هناك ملمح تربوي ألمحه في كثير من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وهو التربية بتحمل النتائج في حالة عدم انتاج الوعظ وهو التربية العملية رغم قسوة النتائج أحيانا وذلك لأن الإنسان دوما يفضل أن يرى بنفسه مهما وعظه آباؤه والأحكم منه ففي هذه الحالة يكون عليه أن يتحمل ويرى بنفسه ويكون للمربي أن ينكل بهم كما في حديث الوصال في الصيام
والخلاصة أن من لم يستجب لأوامر الشرع أو صوت الحكمة تربيه الأحداث وصروف القدر
والمقصود أن التربية العملية كثيرا ما تكون أبلغ من المواعظ والأوامر
وهذه نماذج من ذلك
عن عبد الله بن عمر قال حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم يفتحها فقال إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون نقفل ولم نفتح قال فاغدوا على القتال فغدوا فأصابتهم جراحات قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا قافلون غدا إن شاء الله فكأن ذلك أعجبهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
هنا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيسر وأراد أن يخفف عنهم فأبوا إلا أن يشددوا فأمرهم أن يهجموا على الحصن فلما رأو بأعينهم ما رآه صلى الله عليه وسلم استجابوا لرأيه
عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد
اللعن ليس من خلق المسلم فلما أساءت هذه المرأة إلى تلك النعمة التي أنعم الله عليها كان الجزاء أن تحرم منها
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا قالوا إنك تواصل قال إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم
خفف الله عن المسلمين ولم يبح لهم الوصال في الصوم يعني متابعة الأيام بدون سحور ولا إفطار وهي مقدرة منحها الله لرسوله فلما أصر المسلمون على تقليده صلى الله عليه وسلم في أمر من خصوصياته "نكل بهم" تربية لهم
ومثله أيضا
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة أو حصيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة
عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه وإنه أمر بخبائه فضرب أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فأمرت زينب بخبائها فضرب وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال آلبر تردن فأمر بخبائه فقوض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال
تسابق نساء النبي صلى الله عليه وسلم على تقليده في الاعتكاف فلما رأى ذلك ألغى الاعتكاف ثم اعتكف وحده في شوال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما
وفي قصة صلح الحديبية لما لم يستطيعوا الوصول للبيت وأداء العمرة شق عليهم نقض الإحرام فرباهم عمليا بالحلق أمامهم
عن ابن عباس وعائشة أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت قال وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قلنا كراهية المريض للدواء فقال لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم
وفي مرض النبي صلى الله عليه وسلم استعكلوا لعلاجه نوعا من العلاج وهو اللدود وكان يرفضه ويعتبر رفضه صلى الله عليه وسلم أمرا لهم بتركه وعدم استعماله له فلما أصروا وخالفوا أمره لدهم جميعا عقابا لهم على مخالفة نهيه والذي هو ملزم للمسملين
وختاما لهذه الأمثلة هذا المثال المحزن الذي حرمنا بسبب الاختلاف أن يكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لا نضل بعده وكان أمر الله قدرا مقدورا
وهذه أمثلة فقط والقاريء للسنة يجد الكثير من الأمثلة على تلك التربية العملية حال عدم نفع التربية الوعظية
----------
جميع الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما
والخلاصة أن من لم يستجب لأوامر الشرع أو صوت الحكمة تربيه الأحداث وصروف القدر
والمقصود أن التربية العملية كثيرا ما تكون أبلغ من المواعظ والأوامر
وهذه نماذج من ذلك
عن عبد الله بن عمر قال حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم يفتحها فقال إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون نقفل ولم نفتح قال فاغدوا على القتال فغدوا فأصابتهم جراحات قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا قافلون غدا إن شاء الله فكأن ذلك أعجبهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
هنا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيسر وأراد أن يخفف عنهم فأبوا إلا أن يشددوا فأمرهم أن يهجموا على الحصن فلما رأو بأعينهم ما رآه صلى الله عليه وسلم استجابوا لرأيه
عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد
اللعن ليس من خلق المسلم فلما أساءت هذه المرأة إلى تلك النعمة التي أنعم الله عليها كان الجزاء أن تحرم منها
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا قالوا إنك تواصل قال إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم
خفف الله عن المسلمين ولم يبح لهم الوصال في الصوم يعني متابعة الأيام بدون سحور ولا إفطار وهي مقدرة منحها الله لرسوله فلما أصر المسلمون على تقليده صلى الله عليه وسلم في أمر من خصوصياته "نكل بهم" تربية لهم
ومثله أيضا
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة أو حصيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة
عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه وإنه أمر بخبائه فضرب أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فأمرت زينب بخبائها فضرب وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال آلبر تردن فأمر بخبائه فقوض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال
تسابق نساء النبي صلى الله عليه وسلم على تقليده في الاعتكاف فلما رأى ذلك ألغى الاعتكاف ثم اعتكف وحده في شوال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما
وفي قصة صلح الحديبية لما لم يستطيعوا الوصول للبيت وأداء العمرة شق عليهم نقض الإحرام فرباهم عمليا بالحلق أمامهم
عن ابن عباس وعائشة أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت قال وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قلنا كراهية المريض للدواء فقال لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم
وفي مرض النبي صلى الله عليه وسلم استعكلوا لعلاجه نوعا من العلاج وهو اللدود وكان يرفضه ويعتبر رفضه صلى الله عليه وسلم أمرا لهم بتركه وعدم استعماله له فلما أصروا وخالفوا أمره لدهم جميعا عقابا لهم على مخالفة نهيه والذي هو ملزم للمسملين
وختاما لهذه الأمثلة هذا المثال المحزن الذي حرمنا بسبب الاختلاف أن يكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لا نضل بعده وكان أمر الله قدرا مقدورا
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم
وهذه أمثلة فقط والقاريء للسنة يجد الكثير من الأمثلة على تلك التربية العملية حال عدم نفع التربية الوعظية
----------
جميع الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق