السبت، يونيو 21، 2014

ضوابط لاستخدام الشبكات الاجتماعية

لأبنائي وبناتي بالدرجة الأولى قواعد استخدام الفيس بوك:

مواقف الحياة العادية تستكمل لاخرها في الحياة وليس بالتلقيح والبوستات الموجهة
ممنوع الكتابة عن اشخاص معينين لا يرون ما كتبت ولا يملكون الرد
ممنوع السباب
ممنوع الكتابة عن اللحظات الممتعة اثناءها
ممنوع قول مالا تفعل
ممنوع النقل من غير ذكر انه منقول
يستحسن ان يكون ما تكتب يضيف جديدا وليس ركاما
اذا لم تجد ما تقول فالصمت افضل
جميع البشر يأكلون ويصابون بالصداع ويكون لديهم اختبارات ومتأخرين في المذاكرة وملايين منهم يشربون النسكافيه
تجنب البوستات الخاصة بشخص معين حيث يمكن كتابتها على الشات
ايضا لا تخاطب من معك بنفس المكان على الفيس خاطبه وجها لوجه "لموا الغسيل لو سمحتم"
لست مظلوما أو مظلومة ولا مضطهدة ولا مميزا ولا أفضل بنات العالمين
اذا كنت لا تحبين وضع صورتك فصورة الاخريات اولى بعدم الاستخدام
بعض الحزن مفيد ولكن السواد الدائم مضر بالصحة والعقل
افضل الدعاء في السجود وليس على الكيبورد
مالايستحب كتابته لا يستحب الاعجاب به
 

عن الأمل والأماني

من ظن أن مخلوقا أو مجموعة من المخلوقين يمكنهم التخطيط والمكر المحكم الذي لا يفوته شيء أو حتى يقارب ذلك فهو واهم منهزم أو مغرور
ومن ظن أنه يمكنه أن يعمل بلا تخطيط فقد أساء فهم القدر.

يظن كثير من الناس ونتيجة هالات يتم إضفاؤها على تخطيط البشر أنه محكم أو أن المؤامرة محكمة ولا فكاك منها وهذا يسري على من هم في معسكر المتآمرين وهم من عنيتهم بقولي واهم أو مغرور أو من في معسكر المؤتمر بهم والمراد كيدهم بهذا المكر وهم من عنيتهم بقولي منهزم
وليست هذه طبيعة الدنيا ولا طبيعة البشر بل "فلله المكر جميعا"

{ وقد مكر الذين من قبلهم } من الأمم بأنبيائهم كما مكروا بك { فلله المكر جميعا } وليس مكرهم كمكره لأنه تعالى { يعلم ما تكسب كل نفس }
وذلك أن عوامل الأحداث تتغير وتتكاثر والغيب بيد الله عز وجل 



وقد يفهم من هذا أننا نترك التخطيط ونتمنى الأماني ونركن إلى الوعود العامة من الله بنصر المؤمنين أو النصوص التي تنص على أن مقادير العباد قد كتبها الله وهذا من العجز والتمني والقدح في القضاء والقدر ومن التواكل
وليس هذا دأب الرسول صلى الله عليه وسلم وتخطيطه ومراعاته كفة العوامل ولا فعل أصحابه رضي الله عنهم وهم أكمل الناس توكلا ومن قرأ السيرة عرف ذلك في كل أمر من أمورهم وفي كل معركة من معاركهم

وقال ابن حجر في الفتح: "المراد بالتوكل اعتقاد ما دلت عليه هذه الآية: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ـ وليس المراد به ترك التسبب والاعتماد على ما يأتي من المخلوقين، لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراه من التوكل، وقد سئل أحمد عن رجل جلس في بيته، أو في المسجد وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي، فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي، وقال: لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ـ فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، قال: وكان الصحابة يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم"

وقد قال الماوردي رحمه الله
الأمل ما كان متعلقا بالأسباب والتمني ما كان منفكا عنها
فالأمل والرجاء يكون مع الأخذ بالأسباب أما التمني بدون أسباب فهو وسيلة العاجز أو الذي لا يستطيع التفكير في الأمر وتكييفه واقتراح الحلول ووسائل النجاح والنصر

قال دوايت أيزنهاور

"في التحضير للمعركة وجدت دائما أن الخطط هي عديمة الفائدة، ولكن التخطيط أمر لا غنى عنه."
فكما سبق تخطيط الإنسان إما يميل إلى التفاؤل أو التشاؤم وتدخل عليه عوامل التحيز النفسي فربما يخطط بما يوافق ما يريده ويهمل العوامل التي لا يرغب بها

هذا من حيث الجزء الخاص بأنه وقت التنفيذ يتضح فشل الخطط أغلبها وظهور عوامل مؤثرة وتدابير الله سبحانه
وكما توضح مقولة هذا القائد العسكري فمرحلة التخطيط هي تلك المرحلة التي تحلل فيها العناصر وتدرس حجمها وتأثيرها والمخاطر المتوقعة والسيناريوهات التي يفترض أن تجهزها في حالة حدوث تلك المخاطر فبدون ذلك فلن تدرس أرض المعركة ولا الشخصيات المؤثرة ولا العوامل ولا الاحتمالات
فإذا قمت بذلك
فسوف يكون لديك رصيد من التحليل يقلل عنصر المفاجأة بل ويجنبك المسئولية الأخلاقية والمهنية حيث أنك بذلت ما تستطيع من التجهيز في ضوء المعطيات المتاحة
وأيضا على صعيد تجهيز الميزانيات أو ميزان القوى فإنك تقارب الواقع(أو ماسيصير واقع) من حيث تجهيز العتاد أو دراسة الجدوى وربما تجد أن المعركة فاشلة من الأساس.

وأول ذلك التخطيط تصور مشهد النجاح ومشهد النهاية السعيدة

ومن لا يستطيع أن يجلس ليتصور مشهد النهاية السعيدة كيف تتوقع منه أن يضع سيناريو الوصول لنهاية سعيدة؟
غاية ما يمكن أن يفعله أن يقتل الشعور بالذنب من فعل لا شيء

الثلاثاء، يونيو 10، 2014

التربية العملية

هناك ملمح تربوي ألمحه في كثير من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وهو التربية بتحمل النتائج في حالة عدم انتاج الوعظ وهو التربية العملية رغم قسوة النتائج أحيانا وذلك لأن الإنسان دوما يفضل أن يرى بنفسه مهما وعظه آباؤه والأحكم منه ففي هذه الحالة يكون عليه أن يتحمل ويرى بنفسه ويكون للمربي أن ينكل بهم كما في حديث الوصال في الصيام
والخلاصة أن من لم يستجب لأوامر الشرع أو صوت الحكمة تربيه الأحداث وصروف القدر
والمقصود أن التربية العملية كثيرا ما تكون أبلغ من المواعظ والأوامر
وهذه نماذج من ذلك 



عن عبد الله بن عمر قال  حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم يفتحها فقال إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون نقفل ولم نفتح قال فاغدوا على القتال فغدوا فأصابتهم جراحات قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا قافلون غدا إن شاء الله فكأن ذلك أعجبهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم


 

هنا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيسر وأراد أن يخفف عنهم فأبوا إلا أن يشددوا فأمرهم أن يهجموا على الحصن فلما رأو بأعينهم ما رآه صلى الله عليه وسلم استجابوا لرأيه

عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد

اللعن ليس من خلق المسلم فلما أساءت هذه المرأة إلى تلك النعمة التي أنعم الله عليها كان الجزاء أن تحرم منها


عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا قالوا إنك تواصل قال إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم

خفف الله  عن المسلمين ولم يبح لهم الوصال في الصوم يعني متابعة الأيام بدون سحور ولا إفطار وهي مقدرة منحها الله لرسوله فلما أصر المسلمون على تقليده صلى الله عليه وسلم في أمر من خصوصياته "نكل بهم" تربية لهم

ومثله أيضا
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة أو حصيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة  


عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه وإنه أمر بخبائه فضرب أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فأمرت زينب بخبائها فضرب وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال آلبر تردن فأمر بخبائه فقوض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال

تسابق نساء النبي صلى الله عليه وسلم على تقليده في الاعتكاف فلما رأى ذلك ألغى الاعتكاف ثم اعتكف وحده في شوال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما

وفي قصة صلح الحديبية لما لم يستطيعوا الوصول للبيت وأداء العمرة شق عليهم نقض الإحرام فرباهم عمليا بالحلق أمامهم
 
عن ابن عباس وعائشة أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت قال وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قلنا كراهية المريض للدواء فقال لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم
وفي مرض النبي صلى الله عليه وسلم استعكلوا لعلاجه نوعا من العلاج وهو اللدود وكان يرفضه ويعتبر رفضه صلى الله عليه وسلم أمرا لهم بتركه وعدم استعماله له فلما أصروا وخالفوا أمره لدهم جميعا عقابا لهم على مخالفة نهيه والذي هو ملزم للمسملين

وختاما لهذه الأمثلة هذا المثال المحزن الذي حرمنا بسبب الاختلاف أن يكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لا نضل بعده وكان أمر الله قدرا مقدورا

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم 

وهذه أمثلة فقط والقاريء للسنة يجد الكثير من الأمثلة على تلك التربية العملية حال عدم نفع التربية الوعظية
----------
جميع الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما

الأربعاء، يونيو 04، 2014

التدبر والمتشابهات

في مقال سابق تحدثت عن أهمية التدبر وفهم الآيات للتفريق بين الآيات المتشابهات والاستفادة من دقائق معانيها
وهذا استكمال لذلك الموضوع فيما يخص كلمتي  "فلما" و "ولما" في سورة يوسف واللتان  تكررتا كثيرا  في القصة  وعلاقة ذلك بفهم الأحداث
والفاء تدل على التعقيب والترتيب يعني تتابع مباشر بفاصل زمني قصير والواو لا تحمل هذا المعنى
وهذه ملاحظات على المعنى حسب جهدي ولكل إنسان أن يتدبر ويربط الآيات بمعانيها للتذكير والتفريق بين الواو والفاء
 فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب  : كان ذلك في اليوم التالي مباشرة لأخذهم الإذن من أبيهم
ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما: بعد عدة سنوات
فلما رأى قميصه قد من دبر: في ساعتها وهم وقوف يتداولون الموقف

فلما سمعت بمكرهن : سرعان ما انتشر الخبر فالنساء ماهرات في نقل الأخبار
فلما رأينه أكبرنه : فور دخوله عليهن
فلما جاءه الرسول : ذهب مسرعا بناء على طلب الملك لإحضاره
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي 

فلما كلمه : أي دخل عليه بسرعة وكلمه
ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم : أول مرة لم يكن يعرفهم وأخذوا مسارهم العادي وفيه زحام وتدافع
فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل : رجعوا مستعجلين لأنهم منعوا الميرة ويريدون أن يعودوا مرة أخرى
ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم : استراحزا من السفر وفي ظنهم إن المتاع غير محمل ثم فتحوه بعد فترة

فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل : سرعان ما أقسموا فقد أقسموا من قبل بسهولة على حفظ يوسف
ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم: أوصاهم بالحرص والحذر والدخول من أبواب متفرقة فمشوا مبطئين فوصلوا متأخرين
ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه : أخذوا المسار الروتيني حيث لا يعرفهمم أحد ولا توية عليهم فدخلوا أبطأ
 فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه: بعد توصية سيدنا يوسف وهو متشوق لإنجاز المهمة وتلقينهم الدرس
فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا :  كان يوسف حازما معهم وأفهمهم بسرعة  ألا مجال للعفو عن أخيه السارق (حسب ما يتراءى) وأهذا وهو في مقام الملك فوصلوا لليأس سريعا ولم يكن ممكنا التفاوض معه طويلا
فلما دخلوا عليه قالوا يأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر : بالتأكيد كان قد أوصى إذا وصلوا أن يدخلوا دون تعطيل وفي انتظارهم ويعلم أنهم سعودون
ولما فصلت العير : المسافة من عاصمة مصر إلى حدود مصر كبيرة أكبر من المسافة من حدود مصر إلى فلسطين
فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا : ومن عادة البشير أن يكون مسرعا
فلما دخلوا على يوسف  آوى إليه أبويه: هذه المرة جاءوا مسرعين في تجهيزات ورعاية ملكية وتسهيلات في الطريق وكان هو  في انتظارهم وانتظار والديه على شوق

===========
فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين