيته بموضوع التدوين من عدمها فالتدوين كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح وليس من أجل صيانة حمى التدوين يحق لكل من دافع عنه أن يدافع وإلا لو كان كلامه كلام شفوي لحق له ذلك لكي لا يعتدى على حرية الكلام

سأحتكم في تقييم الموقف إلى مباديء المتهم نفسه أي أنه يحاكم هنا إلى مبادئه هو.
طبعا من يريد أن يتقيأ ويعرف عظم جريمته فيمكنه العثور على براز كلماته في الكثير من المواقع

قال أحد زاروه :
سألني كريم عن ضخامة الحمله في الخارج ووصف ذلك بأهم ما في الامر .. في الحقيقه فقدت تعاطفي معه شخصيا و ان كنت على تأييدي لحقه في اخراج مايريد
وقد علق أكثر من شخص في مدونات متعددة أنه يريد أن يسافر للخارج بل وقال بعضهم أنه يفعل ذلك بغرض الوصول للاتحاد الأوربي وتذكرت بعض اللصوص الذين يسرقون ويقضوا في السجن فترة ليخرجوا يستمتعوا بحصيلة سرقتهم وله ذلك بل وسوف يطمئن عليه الصليب الأحمر والصليب الأسود وكل ألوان الصليب كل حين خلال الأربع سنين المذكورة وسيقضيها بكافة حقوقه نظرا لأن العين عليه (عيني عليه باردة ومطمئن أنه لن يناله شر ما سوى السجن المجرد ومجرد دي على وزن مؤبد بس حاجة غيرها.
- هو حوكم بموجب قانونه الذي طالب بمحاربة رموز الإرهاب الفكري
ولا يقصد بذلك رموز محاكم التفتيش ولا أفعال الكاثوليك ضد الأرثوذكس ولا الرومان ضد الأقباط بل يقول ذلك عن نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته سفاكي الدماء وذكر بعضهم بالاسم. حسبنا الله
هو يطالب بعدم استخدام الرأفة مع مخالفيه
وما فعله معه الأمن المصرى كان عين الصواب لأن الأثار السيئة التى نتجت عن نشاطاته المشبوهة تلك لا يمكن تداركها مع الزمن وسوف تساهم فى زيادة الفجوة بين المواطنين فى مصر المتسعة أساسا بفعل الغزو الهمجى للفكر الإسلامى ( بالمناسبة ليس هناك فكر إسلامى معتدل )

ولن أعدد كفرياته ولكن الدرس المستفاد لي من الموضوع هو ما قلته أولا
- كونه منبوذ ولا أحد يحبه وأن الحكومة استضعفته حجة واهية يلقيها الشيطان لتبرير الدفاع عنه بدعوى التحرر الفكري
- ادعاء أن هذا الموضوع يستخدم للفت الانتباه عن مواضيع أخرى أو تحسين صورة مردود عليه بأنه يجب أن يقال للمحسن أحسنت فيما أحسن فيه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة عن الشيطان صدقك وهو كذوب ,ايضا همومنا كثيرة أكثر من أن يصرف شيء صغير عن شيء كبير. وليس موضوع هذا الولد ذي ال 22 خريفا ما يشغلنا عن باقي همومنا الكبار.
- وهذا يعلمني أيضا أنني يجب أن أتصرف طبقا لمنطلقاتي ولا أتخلى عنها من أجل الآخر لأن الآخر لا يطبق نفس المعايير لا أدب ولا احترام ولا تعددية ولا ولا فإذن منطلقاتنا هي المهيمنة وهي التي تحكم تصرفاتنا ولا يجب علينا التخلي عن شيء من أجل تحسين صورتنا وهذا لا يعني أنني أدعو إلى العنف ولكن أقول الالتزام بثوابتنا لأن الأمور تؤول في النهاية إلى حب من طرف واحد.
- أما الذين كانوا يقولون نطالب بالعدالة لكريم فهو فعلا أخذ العدالة ولم يظلم ولم يحبس احتياطيا لأجل غير مسمى وحوسب بالقوانين ولم يحاسب بدون قوانين.
- لم أجد من المدونين من تعاطف مع مبادئه ومع ذلك يقولون علشان حرية الرأي وأشياء أنا لا أفهمها ولا يستطيع إنسان بفطرته الصحيحة أن يتكيف معها حتى المذكور نفسه وهم يجدون صعوبة حتى في صياغتها ولا يستطيعون الإقناع بها.
- سينسى كل كلب عوى وتبقى الحجارة في جعبتي ربما أحتاجها مر بنا هذا الموقف كثيرا ولكن عالم التدوين هو ما أعطاه صدى
- أين نصر أبو زيد ونوال السعداوي فرج فودة وسلمان رشدي بل أين أصحاب الرسوم بل أين أبرهة

السبت، فبراير 24، 2007

كسرت نظارتي

شجون وهموم وكآبة متنوعة الأشكال
الليلة وأثناء برنامج المشي اليومي حيث فاتني المشي صباحا وقعت عدسة نظارتي منكسرة نصفين وقد حاولت هي من قبل أن ترتكب جريمة الانتحار هذه عدة مرات وفشلت ولكنها نجحت هذه المرة
الحمد لله كسرت في مكان قريب من طبيب عيون صعدت لأعمل كشفا
أصعب شيء في الكشف هو ذلك الاختبار اختبار الفتحات وأنا تعودت أن أجيب عليه بطريقة فريدة أحاول أن أفهم الطبيب أن هناك فرق بين أن أعرف اتجاه الفتحة وبين أن أراه فعلا وكان معه طبيبة صغيرة يعلمها في وانتهزت المناسبة لأوصل فكرتي العتيقة عن كشف النظارة فلما رأيتهم لا يعيرون الكلمة انتباها قلت بصوت عالي "إنهم لا يسمعونني" فضحكوا فأكدت فكرتي فرق بين أن أقول فوق تحت وبين أكون أرى الشيء فعلا واضحا
المزيد من الأسئلة الصعبة هل هكذا أحسن أم هكذا؟

المهم مرت....وسأتسلمها غدا إن شاء الله.
كلما كسرت نظارتي أفكر هذه الأفكار
- لماذا دائما تلجأ إلى النظارة الاحتياطية لتأخذ منها المسامير وقطع الغيار أين هي الآن بعدما تفككت؟
- هل الحلول المتوفرة في نظام التشغيل الموجهة لضعاف البصر كافية؟ الحقيقة إنها غير مجدية ناهيك عن أن تكون كافية والدليل ما الله أعلم به من أخطاء مطبعية في هذا المقال.
- أتذكر ذلك الرجل السعودي والذي كان مؤذن مسجد أصلي فيه كنت أحب الصلاة بجواره وكان عمره 92 عاما وكان ذلك عام 1992 اللهم احفظه و ارحمه حيا أو ميتا تعرف علي يوما وقال لي أريد أن أنصحك نصيحة اترك النظارات مالك بهن اتركهن إلخ تعبيراته التي كانت أقرب شيء للغة العربية الفصحى التي في الكتب بخلاف لهجة هذه الأيام . وقال لي إنه يكره النظارات وأن أولاده حاولوا منذ 30 سنة معه وأحضروا له المختص في المنزل ليقوم بعمل نظاره وأصر وأبى كان هؤلاء الرجال يكرهون المدنية الحديثة ويحبون حياتهم السابقة بدون أزرار بل إنه كان يستخدم الميكروفون في الأذان مضطرا وكان كلما رآني لامني على لبسها حتى اضطررت لإخفائها منه أحيانا. كان أحيانا يقرأ علي بعض السور من حفظه ولا مرة أخطأ أحسن الله إليه.

- أبحث في الانترنت عن موضوع تصحيح الإبصار وجدواه ثم بعد انتهاء الأزمة أتذكر كم هم الأطباء الذين أعرفهم من أطباء العيون
يلبسون النظارات ولا يعملون تصحيح إبصار

========================
تكملة الموضوع :
- النظارة الجديدة كانت غير مريحة مشكلة ليست من نوع نظارة جديدة لم أتعود عليها ولكن إحساسي يقول إنها من نوع خطأ الطبيب أو خطأ التنفيذ
- الطبيب دكتوراة من كندا رأيتها بعيني معلقة على الحائط وكله تمام ومدرس بكلية الطب
- مررت عليه قال إن المقاس مظبوط وأنني سوف أتعود عليه بعد أسبوعين......هممممم
- بحثت عن الكشف السابق لم أجده عدت إلى مفكرة عام 2004 وجدت أرقام القياس السابق في "مدونتي الحقيقية"
- نقلت الكشف بخط يدي وقارنته الفروق كثيرة بينه وبين الحالي هل نظري اختلف هكذا إذن لا تفكر مطلقا في التصحيح حيث أني علمت أنهم يشترطون ثبات النظر اربع سنوات
- أمامي عدة خيارات أكشف كشف جديد ؟ أجدد النظارة على المقاس القديم ؟ أعمل نفسي مش واخد بالي؟
- وكان القرار هو الكشف الجديد في مستشفى رخيص كنوع من المقارنة وقد كان واتضح فعلا أن القياس خطأ وأن القياس الصحيح قريب من 2004 بحكم السن واقتراب الأربعين بأيام.
المهم ضاع كشف الطبيب الأول وضاعت تكلفة العدسات الخطأ وضاع الوقت بالإضافة للصداع وعدم التركيز في العمل لمدة يومين
- والخلاصة أنا مستاء من الطبيب المخطيء ليس لخطئه ولكن لإصراره على الخطأ أو ربما عدم إعتباره وجود احتمال للخطأ أساسا

الجمعة، فبراير 23، 2007

الزرار

الزرار المقصود هو المفتاح مثل مفتاح الإضاءة أو مفتاح تشغيل الحاسب ..الخ والذي بمجرد ضغطة عليه يتم التشغيل.
وقد تعودت خلال الفترة الماضية ومن بعد نزول وزني أن يسألني كل من يقابلني أول مرة سؤال : عملت إيه خسيت إزاي؟ وقد تعودت على إجابة واحدة لا يوجد زرار واحد للتخسيس وللعلم هذه المقالة ليست عن التخسيس ولكن موضوع التنحيف هذا مثال من الأمثلة التي تعودت فيما بعدد أن أستخدم كلمة زرار فيها
لاحظ الظواهر الآتية وهي أمثلة فقط:
- الموضوع المذكور موضوع التنحيف وكيف أن فكرتنا عنه أنه يكون عن طريق
  • علاج أو حبوب نحافة
  • أعشاب للنحافة
  • الردة
  • خل التفاح
  • شرب ماء دافيء على الريق
  • والذي عنده عزيمة قد يجازف باتباع نظام رجيم (وكما قيل الرجيم من الشيطان الرجيم) ولفترة محدودة يتوقع بعدها أن يتخلص نهائيا من مشكلة السمنة
  • جهاز رياضي أو جهاز تنحيف تستخدمه عشر دقائق يوميا
//نصفها تخسيس ومع ذلك أزعم أنها ليست عن التخسيس :)
- حاجتنا إلى الله سبحانه وتعالى في أي أمر ودعاءنا له ثم نقول كما في الحديث "قد دعوت ولم يستجب لي"
- قد نحتاج لتعلم موضوع ما أو البحث في موضوع ما فنشتري أو نقتني بشكل أو آخر كم كبير من المواد حول الموضوع ونقرأ جزء من الكتاب قد لا يتجاوز الباب الأول أحيانا.
- كم مرة كتب لك الطبيب دواء وأخذت جرعة أو جرعتين ولم تكمل الجرعة المقررة بواسطة الطبيب؟.
- راجع أيضا تدوينة الإنس والجن والأحلام وكيف يلجأ بعض الناس في تعليق المشاكل على بعض أوهام يتوهمونها
وذلك هربا من التحليل الحقيقي للمشاكل وأنها ليست حصيلة زرار تم الضغط عليه بواسطة ساحر أو نظرة حسود.
والأمثلة كثيرة قد أضيف غيرها لاحقا ولكن أعتقد أنه قد اتضح ما أرمي إليه بمفهوم الزرار والتي سأتجاسر وأسميها "نظرية الزرار" بل ويوجد نظريات أعقد منها مثل "نظرية الريموت كنترول" وهي التطور الطبيعي للزرار.
ما أرمي إليه هو أننا تعودنا أن نفكر في المشاكل بطريقة سطحية تسطح الموضوع وتريح ضمائرنا مع عدم بذل مجهود إنني ضغطت على الزر ولكن يبدو أن الكهرباء قد انقطعت فالزر لم يؤت مفعوله.
وهذا التفكير الذي أنبه إليه نرتكبه في جانب الحلول وجانب التفكير في أسباب المشاكل والذي دائما هو جزء من الحل.
ما أريد أن أقوله هو فعلا ما قلته أولا: لا يوجد شيء اسمه زرار بالضغط عليه تحل المشاكل كما لا يوجد شيء اسمه زرار بالضغط عليه تتولد المشاكل ونرجع لمثال التخسيس السمنة حصيلة عوامل وتراكمات اللهم إلا إذا كانت سمنة مرضية
وبالتالي حل المشكلة يكون عن طريق خطط وإجراءات وذلك يستلزم وقت وعزيمة ونية صادقة ودراسة أحيانا وتحديد الهدف والجدول الزمني إلى آخر قائمة المواعظ المحفوظة عن التخطيط السليم.
استمع إلى قول الله عز وجل "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن"
هكذا بدون دراسة ولا تفكير يعني أن هذه إهانة له من الله دون محاولة اللجوء إليه والإصرار على معرفة أسباب هذا الابتلاء وتجنبها وووو..
استمع أيضا "وما أرسلنا في قرية من نبي إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون"
أخذهم الله بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فنظروا إلى ذلك على أنه سنة كونية وشيء موروث حصل لآبائهم مثله وصرف من تلقاء نفسه وهكذا حق عليهم عذاب البغتة.
استمع لقول الله عزوجل لمريم "وهزي إليك بجذع النخلة" نفساء ويأمرها أن تهز النخلة وما عسى أن تؤثر النفساء في النخلة ولكن السعي إلى حل المشكلة التي هي فيها والأخذ بالأسباب الصحيحة ومثله فعل هاجر في سعيها بين الصفا والمروة .

أعتقد أنني أعلم سبب هام من أسباب هذه المرض وهو التقنية بشكل عام والحاسب بشكل خاص
- ألعاب الحاسب الآلي وأشباهها تعود الإنسان على وجود ضغطة زر تحل المشكلة.
- أفلام الكرتون ووجود إمكانيات خارقة للأبطال في التأثير عن بعد في أشياء عملاقة وتدميرها أو تحويلها إلى أشياء أخرى أو الطيران وربما إخراج مدفع عملاق من جيبه أو تغلب قزم صغير أو فأر على عملاق أو قط ويمكنك الاستمرار في تعديد ملامح هذه الأسباب لو كنتم ممن يشاهدون الكرتون.
- ناهيك عن الأفلام الأمريكية وتعظيم دور البطل فيها (وقطيعة الأفلام كلها ولكن هذا أكثر في الأفلام الأمريكية).
- الاعتماد بشكل كبير على الأجهزة في حياتنا
- النبض السريع للحياة والذي يجعلنا دائما في عجلة للنتائج.

وبالرغم من ذلك فإنني أدعو إلى العزيمة والمثابرة والتفكير العميق في أسباب وطرق حل المشاكل التي تواجهنا بل والتخطيط الزمني لذلك بشكل واقعي دون المغالاة في البحث عن الزرار أو حتى الريموت اللازم لحل المشكلة أو الذي استخدم في تشغيل القنبلة أقصد المشكلة.

الأربعاء، فبراير 21، 2007

ابن تيمية لماذا نحبه ولماذا يكرهونه

حقيقة الموضوع صعب لأنه ليس مكانه مدونة ولكن مكانه كتاب وقد ألف فيه الكثير من الكتب
مثلا الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية
أنظر هذه المقالة أيضا
سأفعل أولا مثل المؤرخين ومحققي الكتب وأذكر ميلاده رحمه الله ووفاته
ولد رحمه الله سنة 661 ه وتوفي سنة 728 ه في سجن قلعة دمشق.
وكانت جنازته عظيمة أقل ما قيل عن عدد حضورها خمسين ألف
كانت الفترة التي عاش فيها الشيخ رحمه الله هي فترة هجمة المغول على بلاد الإسلام ودخول الخلط بين الدساتير التي يحكمونها على حكم الإسلام وانتشار التصوف والتشيع والخلل العقدي في الأسماء والصفات والجمود الفكري والتقليد المذهبي والجمود فيه.
سأذكر أولا قاعدتين عظيمتين في هذا الأمر (لماذا نحبه ولماذا يكرهونه)
  • الأولى أن الله سبحانه إذا أحب عبدا وضع له القبول في الأرض
  • والقاعدة الثانية أن المعاداة من أصحاب الباطل لأصحاب الحق أمر قدري لابد أن يحدث كما قال ورقة لنبي الله صلى الله عليه وسلم "لم يأت أحد قط بمثل ماجئت به إلا عودي"
قد تسأل من هم المعنيون بقولي "يكرهونه" وقد نكرتهم لأنهم كثيرون كما أن من يحبونه وأحبوه كثيرون ولكن من يبغضونه كثيرون في العدد "وإن تطع أكثر من الأرض يضلوك عن سبيل الله"

كثيرون في الاتجاهات "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"

كانت جنازته رحمه الله شاهدة على ما أعده الله له ونحسبه كذلك وأين جنازة مخالفيه منه
عن عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز حين تمر.
نعم كان هذا في العصور الأولى طبعا الآن يمكن أن تضاهي جنازة أهل الباطل ذلك ولكن مجاملة وليس حبا في الله

بل أين ذكر هؤلاء الفقهاء الأربعة الذين اختاروهم من كل مذهب لكي يقيموا كلامه رحمه الله ويستتيبوه أين هم الآن وأين علمهم في الورى وأين تأثيرهم
بل رفع الله قدره على مر العصور ونشر علمه ونفع به
انظر مثلا لفتواه رحمه الله أن طلاق الثلاث لا يقع إلا طلقة واحدة ومخالفته في ذلك لمقلدي المذاهب ورجوعه إلى أصل النصوص والإجماع عهد أبي بكر أقول أنظر إليهم الآن يأخذون به حتى من يتبعون المذهب الحنفي تقليدا كاملا يأخذون بفتاويه لما فيها من اليسر في هذا الأمر وهذه الفتوى هي في الأمور الفقهية أشد ما أنكروا عليه واستتابوه منها زعما أن فيها إجماعا
أما أشد ما أنكروا عليه في العقائد هو قوله رحمه الله وهو نص الحديث و قول الإمام مالك من قبله أنه لا تشد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة

نعود إلى موضوعنا
- هدفي من الموضوع أن ألفت الانتباه لمعرفة الحق عن هذا الرجل العظيم واقرأ إن شئت كلام خصومه عنه كقولهم "علمه أكبر من عقله" واعلم لماذا يعادونه وستضحك حينئد إذا فهمت كلامهم أما ما قد تراه غير مفهوم فسوف يكون من قبيل قولهم أنه يقول بحلول الحوادث بذات الله تعالي وما إلى ذلك فهذا في سياق ردهم على كلام كثير له رحمه الله في دفاعه عن عقيدة السلف في أسماء الله وصفاته خاطب فيه المتفلسفين بلوازم كلامهم ومنطقهم ولغتهم ومصطلحاتهم مع ارتكانه رحمه الله لنصوص الكتاب والسنة ومذهب السلف في الصفات كما أوضحه مالك رحمه الله بقوله الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فلما قام رحمه الله ورد عليهم بمنطقهم
وأفحمهم كان أن لجئوا إلى العنف الذي يتهمونه به
على طريقة فرعون "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين"
أنظر واضحك لقولهم أنه أنكر جاه النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به : لحصره رحمه الله التوسل إلى الله على ماورد به النص من التوسل إلى الله عز وجل بأسمائه وصفاته ويالعمل الصالح ودعاء الرجل الصالح
يكرهه الشيعة وأشياعهم لأنه حمى حمى التوحيد من التمسح بالأحجار والأشجار والرحيل للمزارات ودافع رحمه الله عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأوضح مذهب الحق وحبنا لآل البيت بدون غلو وحبنا لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين

أحبه لأني قرأت كثيرا مما ألف وكل الذين قرؤوا له يحبونه هذا الحب . قرأته من مصدره جزءا واحدا عدة مرات ولم أقرؤه مجتزئا أو خارج
سياقه
أنا أحبه وحبي له حب في الله وحبي له ليس حب التقليد الأعمى الذي يعمي عن رؤية الحق بل هو من تعلمت منه أن التقليد الأعمى حرام وهو أيضا من تعلمت منه أن أرى الحق الذي عند المخالف ولا يمنعني باطله أن أنظر لما عنده من حق وهو أيضا من تعلمت منه أن أبحث عن الحق في كل مسألة في المسافة الوسطية بين الطرفين .
أحبه لأنه علمني أن العلوم تتكامل و أن آخذ من كل علم قدر استطاعتي ولا أنحصر في تخصص مغلق.
أحبه لأني رأيت فيه ملخص مرحلة من مراحل الإسلام وقف على رأسها مجددا منقيا لها من شوائب ما شابها
أحبه لأني أجد عنده معالجة لكثير من مسائل واقعنا المختلط.
أحبه لأنه تكلم من قلبه رحمه الله فكان كلامه يشبه ان يكون يحاورك ويحيط بما قد تفكر فيه وما حول الموضوع من كل جانب.
أحبه كما قلت لأنه كان يشع قواعد وأصول وليس مجرد أحكام وتفاصيل.
أحبه بقدر ما يبغضه هؤلاء البغضاء جميعا.

الخميس، فبراير 15، 2007

السياق

السياق هو الجو العام أو القرائن والعلامات الذي يحيط بالكلمة أوالعبارة أوالنص أو الحدث.
أو قل هو شيء خارجي يظهر ظروف النص أو الحدث أو مرجعيته أو أهدافه.
موضوع السياق من المواضيع الهامة جدا في حياتنا وكثيرا لا نلتفت لها وأهميته داخله في مجالات متعددة وأنا أكتب هذا الموضوع كي ألفت الانتباه لأهميته .
أولا لابد أن يتضح لنا الفرق بين المعلومة والبيانات : فالبيان هو الرقم أو الكلمة أو الجملة أو التاريخ المجرد الذي تجرد عن سياقه ولا يتحول إلى معلومة إلا بمعرفة "السياق" فلو قلنا مثلا: 6 أكتوبر 1973 قد يكون هذا التاريخ هو تاريخ ميلاد أو تاريخ حرب 1973 يوجد معلومة إضافية أو قرينة توضح المراد بهذه العبارة وهو السياق إذن السياق يحول البيان إلى معلومة وكلما زادت معرفتك بالسياق كلما كان وضوح المعلومة أكثر.
وقد لفت الانتباه في تدوينة سابقة إلى أهمية تسجيل التاريخ مع الأحداث لأنه يعطي الأحداث سياقا تاريخيا يعطيها إيضاحا.
بل إن المعلومة نفسها وليس البيان قد تزداد قيمة إذا زادت تفاصيل ما تعرفه عن سياقها.
خذ مثلا هذه المعلومة : "جهز عثمان رضي الله عنه جيشا من ماله " هذه معلومة وأنت تأخذ منها علما وأثرا تربويا ولكن تزيد قيمة هذه المعلومة عندما تعلم أن هذا الجيش مثلا هو جيش العسرة زادت المعلومة قيمة وإيضاحا.
تطبيقات الاهتمام بالسياق كثيرة وهي في المجال اللغوي والشرعي والدعوي والمنطقي "البرمجي" والمعلوماتي أكثر شيء.
ففي المجال الشرعي مثلا :
وخاصة تفسير القرآن وفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم هو هام جدا ولذلك اهتم العلماء بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وكلا العلمين هو من قبيل معرفة سياق الآيات وكذا ترتيب السور والظروف المحيطة بالأحاديث .
وإذا كان هذا الاهتمام هو ميزة فضده أيضا عيب كبير ومزلقة إلى الهلاك فاجتزاء النصوص الشرعية وفهمها بمعزل عن بعضها دون معرفة سياقها يؤدي إلى فهم ناقص عن عمد أو جهل وهو خطأ يقع فيه الكثيرون وأحيانا يتعمده الكثيرون لأغراض مختلفة أو تأويل خاطيء ومثله أيضا الفصل بين القرآن والسنة أو فهم القرآن بعيدا عن السنة بل وفهم كل النصوص بعيدا عن فهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعين وتابعيهم "خاصة" ومن تبعهم من العلماء عامة وذلك لأن هؤلاء فهموا سياق النصوص عن طريق معرفتهم بالأحداث المحيطة وخاصة الصحابة الذين صحبوا نبينا عليه الصلاة والسلام في كل أحواله.
والعكس بالعكس كلما ازداد معرفة السياق وربط النصوص ببعضها كلما اقتربت من الفهم الشرعي الصحيح بل والحفظ أيضا وهذا من التطبيقات أيضا:
سمع أعرابي رجلا يقرأ آية "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله" قال القاري "والله غفور رحيم" ولفهم الأعرابي للسياق علم أن هذه لا تصلح هنا رغم عدم حفظه للآية وورغم علمه أن الله سبحانه غفور رحيم قطعا ولكن السياق معتبر وهذه الجملة خارج السياق فقال الأعرابي أخطأت فتذكر الرجل الآية وقال "والله عزيز حكيم"
وهذا من تسهيل الحفظ أيضا التركيز على السياق وكثير من العلماء يربطون الحفظ بالتركيز على فهم السياق.
والذين يخرجون النصوص الشرعية عن سياقها لهم أعاجيب.
كاستخدامهم الدائم لآية "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" وهي في المنافقين وعيد لهم.
واستخدامهم لآية "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" أو "وصوركم فأحسن صوركم" إلخ وإخراج النص الشرعي عن سياقه لا يجوز بل وينتج عنه عواقب وخيمة كاستشهادهم بآية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" والتهلكة في سياق الآية القعود عن الجهاد.
وفي مجال المعلوماتية :
موضوع السياق هذا هام جدا لأن البيانات كثيرة ولا تأخذ قيمتها إلا من تحولها إلى معلومات بإضافة المزيد من التوصيف لها خذ مثلا رقم كارت صرف وهم يعتبرونه من أشد البيانات حساسية هذا الرقم لا يأخذ قيمته إلا بمعرفة أولا أنه رقم كارت صرف وهذا بيان إضافي وأيضا لابد من معرفة تاريخ الانتهاء واسم الشخص فإذا فصلت هذه البيانات عن بعضها فقدت قيمتها وإذا انضمت لبعضها تحولت إلى معلومة.
والاستفادة من هذا الأمر تكون بالتركيز عليه سلبا أو إيجابا حسب الرغبة.
طبعا في مجال الشرع واللغة لابد من التركيز عليه إيجابا بمعنى الاهتمام بمعرفة السياق وإيضاحه.
وفي مجال تعلم اللغات الأجنبية هذا الأمر هام جدا. إن كثيرا من الأصدقاء يشتكون من صعوبة تعلم المحادثة بلغة أجنبية والحقيقة أن هذا يزيد بالاهتمام بالسياق إنك إذا شاهدت مثلا إنسان يتكلم بلغة أجنبية ولا تعلم سياق الحديث قد لا تفهم كثيرا منه وهذا قد يحدث حتى لو سمعت حديث بلغتك أنت إن كثيرا من الكلام أصلا نحن نفهمه من سياقه وليس من تبين كل الكلمات والحروف حتى في لغتنا فتعلم اللغة هو اجتماعي وسياقي أكثر ويمكنك فهم ذلك إذا تمرنت على الاستماع لحديث تعرف سياقه جيدا أعني أن يكون في موضوع تفهمه مثل مجال تخصصك مثلا.
ويمكنك في حالة الرغبة في إخفاء بعض المعلومات الخاصة أن تخرجها عن سياقها أو تقسم المعلومة إلى بيانات مجردة.وارجع إلى مثال رقم كارت الصرف المذكور وهذا لا يعني أن هذا الاقتراح هو من وسائل الحماية ولكن أقول إن كثيرا من التصورات التي لدينا عن الخصوصية في هذا الأمر هي مبالغ فيها حيث أن كثيرا من المعلومات التي نخشى عليها إذا خرجب عن سياقها قد لا يكون لها قيمة.
إذن الخلاصة (الإنشائية):
- علينا الاهتمام بمعرفة السياق في فهم كلام الآخرين وخاصة الشرع الحنيف وكلام العلماء الأجلاء.
- علينا الاهتمام بكل الوسائل التي تساعد على إيضاح السياق للآخرين في حالة رغبتنا في تحسين التواصل (والعكس :)
- من وسائل التعايش الاجتماعي السليم هو معرفة السياق الذي تصدر عنه تصرفات الآخرين بل وأقول إنه من وسائل التربية السليمة
أذكر موقف طريف حدث أمس قال علي (4 سنوات) ابني لأمه أمس "أريد شعرية بالمخدرات" فانزعجت هي جدا ورددت أنا ضاحكا "بتحب الخضروات أكثر ولا نكهة الفراخ"
- أؤكد أيضا أن الصور رغم احتوائها على كم معلومات أكثر من الكلام إلا أنها إذا نزعت من سياقها قد تعطي دلالات خاطئة أيضا.

الأحد، فبراير 11، 2007

المثالية - القدوة

القدوة هو القائد والمتقدم والمثال المتبع الذي يقتدى به ولا أنوه فقط على أهمية القدوة ودوره في التربية والتوجيه والإصلاح ولكن أتكلم عن فائدة أن يكون الإنسان قدوة لنفسه أي الفائدة التي تعود عليه هو.
بالإضافة إلى فائدته على مجتمعه ومتمثليه معروفة فهي معروفة مشهورة أما الفائدة التي تعود عليه هو فهذه أعظم بكثير .
إن دور القدوة دور حيوي يخرج النص من كونه نصا أو خبرا إلى كونه مثالا واقعيا يعني يوضح بمثال عملي المراد من النصوص الشرعية والأخلاق والمثل العليا كيف تكون واقعا فيصورها في الأذهان ويحببها وأيضا يقيم حجة الله على خلقه أن التمثل بهذه الأخلاق والاتصاف بها ممكن وحاصل في زماننا وظروفنا وليس زمان غيرنا .
أولا كل إنسان ممكن أن يكون قدوة في بعض الوقت أو كل الوقت لبعض الناس أو كل الناس حسب ظروفه أو حسب همته ورغبته في الاتصاف بدور القدوة, فيمكنه أن يقوم بهذا الدور بطريقة نسبية لبعض الأشخاص أو في بعض الأوقت وحين يقوم به فإ‘نه يحصل ولا شك على الفوائد الكاملة التي يجنيها من كان قدوة حقيقية كاملة.

أهم هذه الفوائد : أن كونه قدوة هو عصمة له من الوقع في الزلل بإذن الله تعالى فإذا وضع الإنسان في موضع القدوة يكون من الصعب عليه أن يقع في الزلات والهنات التي يقع فيها غيره.

ويذكر هنا أن للظاهر انعكاس على الباطن كما أثبتته الآيات والأحاديث ونوه عليه العلماء وأفاض في شرحه ابن تيمية رحمه الله في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" ومعنى اسم هذا الكتاب أن سلوكك الطريق المستقيم يقتضي منك أن تكون مخالفا لأصحاب الجحيم في الظاهر والباطن والمخالفة في الظاهر تنعكس ولا شك على الباطن واتصاف الإنسان بالصفات الظاهرة ينعكس على الباطن وذكر رحمه الله مثالا لمن يلبس ثياب الجند فإنه يتصف بصفات الفتوة ويمشي مشية الجند .
إذن التصاف بصفات القدوة في الظاهر ينعكس على الباطن والباطن هو ما بينك وبين الله وهو الأخلاق الحقيقية.

وإذا علمنا هذا فإن هذا يكون دافعا لنا افتعال دور القدوة وقد حبب الله إلينا ذلك بقوله سبحانه عن عباده "عباد الرحمن" : "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".

فإنهم يدعون الله أن يكونوا أئمة وقدوات للمتقين وهذا ليس رغبة في الشرف والرفعة وإنما رغبة في الثواب وقد دعا إبرهيم عليه السلام حين قال الله عز وجل له "إني جاعلك للناس إماما" ففرح بها ولم يرفضها بل وتمناها لذريته "قال ومن ذريتي" وتمنى أن تمتد هذه الإمامة في ذريته فقال الله عز وجل "لا ينال عهدي الظالمين" إذن هذا الفضل محجوب عن الظالمين والظلم غالبا الشرك.
وهناك صفات مؤهلة للقدوة منها ماهو فطري ومنها مالابد عليه أن يستكملها
أولها هو الإخلاص وهو مطلوب في كل الأعمال حتى تؤتي ثمارها أولا كثواب وثانيا واقعا حيث أنها إذا فقدت الإخلاص لم تؤت ثمارها أيضا.
وثانيها وهو فطري فهناك بعض الأشخاص يكون لهم حضور وتأثير على غيرهم وهذا يستجلب بحب الله عز وجل للعبد
"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنواقل حتى أحبه".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل ، فقال : إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه . فيحبه أهل السماء ، قال : ثم يوضع له القبول في الأرض
وهذا القبول هو الذي يؤهله للقيام بدور القدوة وهو يستجلب باستجلاب محبة الله عز وجل بالتقرب إليه.
دور القدوة لايقتصر على الدعوة العامة والإرشاد والخطابة أو التألييف بل غالبا يكون عن طريق المعايشة والتأثير المباشر بل وربما يمكن أن عن غير قصد لذلك

وجدت فلوس

لأول مرة في حياتي أنسى مالا في جيب ملابسي وكانت مفاجأة طريفة صباح اليوم أن أجد في جيبي مبلغ من المال بل والمفاجأة الأكبر أ نني وجدت مع المبلغ رسالة توضح تاريخه 21 يناير نعم "بون سوبرماركت" ومعه باقي المبلغ.
سعدت جدا بالبون أكثر من المبلغ جميل أن تكون الأحداث جميعها مؤرخة كثير من الناس يكتبون أوراقا ولا يؤرخونها والحقيقة أن الحدث يفقد الكثير من قيمته إذا لم يقترن بتاريخ
إذن سنقول حكما "على الصبح" : إحرص على تدوين تاريخ الأحداث مقترنا بها إذا كتبت رسالة أو وقعت توقيعا أو سجلت صوتا إحرص على التاريخ فهو معلومة هامة تفسر الكثير من تفاصيل الحدث والجو المحيط به ونسبته للأحداث الأخرى.
خذ مثلا المبلغ الذي وجدته : لقد أعطاني التاريخ معلومة هامة وهي أن هذا المبلغ من شهر مضى يعني هو دخل جديد :)
الحكمة الثانية من هذا الحدث : لماذا فرحت بهذا المبلغ على أنه مكسب بينما هو لو كان في جيبي لم أكن لأفرح به وهذا هو نفس حالنا مع كثير من النعم هي معنا وحولنا ولا نحس بها إلا إذا فقدناها ثم عادت إلينا أو لم تعد.
الحكمة الثالثة : وهي كيف لي أن أقول هذه أول مرة في حياتي يحدث هذا والحقيقة هي تلك أنني لي عادات روتينية لا تختلف في وضع الأشياء في أماكنها وهذا من ضمن العادات أنني لا أضع مالا في جيبي بل في المحفظة مباشرة

السبت، فبراير 10، 2007

التدوين

صديق: لسه انا عمال أقرأ حتى الان في المدونات الجميله بتاعتك
عصفور: جزاك الله خيرا
صديق: ربنا يبارك فيك ويجازيك خير جزاء
عصفور: فين الرد اللي انت رديته أمس كان غير واضح
صديق: أعتقد إنك سنيت سنه حسنه
عصفور: حطه في المدونة كتعليق أفضل وسيصل للجميع أيضا
عصفور: صحيح شفت أحمد الدرعة
http://aderaa.blogspot.com/
صديق: ايوه تلميذك برضه وهو بيقول كده
عصفور: ده من تواضعه هو أستاذ
صديق: وكل من يتعلم منك ويكتب ايضا علم ينتفع به نفسي أعمل مثلك بس ليست لدي الملكة دي وإنت عارف كويس
عصفور: أي ملكة هي تدريب وتنقيح يعني ممكن تكتسب
صديق: إنت بتكتب كما بتتكلم .....بدون تكلف وفزلكه
عصفور: أيوة فاهمك وده انا حاسس بيه عشان كدة ساعات كثير تلاقي أخطاء مطبعية
صديق: شايف كل الاخطاء المطبعيه
عصفور: اصل كمان ساعات باكون مسجل الكلام صوت وابيضه
صديق: بس المميزات أكثر بكثير من الاخطاء المطبعيه ماشالله
عصفور: يعني مثلا وانا رايح الشغل أقوم فاقع لي تدوينة وابيضها بالليل
صديق: بالصوت علي الموبايل؟
عصفور: أيوة وبعدين الميزة في الموضوع ان احنا ساعات كثير بنعيد نفس المناقشات ونفسك ان أولادك يكونوا حاضرين معاك هذه الفائدة التي تعطيها للآخرين وممكن تموت ومش تلحق توصل كلامك لهم
صديق: تعرف إني اشتريت mp3مخصوص لهذا الغرض
صديق: المدونه دي لكل الاجيال ياعم عصفور
عصفور: ايوة بس بتكون طبعا الفكرة متخمرة في دماغك .اكيد فيه افكار كثير بتكون بتفكر فيها وعندك عناصر عايز تصيغها
عصفور: أو حتى موعظة عايز توعظ نفسك بيها أو موقف طريف أو حدث هام وهي دي طبيعة التدوين كأنها مذكرات
صديق: بس الفكره في دماغك من زمان اصلا والجميل إنك فتحت دماغك للجميع يقرا إللي داخل دماغك
عصفور: فعلا
عصفور: وفيه خبرات بتتعب عشان تكتسبها خسارة ان الفائدة تقتصر عليك وحدك شفت المقالة بتاعة السمسار مثلا
صديق: جميله جدا
عصفور: كنت حاشد في شعري منهم ولخصت السمات المشتركة بينهم بسرعة قبل ما انساها والفائدة الكبيرة بقة انك تتعامل معاهم بعد كدة على قواعد ونقط مش عشوائي
صديق: تنفع رصيد للجميع ومرجع صح
عصفور: الفائدة الكبيرة بقة لو الناس تعلق كمان والتعليقات تكبر الموضوع بحيث تغطي جوانب أخرى ممكن تكون مش واخد بالك منها
صديق: في دماغي كثير بس ولله الحمد إنت بتكون مغطي بشكل رائع
عصفور: ما نستغناش حتى لو نفس الكلام حيتقال ده حيأكد إن وجهة النظر دي ليست أحادية
صديق: جزاكم الله خيرا فهمت
عصفور: يعني لما ناس تانية تقول آه أنا قابلني موقف مشابه ده حيأكد كلامي أو واحد يقول انت كلامك غلط عشان كذا ده حيحسن التجربة
صديق: هل قرأت ردي علي موضوع سابق؟
عصفور: طبعا بافرح جدا بالردود نوع من الفرح إن مجهودك مش بيضيع وإن الفكرة وصلت يتأكد بالتعليق
صديق: موضوع كان أكثر من رائع
عصفور: اللي هو: كنت حاموت؟
صديق: ايوه
عصفور: الميزة أنني لا أكتب إلا وقائع بس بأحاسيس يعني أنا عندي قدرة على التأليف دفنتها من زمان بس أفضل أنها تستثمر في صياغة للواقع
عصفور: والواقع مليء بالقصص
صديق: حاول تنتقي من هذه الموضوعات ...موضوع معين وتشارك بيه في موقع أكثر شهره وليكن موقع عمرو خالد لتكون المشاركه والفائده أعم
عصفور: يا سيدي
عصفور: انا كفاية علي مجموعة الأصدقاء لو وصلت الأفكار إليهم حنستريح في التفكير سويا وأنا وجدت ناس راسلوني لا أعرفهم قرؤوا هذا الكلام وعلقوا بالإيميل
صديق: بشكل مرحلي مقبول رأيك بس أنا منتظر أن تستفيد أكثر
عصفور: إحنا لسة بادئين الموضوع أول ديسمبر وربنا ييسر الوفرة
صديق: علشان كده باقولك بشكل مرحلي
عصفور: وأنا شرطت على نفسي شرط هام ألا أتكلم في السياسة
صديق: كويس
عصفور: وهذا ليس خوفا من شيء ولكن خوفا من ضياع الجهد
صديق: صح

الخميس، فبراير 08، 2007

أثر الملخصات على الطلبة والطالبات

كتبت في تدوينة سابقة هذه العبارة " أعلم أن المقال إذا طال لا يقرأ"
خلال خبرتي العملية لاحظت على كثير من خريجي الأجيال الجديدة ظواهر ثلاث :
أولا: الاهتمام بخلاصة الكلام دون النظر إلى المقدمات والتوالي.
ثانيا: الميل إلى عدم تفهم الكلام الذي تشرحه لهم أثناء تكليفهم بالعمل بل وربما عدم سماعه.
ثالثا : حب الاقتناء للكتب والبرمجيات بدون قراءتها أو استخدامها.
وأحيانا كثيرة أجد أحدهم أرسل لي رابطا لمقال فإذا ناقشته فيه أكتشف أنه لم يقرؤه.

المشاكل المذكورة لها أسباب ولها نتائج ولها حلول
نتعرض أولا لمناقشة هل هذه مشاكل أم لا؟
إن العلم الحقيقي هو الإحاطة بكافة التفاصيل الدقيقة التي تحيط بموضوع ما وليس أخذ النبذ من كل علم أو كل موضوع

قد يسمى هذا الأخير ثقافة ولكن العلم الحقيقي هو الذي يثمر عملا وخبرة واستمرارا للتطوير ولا يمكن أن يكون كذلك إلا :
بالدراسة العميقة والتفهم لروحه قبل معرفة الخلاصات.
نعم مطلوب من الإنسان أن يكون ملما بالكثير من الموضوعات بشكل إجمالي (مثقفا يعني)
أما في مجال تخصصه أو مجال التخصص الدقيق فلا يرتفع شأنه فيه إلا بالتعمق ليس في النص فقط ولكن فيما وراء النص أيضا ناهيك عن الخلاصات والملخصات "الفينالات".
ومع وجود الثلاث ظواهر المذكورة أعلاه وربما غيرها ولكن هذه هي التي ألمسها جدا أعتقد يظل الإنسان حبيس مستوى معين لا يتخطاه وهو مستوى "عنده فكرة" عن الموضوع الفلاني وليس متخصصا فيه.
الأسباب:
(المكتوب هنا هو وجهة نظر وليس بحثا تربويا ولست مختصا تربويا أيضا ولذلك أدعو لفتح المناقشة في الموضوع حتى يتم صقله واستكماله.)
أرى أن السبب الرئيسي لهذه الظواهر هو سبب رئيسي
وهو أساليب التعليم التي أصبحت تركز بشكل كلي على الاستعداد للاختبارات بمعرفة المسائل وحلولها أو الأسئلة وحلولها استعدادا ليوم الامتحان يوم يكرم المرء أو يهان وإغفال أن التكريم أو الإهانة الحقيقية هي في مجال العمل
- دور المدرسة غائب في التعليم
- الدروس الخصوصية هي المسيطر الأساسي.
- اختبارات تفتقد إلى قياس المهارات والفروق الفردية ولكن تركز على ما تم حفظه ومن ثم استفراغه في ورقة الاختبار ومن ثم نسيانه
- أما الجامعة وهي المرحلة التي كان فيها البحث والنقاش تحولت في معظم الكليات إلى امبراطوريات للدروس الخصوصية والملخصات والكتب المقررة أو مراجع البحث تعتبر تضضيعا للوقت حيث أنها قد تلغى أو يلغى معظمها استعدادا للاختبارات
- تقسيم السنة لنصفين (ترمين) منفصلين عن بعضهما تماما.
- الحضور في الجامعة ليس عليه كبير وزن ومعظم الطلاب لهم علاقة بالكافتريات أكثر منها بالكلية والمستقيم منهم علاقته ببيته أكبر.
- تعظيم دور الكمبيوتر والانترنت وإهمال دور الكتاب ومعلوم أن القراءة من الكمبيوتر لها حدود كمية ولها سرعة في البحث تجعلك تقفز من أول الكلام إلى آخره إلى وسطه بالطريقة التي تناسبك حتى تصل إلى ماتريده من المقال أو الموضوع ربما يكون سطرا أو سطرين. خذ مثالا كاختبار لذلك إذا أردت أن تبحث عن حكم شرعي هل هو حلال أو حرام ووجدت الفتوى هل تقرأ الأدلة والإثباتات والقياس ومناقشة الأقوال أم تقفز مباشرة إلى نهاية الحكم هل هو حلال او حرام. إذا كنت مبرمجا ووجدت شرحا لمشكلة وحلها ويوجد نموذج لبرنامج تطبيقي عليها هل تقرأ كل الشرح أم تقفز إلى مجموعة الأوامر لتنسخها وتلصقها.
- عدم التعود على سماع الشرح والاكتفاء باقتناء الملخصات ليوم الحاجة إليها حيث يكون ما تسمعه تضييعا لوقتك حيث أنك ستنساه وتحتاج للمراجعة فيما بعد من نفس المدرس أو من مدرس آخر "درس خصوصي على درس خصوصي"
- سرعة الحياة وكثرة الشواغل
النتائج (السلبيات)
- النتائج كثيرة وربما نلمسها جميعا
o أول وأكبر نتيجة رأيتها هي أن بعض الأطباء ممن أصابهم هذا العرض يأخذون خصائص الأدوية وتأثيراتها من مندوبي شركات الأدوية نظرا لضيق الوقت عن القراءة.
o في كافة مجالات العمل تجد هذه الظواهر السلبية ممن يأخذون الموضوع على هيئة ملخص دون فهمه بعمق فالمحاسبين مثلا تجد من هذا الجيل الجديد من لايفهم روح المحاسبة ولماذا هكذا وعلاقة القوائم المالية ببعضها وما إلى ذلك.
o المهندسون يقيسون الأمور على النماذج المحفوظة التي تعلموها دون قياس أو تعمق أو تطوير
o خلاصة المشاكل افتقاد روح العمق والتطوير والجدية والتفاعل في مجال الأعمال
وأعتقد أنك بعد لفتي لهذه الظاهرة ستعرف السبب وراء كثير من التصرفات السلبية التي تراها بخصوص هذا الأمر.
العلاج
o طبعا هذه التربية تستمر مع الإنسان من أول تعليمه وحتى تخرجه نحتاج إلى إصلاح من أصابهم هذا المرض وأرى :
o أنه كما استمرت العدوى ستة عشر عاما مثلا أو يزيد يجب أن يؤخذ العلاج تدريجيا
o الاهتمام بقراءة أي موضوع من كافة جزئياته
o التعود على التفكر في روح الموضوع والقراءة الجادة
o الإقلال من شهوة الاقتناء والاقتصار فقط على ما تحتاجه وتقرؤه
o اهتم جدا بقراءة مقدمة الكتاب وفهرسه قبل أن تقرؤه
o الفصل بين مجال التخصص والمجالات الأخرى يعني كل ما ينتمي إلى تخصصك اقرأه بتمعن أما ما سوى ذلك فاقرأه كما تشاء .
o وضع خطة زمنية لأي موضوع تبحث فيه بحيث تخصص له الوقت الكافي بدلا من التعجل في الانتهاء منه.
o ربط التعلم بالتطبيق.
o الإقلال من التجول الشارد في الانترنت
هذا ما تيسر وأرجو المشاركة

أحب وأكره

كنت أعتزم منذ فترة كتابة تدوينة بعنوان أحب وأكره أدون فيها نماذج من المظاهر اليومية المتكررة التي أحبها وتلك التي أكرهها ومع مرور الوقت كنت كلما رأيت أحد تلك المشاهد سواء تلك التي أحبها أو تلك التي أكرهها أتذكر أن أضيفها إلى هذه التدوينة حين أكتبها ثم خطر لي أنني ربما لا أستطيع أن أكتب هذه التدوينة ذلك أن هذه المواقف تتجدد وتتكرر ولكن عندما أجلس لكتابتها لا أستطيع حصرها جميعا ولا الاقتراب من ذلك .
وأعني بتلك المشاهد تلك المشاهد التي تملأك بشحنة من الفرح أو شحنة من الكراهية والغيظ وطبعا جميعنا يمر علينا الكثير من تلك المشاهد مثلا كحبنا لرائحة التراب حين ينزل عليه المطر نحن نحب هذه الرائحة لأنها تعني لنا الحياة ، نحن نكره الكثير من الأشياء وننفر منها ونقول عنها أكثر شيء أكرهه في الدنيا.
الغرض كان من كتابة التدوينة هو التحذير من المظاهر السلبية مع سياق نماذج لها والتي ربما نكون نفعلها بغير قصد بل قل بغير تفكير ونؤذي بها الآخرين والتحبيب إلى تلك المظاهر الإيجابية التي تدخل السرور على الآخرين. لا أدعي أننا كلنا يجب أن نحب نفس الأشياء أو نكره نفس الأشياء ولكن كان هدفي هو الوصول إلى القاسم المشترك بين جميع تلك الأشياء سواء المحبوبة أو المكروهة حتى يتضح روح الأمر بدلا من التركيز على جزئياته وتفاصيله.
وربما يكون من الجيد التركيز على الأشياء المكروهة والقاسم المشترك بينها وهذا يستدعي أن نتجنب فعل الأشياء التي يكرهها الآخرون منا أي الإحساس بالآخرين بنفس درجة الإحساس بأنفسنا .
توصلت إلى أن هناك خطا عريضا يميز هذه الأشياء المكروهة ألا وهو المنطق أو قل انعدام المنطق .
إنني أو إننا نتضايق أو نكره التصرفات التي يأتيها الآخرون تجاهنا والتي تكون مجانبة للمنطق ولعلنا أحيانا كثيرة نجانب المنطق نحن أيضا فإذا ركزنا على هذه النقطة ربما يكون ذلك دافعا لنا لاستنتاج التصرفات التي تؤذي الآخرين وهي تلك الأشياء التي تفتقر إلى روح العقل وروح المنطق خذ هذا المثال قائد سيارة يرى الطريق متوقفا أمامه ويظل يصوت ببوق السيارة أويرى الجهة الأخرى مفتوحة فيتحول إليها كي يسرع ويتجاوز الآخرين ومن ثم تواجهه السيارات القادمة من الجهة الأخرى وتتوقف الجهة الأخرى أيضا ونحن أمام الكمبيوتر الآن نقول هو مخطيء لو فكر لحظة لاستنتج أن هؤلاء القوم جميعا لا يريدون الوقوف وأنهم توقفوا لسبب معقول ولو فكر لحظة لعلم أن تحوله للطريق المقابل سيوقف الطريق كله ولكن الواقع أننا قد نفعل هذا الفعل أحيانا بلا تفكير ولا منطق.
خذ مثالا آخر يخرج أحدهم من المسجد فيلبس حذائه ويظل يربطه بمنتهى التدقيق والتروي دون أن يعر انتباها وربما يدري أو لا يدري أن خلفه من ينتظر وهو لو كان أمامه من يفعل ذلك لم يرضه .
خذ مثالا آخر إنسان يتكلم بالعدل والإنصاف وروح الحق وإذا تصرف يتصرف بغير مقتضى ذلك إننا جميعا نكره هذا الشخص وربما نكون نحن متصفين بهذه الصفة في أحيان كثيرة.
أكره ذلك النقاش المتكرر الذي يدور مع كثير من الناس الذين أسألهم أثناء المناقشة أسئلة منطقية يتجنبون الإجابة عليها ويلجئون مقابل ذلك إلى إلقاء الأسئلة علي ولا شك أننا نكرهه ولا نحبه.
إذن نحن جميعا نكره الأشياء التي تكون مجانبة للمنطق أو التسلسل المنطقي الذي نراه نحن.
لا أدعي أننا جميعا نفكر بنفس التفكير المنطقي ولكن إذا تحلينا بالعدل والإنصاف والتفكير في جانب الآخرين كما في حقوقنا

إنكار الذات عند أولياء الله

إنكار الذات هو نسبة الفضل لولي الفضل الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى وهو ثمرة المعرفة الحقيقية للعبد بنفسه ومعرفته بربه وثمرته التعبد لله سبحانه بالحمد والشكر أولا ثم إعطاء كل ذي فضل فضله من المخلوقين .
وهو عند الأنبياء والصالحين يتجلى في أبهى صوره عند لحظات انتصارهم ورفعتهم ويتجلى أيضا في لحظات ضعفهم وحاجتهم إلى خالقهم ومولاهم.
أنظر إلى حال يوسف عليه السلام بعد تلقيه من ربه النعمة تلو النعمة ثم إتمام هذه النعمة بالتئام شمل أسرته ومعرفة كل مخطيء في حقه بجريرته أضف إلى ذلك تقلده الحكم وسجود الجميع له
"رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الحاديث فاطر السموات والأرض انت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين" فالذي أوتيه هو جزء من الملك والذي أوتيه من علم التأويل هو جزء منه وهو لا ينفك عن الحاجة لربه الذي مآله إليه وليه في الدنيا والآخرة "توفني مسلما وألحقني بالصالحين" فهذا الشرف وهذه الرفعة هي متاع الحياة الدنيا والشرف الحقيقي هو التقوى.
أنظر إلى حال سليمان عليه السلام حين إحساسه بنعمة الله عليه من فهمه كلام النمل
"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"
وانظر إلى حاله أيضا عليه السلام لما رأى عرش بلقيس مستقرا عنده لم يقل ها أنا فعلت ذلك بقوتي وأعواني "قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر"
ومن شكر فإنما يشكر لنفسه وكفر فإن ربي غني كريم" غني عن كل أحد ولا يحتاج إلى أحد وهو كريم هو المعطي سبحانه.
وقال أيضا عليه السلام "وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين"
وقال الله عز وجل عنه وعن أبيه داود عليهما السلام "ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين"
وبعد أن ورث سليمان أباه أعلنها صريحة "وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين"
لم يقل لدي علم منطق الطير ولدي من كل شيء وحاشاه
وهذا منتشر في القرآن وخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام كان يقول "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد"
وكان يقول "لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"
وأنظر إليه عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة يوم انتصاره ورفعته وهو داخل على ناقته مطأطيء رأسه تكاد تمس عنق ناقته
وكما قلت أن هذا يورث أيضا اللجوء إلى الله وانظر إلى موسى عليه السلام حين قال "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" أي يارب أنا أحتاج إلى الخير الذي أنتظره منك لم يقل أنا قادر على الخروج من ذلك المأزق بحسن إدارة الأزمة أو التخطيط السليم أو ما أشبه مما نسمعه ولانراه

وحين سئل موسى عليه السلام عن أعلم أهل الأرض أجاب بشكل مباشر عن ننفسه أنه أعلم أهل الأرض ولم يرد العلم لله وهو كان صادقا في قوله علمه الله عن طريق الخضر عليه السلام أن علمه وعلم موسى عليه السلام في علم الله كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر وعلمه أيضا أن الخضر عليه السلام على علم من علم الله ولم ينسب العلم لنفسه لا يعلمه موسى وأن موسى على علم من علم الله لا يعلمه الخضر والخلاصة العلم كله من الله
وينبهنا الله إلى ذلك بقوله "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " ثم قال بعدها "ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلى الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" فهذا هو الدرس متكامل أنتم خلقتم بدون علم ورزقكم الله أدوات العلم وتعلمتم وثمرة هذا العلم الشكر ولكم عبرة في الطير يطير ما يمسكه إلا الله.
والأمثلة على ذلك كثيرة من قصص الأنبياء ومن تبعهم بإحسان وغرضي التنبيه على هذه الصفة وستجدها كلما قرأت عنهم في القرآن أو السنة أو الآثار فانتبه لها وتمثلها.
وعلي النقيض من أولياء الله أنظر أعداء الله وعلى رأسهم إبليس نسب العلم لنفسه فكان سبب هلاكه الأبدي على نقيض الملائكة الذين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا.
وقارون قال :إنما أوتيته على علم عندي" فكان الجواب فخسفنا به وبداره الأرض جزاء الرفعة المدعاة أسفل سافلين من الانحطاط

الأربعاء، فبراير 07، 2007

حقوق الطفل المصري

صديق قديم من أيام المدرسة الإعدادية قابلته بعد طول السنين ووجدته مهموما ووجدته وسط مجموعة من الزملاء القدامى وفجأة وجدته يحاول أن ينتحي بي جانبا ذهبنا إلى السيارة بدأ بسرعة في سرد حكايته وهي باختصار :
- ذهبت إلى إيطاليا ومنها إلى فرنسا وبعد فترة تعرفت غلى طريق الالتزام عن طريق حزب التحرير
قلت : ولكن حزب التحرير ليسوا إسلاميين وعليهم مآخذ كثيرة
قال : أنا عرفت ذلك فيما بعد المهم تعرفت على أخت عن طريقهم من جنسية مغاربية وتزوجنا وكانت العلاقة بعد الزواج ليست على مايرام ولكن كان عندها مسكن ومعها جنسية وأنا كانت إقامتي مهددة وأنجبنا بالكاد ابنة واستمرت العلاقة سيئة
قلت : ظاهر من لهجتك قال لي كيف قلت له لهجتك أصبحت تشبه اللهجة الجزائرية
قال : بدأت العلاقة تسوء أكثر وطلبت الطلاق وطلقتها وأخذت هي حكما بتربية البنت وانتقلت إلى مسكن آخر
وكانت البنت تأتي لتزورني في بعض أيام الأسبوع وقد حاولت إعادتها من أجل البنت فرفضت وعرفت من البنت أنها تعيش مع رجل آخر فرنسي ليس مسلم وأن ذلك الرجل يربي خنازير وأن البنت تلعب مع الخنازير!!!
ويبدو على ما أذكر أنه قابلته مشكلة في الإقامة فعاد إلى إيطاليا ومنها إلى مصر وقال لي أنه مصمم على إحضار ابنته وأخذ في ذلك فتكلمت في الموضوع من كافة النواحي وأنه لا يصح أن يضع نفسه في موقع الضرر الخ النقاش.
المهم بعد فترة وجيزة سافرت في عمل فاتصلت بي زوجتي وقالت صديق لك اسمه فلان أحضر ابنته عندنا قلت لها طيب صعب عليكم هكذا مع أولادنا وكانت قدمها قد كسرت قالت البنت صعبانة علينا ومبسوطة مع أولادنا
لما عدت قابلته
قال أنه ذهب إلى فرنسا وهرب بها وأن زوجته تبحث عنه عن طريق البوليس الدولي إلخ وانه كل يوم يغير مكانه وأنه سوف يذهب ليبحث عن مكان يختبيء به وكان قد ألحق البنت بمعهد أزهري فأخذها وفر
كانت السيدة حرمه السابقة قد اتت إلى مصر
اتصلت به وقالت أنها تريد ان ترجع له وتريد أن تتعرف على والدته وبالفعل ذهبت لتبيت معهم في بيت والدته وأخذت البنت في حضنها قامت البنت ليلا لتنام في حضن ابيها فانتبهت فلم تجدها فجن جنونها فسبته وسبت أمه وضربتهم وهددته.
وكان مما حكى لي في تلك المقابلة : أنه فوجيء بالمحمول يرن فلما رد فوجيء بأحد الشخصيات الفنية الشهيرة يتصل به ويقول له أن يعيد البنت ويهدده وكيف لهذا الفنان أن يعرف رقمه!!!
ولأقاربها علاقات وفوجيء طبعا بأن الدنيا انقلبت ولم تقعد وإعلانات بصورته واسمه ورقم جوازه في الجرائد وصورة البنت حتى أن أطفالي رأوا صورتها في الجريدة
واختفى بعدها من حياتي فجاة كما ظهر
وأمس أثناء تجول تائه في الانترنت دخلت موقع منظمة من منظمات حقوق الانسان وجدت قصة صديقي وابنته في الموقع وهم يتضامنون مع الطفلة ويطالبون بإرجاعها لأمها ويطالبون السفارات والدول أن تمنعه من السفر ويؤكدون أنه غير متزن نفسيا ويطالبون السلطات بسرعة التحري عن مكانه وتمكين الأم من الحضانة ومن ضمن ما قالوا أنهم عقدوا لقاء بينه وبين زوجته وهدد بقتل الطفلة وقتل نفسه.
كيف وهم يطالبون بالتحري عن مكانه
بحثت مرة أخرى عن اسمه فوجدت مركز لضحايا العنف يدين أفعاله ويطالبه مش عارف بإيه
القصة تعود أحداثها لعام 2004 وقد ثارت في نفسي تساؤلات متعددة أمس حين قرأت ما قرأت
- ماذا حل بصديقي هذا وهل لا زال فارا؟
- هل هذه الطفلة تمكنت من الالتحاق بالمدرسة؟
- هل عادت لأمها لتلعب مع الخنازير؟
- هل يمكن أن يكون عنده خلل عقلي؟
- هل يجوز السفر لبلاد الغرب بغير ضرورة؟
- هل كان يمكنني مساعدته أكثر من ذلك وأنا خذلته؟
- ماذا وراء ما نقرؤه من أخبار هل وراءه قصص حقيقية أم لا في ظل أنني رأيت ثلاث أشياء ورد ذكرها في الصحف على خلاف ما رأيته تماما ماذا عن بقية ما سوى الثلاث؟
وعجبي

الاثنين، فبراير 05، 2007

كان لي صديق -2

بعد ردة الفعل العنيفة علي التي أثارها موضوع كان لي صديق-1
ومحاولاتي الجاهدة لمصالحة الذين لاموني على ما كتبت وبعد تعليقي لإيضاح النقاط التي أردت إيصالها بما كتبت أردت أن أدون هنا تنقيح الفكرة والذي تبلور خلال المناقشات
- أولا سعدت جدا أن قال لي أحد الأخوة أنني أرشدته إلى فكرة بسيطة وجميلة من خلال تلك التدوينة وهي أنني نجحت أن أتغلب على شعور التأثر من أولئك الأصدقاء الذين يظهرون ثم يختفون بعد انتهاء السبب بل ونجحتت أن أحول ذلك الشعور إلى فرح وشكر لحسن ظنهم بي وأيضا لتخفيفهم العبء عني في الأحوال الهادئة.
- وكان التعليق منن طرف آخر على نفس تلك النقطة بالرفض أنني حولت الصداقة إلى عبء أريد التخلص منه والأمر ليس كذلك أنا ضخمت الموضوع وأبرزته لإيضاح الفكرة على طريقة مؤلفي الروايات والحقيقة أنني لم أؤلف تلك القصة بل الشخص المذكور فيها حقيقي وأتمنى أن يقرأ هذا الكلام أو ذاك .
- أنا ذكرت التهمة نفسها عن نفسي حين علمت أن صديقي شخص مهم أنني أريد أن أعرف رقم محموله الخ ذلك الكلام. وهذا التصرف شائع
- جميع الذين ناقشوني سواء بالرفض أو بالقبول ذكروا أمثلة عن اناس يعرفونهم بهذه الطريقة يعني لست بدعا في ذلك وكانت شكوى عامة.
- كنا نتناقش في هذا الموضوع مع أحد أصدقائي وهربت من المناقشة بأن أشركت أحد الجالسين وهو صديق تعرفت عليه حديثا قلت له كان لك صديق مقرب جدا وانقطعت علاقتك به لمدة 19 عام وفجأة رأيته على التلفاز وأردته في مصلحة ماذا يكون رد فعلك فأجاب : أول شيء لن أحاول الاتصال به فقلت له وثانيا سأفرح له انه أصبح شخصا مهما فقلت له : طيب ثلاث سنوات قال: برضه قلت له طيب ثلاثة أشهر قال (وبتلقائية : أولا ثلاثة أشهر لا تسمى أن العلاقة انقطعت يعني ممكن أتصل به.
إذن هذا هو ما أردت إيضاحه السبب الوحيد الذي يجعلك لا تتصل به هو طول الفترة رغم كون ذلك الموقف يتكرر كثيرا ولكن على فترات متقاربة تنقطع علاقاتنا ثم تعود ثم تنقطع ثم تعود وذلك لقرب المسافة الزمنية
- لي أصدقاء كثيرون أحبهم ويحبونني ولست ذلك الشخص الذي لا يألف ولا يؤلف ولكن هذه الصداقات ذات خصائص غريبة نوعا ما كما يتضح من التدوينة السابقة بدليل أنك تقرأ هذه التدوينة الآن طواعية :)

الأحد، فبراير 04، 2007

لماذا عصفور المدينة

الاسم :

عصفور المدينة هو ذلك العصفور المحلي العادي الذي يعيش في الأشجار العادية والكلمة لا تحمل أي فخامة فعصفور المدينة هو ذلك النوع الرمادي من العصافير الذي نراه في الشوارع وعلى أسلاك الكهرباء ويبلل ملابسنا أحيانا ولكن ذلك العصفور عصفور الشوارع رغم لونه الرمادي ومظهره العادي وكثرته وتوافره إلا أنه يتميز بأنه عصفور حر لا يعيش في الأقفاص الفاخرة ينتمي إلى شوارع المدينة يستيقظ في الصباح الباكر يملأ الجو صياحا يسعى لرزقه متوكلا على ربه يحمل مخمصته ليغدو مليء البطن لا ينتظر من يطعمه في فمه في قفصه ولا يتأنق في مظهره وهو في ذلك نشيط يجوب المدينة في خفة ورشاقة ويستمتع بذلك وهو يعرفني وأعرفه ولا يغضبه أن أقتبس اسمه لنفسي.

المهمة :

لماذا أكتب؟ رغم أن الكلام الذي أكتبه عادي وشبه مكرر وموجود في الكتب وفي أفكارنا إلا أنني أحتاج أن أكتبه, أحتاج أن أؤكد لنفسي على القيم التي ألتزم بها وأدعو إليها, أحتاج أن أثبت التجارب والخبرات, أحتاج أن أتخلص من حاجتي لتكرار الفكرة على مر السنين دون أن أصطادها مكتوبة أحتاج أن أحفز الآخرين أن يخرجوا ما عندهم مهما كان بسيطا وعاديا ومن قبيل لام "القمر" لام قمرية أما لام "الشمس" فهي ليست قمرية بل شمسية لكي نقول جميعنا لبعضنا نحن موجودون, أحتاج أحيانا أن أصدم الآخرين بالمعادلات الغريبة التي تحرك سلوكي ربما أكون مخطئا فيها وربما يراها أحدهم تستحق النظر. لا أحتاج لأن أكتب في السياسة وحقوق الإنسان لفشو المعرفة بها لدى الجميع. أحتاج أن أتمثل القدوة وأدعي المثالية ربما يدفعني ذلك لتطبيقها واقعا وأن أقول لنفسي أنت الذي كتبت كذا؟. أحتاج أن أترك ميراثا مكتوبا.